مسكنات أميركية لأنقرة تسمح بدوريات برية مشتركة في سوريا

أردوغان هدد بفتح بلاده الطريق إلى أوروبا أمام المهاجرين ما لم تتلق دعما دوليا كافيا للتعامل مع اللاجئين السوريين في المنطقة الآمنة.

أنقرة - قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن بلاده خططت لبدء تسيير الدوريات البرية المشتركة في المنطقة الآمنة، اعتبارا من 8 سبتمبر/أيلول الجاري، بعد يوم من تهديد الرئيس التركي بإطلاق سيل من المهاجرين نحو أوروبا.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن أكار قوله اليوم الجمعة، إن هناك خططا لبدء دوريات برية عسكرية مشتركة للقوات التركية والأميركية بشمال شرق سوريا في الثامن من سبتمبر/أيلول.

ويعمل البلدان العضوان بحلف شمال الأطلسي لتأسيس ما تقول تركيا إنها ستكون "منطقة آمنة" على الحدود في شمال شرق سوريا وهي منطقة يسيطر على معظمها وحدات حماية الشعب الكردية.

ونفذ البلدان دوريات مشتركة بطائرات هليكوبتر فوق المنطقة قبل حوالي 10 أيام.

ويأتي تصريح أكار بعد يوم من تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد فيها بفتح بلاده الطريق إلى أوروبا أمام المهاجرين ما لم تتلق دعما دوليا كافيا للتعامل مع اللاجئين السوريين.

وقال أردوغان إن هدف بلاده توطين ما لا يقل عن مليون شخص من السوريين في المنطقة الآمنة، التي سيتم تشكيلها على طول 450 كم من الحدود مع سوريا.

جاءت التصريحات في وقت تصعد فيه تركيا من ضغطها على واشنطن لتقديم المزيد من التنازلات بشأن عمق المنطقة الآمنة المقرر إقامتها في شمال شرق سوريا والإشراف عليها كما تتعرض هي لضغط متزايد في إدلب بشمال غرب سوريا حيث يتقدم هجوم

وأشار أردوغان إلى أن إدلب ستكون أبرز ملفات مباحثاته مع ترامب في حال لقائهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويستخدم الرئيس التركي ورقة اللاجئين السوريين لابتزاز أوروبا والدول الغربية لمساعدته على مواجهة المأزق الذي وجدت فيه أنقرة نفسها بسبب تدخلها في سوريا.

ولجأ أردوغان إلى ملف اللاجئين بعد أن سيطرت القوات الحكومية السورية أيضا على مدينة خان شيخون الاستراتيجية والقرى والبلدات المحيطة بها، ليصبح الانتشار العسكري التركي في سوريا يخضع لشروط وقيود جديدة مثّلت ما يُشبه الإهانة للمؤسسة العسكرية التركية.

ولجمت روسيا الوجود التركي في سوريا بعد التقدم العسكري الذي حققته مع قوات الجيش السوري خاصة في إدلب، لتبقى المنافسة بين موسكو وواشنطن طاغية لصياغة مستقبل سوريا.

ويعيد السكوت الأميركي عما يجري في إدلب إلى الأذهان أن اتفاق هلسنكي بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، ما زال قائما، وأن التنسيق بين الأميركيين والروس مستمر بخطوطه العريضة، ورغم تأخر الروس في الحسم العسكري بإدلب، فإن الوقت ما زال متاحا لهم لحصار المعارضة السورية ومعها تركيا، من أجل إضعاف أوراقها التفاوضية.

وفي كل الحالات سيكون لروسيا الفرصة لفرض حل سياسي على مقاسها، من خلال إعادة مؤسسات نظام الأسد إلى المنطقة، وهو ما يعني فعليا إخراج تركيا من المنطقة وسيطرة النظام عليها.

ويشير غض واشنطن الطرف عما جرى في إدلب في المعارك الأخيرة، إلى رضاء وموافقة الولايات المتحدة ولو ضمنيا عما يحدث، وهو ما يرحج وجود اتفاق على ترتيبات جديدة في سوريا يسمح بإقصاء تركيا منها.
ويستوجب السيناريو الأميركي في هذا السياق خلق توازن يبدو متناقضا، حيث يستوجب منها ذلك إدارة ردود الأفعال التركية إلى حين نقل الأزمة السورية إلى طاولة المفاوضات، وفي الوقت ذاته حماية حلفائها الأكراد من هجوم تركي محتمل.