مسلسل سوري يستعيد امجاد صلاح الدين الايوبي

دمشق - من طلال الكايد‏
بطل حطين ومحرر القدس

انتشرت في الآونة الاخيرة الأعمال الدرامية التاريخية، التي تتحدث عن مسيرة الابطال والقادة العرب التي تحاول ملامسة الواقع والتعبير عنه من خلال استعادة الامجاد التي خلفها الاجداد العرب، وكذلك الاجتماعية المعاصرة بقالب كوميديا انسانية.‏

وبدأت عمليات تصوير المسلسل التاريخي الضخم صلاح الدين الايوبي الذي يخرجه حاتم علي لنص كتبه الدكتور وليد سيف.

وقال مدير الشركة المنتجة رضا الحلبي "كانت الحروب الصليبية اول حرب عالمية وعرفها التاريخ بأنها قصة صراع بين الشرق والغرب حاول البعض إلباسها لبوسا دينيا لكن من المؤكد ان امراء الحملة الصليبية حين اندفعوا بسياستهم التوسعية انما كانوا يستهدفون غايات دنيوية محضة.‏"


واضاف ان مسلسل صلاح الدين هو سيرة فنية لبطل حرر القدس بعد ان وحد العالم العربي والاسلامي و"ما اشد حاجتنا هذه الايام والتاريخ يكاد يعيد نفسه إلى الاسترشاد بالتاريخ القائم على حقائق موضوعية ووقائع مادية في محاولة لتقديم البطل العربي الانسان الذي تنعكس فيه صورة كل منا سواء احمل سيفا أم قلما".‏

وذكر ان "المسلسل محاولة للتعرف عن كثب الى صلاح الدين قائدا فذا لا يحيد عن هدفه وانسانا جديرا بكل تقدير واعجاب فهو لا ينسى في غمرة جهاده ان للفرسان اخلاقا وللصراع اوجها حضارية اخرى".

وقال الحلبي ان العمل سجل عبر توثيق دقيق اشرف عليه مجموعة من الاساتذة في جامعة دمشق حياة هذه الشخصية الفذة منذ ولادتها وحتى موتها ومن خلاله نتعرف الى مراحل ثلاث هي مرحلة عماد الدين زنكي ثم ولده نور الدين محمود ومن ثم مرحلة صلاح الدين التي تتوج بمعركة حطين الشهيرة ثم تحرير بيت القدس وذلك عبر صياغة فنية مشوقة قائمة على مجموعة من المحاور الدرامية والروائية التي لا تهمل ايضا ‏تصوير شخصيات من عامة الناس تضفي على العمل بعدا قصصيا مثيرا."

وذكر الحلبي ان اهمية طرح هذا الموضع حاليا تعود إلى عدة اسباب منها اعادة الصف العربي ولم الشمل وتوحيد جميع الطاقات والامكانات من اجل تحرير القدس واستعادة الحقوق المغتصبة مضيفا ان هذا العمل يصلح لكل زمان ومكان لان ما حدث في السابق يحدث الان ولكن باختلاف الاسماء والاعداء.


وقال انه تم رصد ميزانية ضخمة غير مسبوقة في تاريخ الانتاج السوري التلفزيوني لهذا المسلسل بالتعاون مع خبرات عربية واجنبية.‏

ويقوم ببطولة العمل النجم السوري جمال سليمان في دور صلاح الدين ويشارك فيه من سوريا سوزان نجم الدين وسلمى المصري ومن لبنان الفنانة ورد الخال ومن المغرب محمد مفتاح ومن الاردن نادرة عمران.‏

ومن المسلسلات الجديدة ايضا في سوريا مسلسل "جلنار" الذي اخرجه هشام شربتجي وكتبه ممدوح حمادة ويتحدث عن حياة ثلاثة اجيال الاباء والابناء والاحفاد عبر نماذج بشرية مختلفة ضمن سياق اجتماعي ذي نكهة كوميدية انسانية.‏

وقال الكاتب حمادة ان العمل يتألف من عدة خطوط اولها خط "ابي فريد" العجوز المتقاعد الارمل الذي عاش في شبابه قصة حب فشلت بسبب خطأ في العنوان حيث قامت امه بخطبة فتاة اخرى ويجسد هذا الدور رفيق سبيعي.

واضاف ان ابو فريد رضي بقسمته حفاظا على سمعة الفتاة التي تزوجها لانه لو طلقها وعاد لخطبة حبيبته لاساء الناس الظن بها ولكن ابو فريد ظل يعيش حبه لتلك الفتاة التي احبها رغم انه فقد اثرها فيما بعد.‏

وذكر ان المسلسل يبين كيف تمر السنون وتتوفى زوجة ابو فريد ويبقى ارمل وتشاء الصدف ان يعثر على الفتاة التي احبها وقد اصبحت في سن متقدمة وتبدأ محاولاته للقائها ويلاحقها لكي يعرف ان كانت متزوجة وتقبل الزواج به ولكنه يبقى دائما على بعد امتار منها لا يتمكن من الوصول اليها ويمنعه من ذلك اضافة إلى القدر جهله باسمها وعنوانها حيث اطلق عليه اسم "جلنار" وهو ليس اسمها الحقيقي.

ويتحدث المسلسل عن فريد الابن اللامبالي الذي يعتمد على تسلطه على من حوله وغير مدبر وعن زوجته جيهان المرأة المدبرة التي تحاول ادخار مبلغ من المال عبر تجارة صغيرة وعندما يعلم فريد يبتزها ويأخذ مدخراتها للقيام بمشاريع تجارية كبيرة يدخل فيها فيفشل ويخسر المدخرات.‏

اما حفيدا ابي فريد هيفاء وقصي فهما على طرفي نقيض حيث ان قصي يعاني من فراغ كامل وهمه تحطيم قلوب الفتيات في الجامعة اما هيفاء فهي تحب ابن الجيران وليد الشاب الجاد الذي يهوى كتابة الشعر والقصة ولكن حبها يجعل والدها يفقد عقله لانه يحتقر والد هذا الشاب.

وقال حمادة ان الخط الثاني هو اسرة "ابو سليم" وهو عجوز متقاعد ارمل يقع في تخيلات يعتقدها صحيحة وهي حالة مرضية لديه حيث يؤلف القصص التي لم تحدث ويعاني من مشاكل مرضية نفسية اخرى حيث يجمع الخردة والاشياء التي يشعر انه يمكن يستفيد منها ابنه سليم المدلل في صغره والذي تتحول زوجته سعاد إلى صاحبة السلطة وهي تعاني من ذلك وتحاول استفزازه دون فائدة.

ويتحدث المسلسل كيف يقوم وليد ابن سليم بالكثير من المحاولات لتحويل والده سليم إلى رجل ويعجز عن ذلك ويلجأ في نهاية المطاف إلى سياسة الصدمة وينجح في ذلك ولكن سليم الذي يتحول إلى رجل يجعل الجميع يندمون على ذلك حيث بدأ انتقامه من جميع من اضطهده منذ الطفولة وحتى هذه اللحظة.‏

وذكر حمادة ان في العمل خطوطا اخرى لشخصيات تشكل الصف الثاني في البطولة مثل رضا الطامع بالمال وابو عاطف العجوز المتصابي المزواج وعبد السلام المهاجر الذي عاد في الكبر دون أي نتيجة واخذ يتسول وهو ما كان يفعله في المهجر.‏

ويشارك في المسلسل رفيق سبيعي وعبد الهادي الصباغ وصباح الجزائري ونادين وبشار اسماعيل وعمر حجو.