مسيرات تستهدف قافلة شاحنات تنقل أسلحة إيرانية إلى سوريا

الهجوم بمسيرات مجهولة يأتي وسط تصاعد التوتر بين طهران واسرائيل وهو الثاني في 48 ساعة بعد آخر استهدف مصنعا عسكريا في ايران.
المرصد السوري يؤكد ان الشاحنات كانت تنقل اسلحة متطورة الى المجموعات الموالية لطهران
الساحة السورية تحولت الى ساحة لتصفية الحسابات بين ايران واسرائيل
مقتل 7 عناصر من الموالين لايران في الغارات

دمشق - شنت طائرات مجهولة يعتقد أنها مسيرة ليل الأحد غارات استهدفت شاحنات تبريد في شرق سوريا فور دخولها من العراق المجاور ما أدى إلى تدميرها، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان لافتا إلى أنها كانت تنقل أسلحة إيرانية وذلك بعد هجوم شبيه استهدف ليل السبت موقعا عسكريا في محافظة أصفهان بوسط إيران.
وذكر المرصد أن "ست شاحنات تبريد تعرّضت لاستهداف من طائرات مجهولة في ريف مدينة البوكمال الحدودية، بعد عبورها من العراق" من دون أن يتمكن من تحديد هوية الجهة التي استهدفتها.
وأدت الضربات وفق المرصد إلى تدمير الشاحنات ومقتل سبعة مقاتلين موالين لإيران كما أحصى مقتل "سبعة من سائقي الشاحنات ومرافقيهم من جنسيات غير سورية".
ويأتي الهجوم الجديد في خضم الصراع بين طهران وتل أبيب وتهديدات يطلقها بين الحين والآخر قادة عسكريون إيرانيون وإسرائيليون بشن ضربات انتقامية حيث تحولت الساحة السورية إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الطرفين فيما طالت بعض الهجمات العمق الايراني.
وكانت إيران أعلنت ليل السبت أن دفاعاتها تصدت لهجوم بطائرات مسيرة على موقع عسكري في محافظة أصفهان فيما تحدثت مصادر إعلامية إسرائيلية عن عملية في الداخل الإيراني، وربطت بين توقيتها وزيارة ويليام بيرنز رئيس الاستخبارات الأميركية المركزية سي أي أيه إلى تل أبيب.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن "الشاحنات التي تعرضت للهجوم كانت تنقل أسلحة إيرانية الى سوريا" مؤكدا دخول قافلتين مماثلتين على الأقل خلال هذا الأسبوع من العراق، أفرغتا حمولتهما في مدينة الميادين، مرجحاً نقلها "أسلحة متطورة" الى مجموعات موالية لطهران.
وتتعرض المنطقة بين الحين والآخر لضربات مماثلة، تطال تحديداً تحركات لمجموعات موالية لطهران.

ايران خسرت الكثير من جنودها وضباطها في سوريا
ايران خسرت الكثير من جنودها وضباطها في سوريا

من جانب آخر، أفادت إذاعة شام إف إم المحلية بأن طيراناً "مجهول الهوية يستهدف بعدد من الغارات ست شاحنات (براد)، كانت متوقفة قرب قرية الهري شرق البوكمال بعد اجتياز البوابة الحدودية المشتركة مع العراق".

وقال الناشط عمر أبوليلى عمر الذي يوثق الأوضاع في دير الزور عبر موقعه "دير الزور 24" إن الغارات "استهدفت مقرات لمجموعات موالية لطهران"، وأضاف "هناك دمار كبير بالأماكن المستهدفة".

ومحافظة دير الزور مقسمة بين أطراف عدة، إذ تسيطر قوات النظام ومقاتلون إيرانيون ومجموعات موالية لهم على المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات الذي يقسم المحافظة إلى جزأين، فيما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية، وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، على المناطق الواقعة عند ضفافه الشرقية.
وتنتشر قوات إيرانية وأخرى عراقية ومجموعات موالية لطهران بينها حزب الله اللبناني في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي خصوصاً بين مدينتي البوكمال والميادين. ويقدر المرصد عدد أفراد تلك المجموعات بنحو 15 ألف مقاتل.
وأقر التحالف الدولي مراراً بتنفيذه ضربات في المنطقة طالت مقاتلين موالين لطهران.
وجرى مراراً استهداف مقاتلين موالين للنظام في المنطقة، إذ قتل 55 منهم، من سوريين وعراقيين، في حزيران/يونيو 2018 في ضربات قال مسؤول أميركي إن إسرائيل تقف خلفها، إلا أن الأخيرة رفضت التعليق.
كما شنت إسرائيل هجمات طالت مواقع للحرس الثوري الإيراني في محيط العاصمة دمشق ما أدى الى مقتل عدد من الجنود إضافة إلى ضباط.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً متشعب الأطراف، تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل نحو نصف مليون شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.