مشاكل صحية تواجه رواد الفضاء خلال رحلتهم نحو المريخ

مع اقتراب انطلاق ثلاث مهمات نحو الكوكب الأحمر، علماء يوضحون المخاطر المحتملة للتعرض للإشعاعات وانعدام الجاذبية أثناء رحلة تستغرق سبعة أشهر.
الأبحاث تظهر أن جسم الانسان يتأثر إلا أن الخطر مقبول
ما من عائق طبي مطلق يحول دون الذهاب إلى المريخ

باريس - يتساءل مجتمع علم الفلك عن المشاكل الصحية التي قد تعتري رواد الفضاء، مع اقتراب انطلاق ثلاث مهمات نحو المريخ (من الإمارات والصين والولايات المتحدة) هذا الصيف، لاستكشاف جغرافيته من خلال إرسال دفعة جديدة من الروبوتات إلى سطح هذا الكوكب الأكثر استقطابا للاهتمام في المجموعة الشمسية.
وكانت الإقامة في محطة الفضاء الدولية قد طمأنت العلماء منذ عشرين عاما عن المخاطر المحتملة للتعرض للاشعاعات وانعدام الجاذبية مثل ضمور العضلات، خلال الرحلة التي تستغرق سبعة أشهر. وتظهر الأبحاث أن جسم الانسان يتأثر إلا أن الخطر مقبول.
لكن تبقى الإقامة على المريخ التي ستستمر حوالى 15 شهرا بانتظار أن يعود الكوكبان إلى الجانب نفسه من الشمس. فمتوسط الحرارة على المريخ 63 درجة مئوية تحت الصفر والإشعاعات عالية إلا أن الإنسان قادر على صنع البزات والملاجئ الواقية.
لكن في حال حصول حالة طوارئ طبية سيستحيل إجراء عملية إجلاء بسبب المسافة الطويلة.

يمكن معالجة الإسهال والحصى في الكلى والزائدة الدودية عادة باستثناء 30 % من حالات الزائدة التي تحتاج إلى عملية جراحية 

ما هي المشاكل الصحية التي قد تواجه رواد الفضاء؟ يقول دان باكلاند المهندس وطبيب الطوارئ في جامعة ديوك إنهم قد يصابون بكسور لكن في غالبية الأحيان كان يكون وضع الجص كافيا. وهو يطور إبرة آلية تحقن في الأوردة بدعم من الناسا.
ويمكن معالجة الإسهال والحصى في الكلى والزائدة الدودية عادة باستثناء 30 % من حالات الزائدة التي تحتاج إلى عملية جراحية ويمكن تاليا أن تودي بحياة المريض.
ومع فحوصات معمقة جدا يمكن خفض احتمال ظهور السرطان وتفاقمه في ثلاث سنوات على ما يقول دان باكلاند مشددا "بالنسبة لي ما من عائق طبي مطلق يحول دون الذهاب إلى المريخ".
أما بالنسبة للمساكن والآليات فتكمن المشكلة في منع الغبار من الدخول. ويقول روبرت هاورد من مركز جونسون التابع للناسا "يعاني المريخ من مشكلة العواصف الغبارية". ويمكن لهذه العواصف العاتية ان تحجب الشمس مدة أشهر وبالتالي تعطيل عمل الألواح الشمسية.
ويحتاج الرواد تاليا إلى مفاعلات نووية صغيرة. في العام 2018 نجحت الناسا ووزارة الطاقة في تقديم مشروع سمي "كيلوباوير بروجيكت".
وعلى المدى الطويل، يهدف ذلك إلى صناعة مواد على المريخ بفضل الموارد المنجمية على الأرجح ومن خلال الطباعة الثلاثية الأبعاد.
والتطور على هذا الصعيد لا يزال في بداياته وسيشكل برنامج "ارتيميس "القمري الأميركي تجربة في هذا المجال.