'مشقلب' يقدم تجربة سينمائية تعكس الواقع اللبناني

المخرجة اللبنانية نادين لبكي تطل من العمل الجديد كمنتجة تنفيذية في أولى تجاربها في الإنتاج.

بيروت - اختارت المخرجة اللبنانية نادين لبكي أن تخوض أولى تجاربها في الإنتاج من خلال أحدث أعمالها السينمائية وهو بعنوان "مشقلب" (Disorder)، حيث تطل لبكي على متابعيها كمنتجة تنفيذية لهذا العمل بعد أن ظهرت في عدة أعمال كمخرجة وممثلة وكاتبة بينها فيلمها "كفرناحوم" الذي رشح في العام 2019 للفوز بجائزة أوسكار كأفضل فيلم أجنبي.

ويجمع فيلم "مشقلب" أربع قصص مؤثرة لمخرجين لبنانيين بارزين، وهم لوسيان بورجيلي "غداء العيد"، ووسام شرف "حديد نحاس بطاريات"، وبان فقيه "Keep It Together"، وأريج محمود "بيروت: 6:07".

وتستعد دور السينما اللبنانية ضمن موسم أفلام الصيف لاستقبال الفيلم الروائي الطويل "مشقلب" بداية من العاشر من يوليو/تموز الجاري، على أن ينطلق عرضه لاحقا في السعودية وبعض دول الخليج العربي والدول الأوروبية.

وكتب لوسيان بورجيلي في تدوينة نشرها عبر صفحته على فيسبوك "بعد جولة عالمية مثيرة سيُعرض الفيلم أخيرًا في دور السينما في لبنان الأسبوع المقبل! لا تفوتوا فرصة مشاهدته على الشاشة الكبيرة".

وكان من المقرر عرض "مشقلب" محليًا بشكل محدود، لكن اكتسابه شهرة كبيرة بعد جولة بارزة في المهرجانات الدولية، دفع شركة "فرونت رو" إلى توسيع استراتيجية التوزيع استجابة للطلب الدولي والإقليمي المتزايد، وفق ما نشره موقع "سينماتوغراف" على صفحته بفيسبوك.

وتم عرض الفيلم عالميا للمرة الأولى عبر شاشات مهرجان الجونة السينمائي بمصر خلال دورة 2024، حيث فاز بجائزة سينما من أجل الإنسانية (جائزة الجمهور)، وكانت عروضه الثلاثة في المهرجان كاملة العدد، ثم عُرض في قاعة ممتلئة بالجمهور في معهد العالم العربي في باريس، قبل مشاركته في مهرجان الفيلم العربي في زيورخ ومهرجان واشنطن السينمائي الدولي وغيرها من المهرجانات.

ويقدم الفيلم تجربة سينمائية تعكس الواقع اللبناني، فقد وصفه صناعه بأنه "فعل مقاومة فنية"، ففي الوقت الذي تشهد فيه المنطقة أزمات متفاقمة ونزوحًا ومحوًا ثقافيًا، يأتي العمل في توقيت حاسم، ليقدم نظرة إنسانية على الصدمة الجماعية وروح الصمود المستمرة في منطقة غالبًا ما يُساء تمثيلها أو يتم تجاهلها، إذ يعيد "مشقلب" صياغة السرد، ليكشف بشكل عميق عن الجوانب الشخصية والشعرية والعالمية لذلك.

ويأخذ العمل تاريخ لبنان الحديث المضطرب خلفية له، بدءًا من انتفاضة 2019 وصولًا إلى الانفجار بشكل حرفي للحياة اليومية في 2020، ويروي أربع قصص جريئة وسوداوية كوميدية وإنسانية عميقة تكتشف المعنى وسط كل هذه الفوضى.

ويلتقط صناع الفيلم بذكاء حاد وعمق عاطفي عبثية البقاء في مكان أصبحت فيه الفوضى أمرًا روتينيًا وأصبح الصمود طبيعة ثانوية.

وعلى الرغم من أن موضوعات الفيلم متجذرة بعمق في الواقع اللبناني، فإن صداها يتردد في منطقة يصبح فيها الضحك هو خط الدفاع الأخير... وهو أقوى أشكال المقاومة.

ويشارك في العمل عدد من نجوم لبنان بينهم منال عيسى (السباحتان) ورودريغ سليمان (المسافر) وفرح شاعر (غداء العيد) وحنان الحاج علي (باب الشمس). ويقود المشروع المنتج بشارة مزنر، إلى جانب المنتجين التنفيذيين نادين لبكي وخالد مزنر، مع المنتجين المشاركين عبلة خوري ولارا كرم شيكيرجيان.