مصر تتجهّز لترويض التوك توك

القاهرة ترغب في تنظيم قطاع المركبات الصغيرة ذات العجلات الثلاث عبر إدخال نظام ترخيص على مستوى البلاد وحمل السائقين على التحول إلى حافلات صغيرة تعمل بالغاز الطبيعي.
ما يصل إلى أربعة ملايين توك توك في شوارع مصر اغلبها غير مرخصة
يتوقع أن يختار نصف السائقين استبدال التكاتك ليأخذوا بدلا منها شاحنات صغيرة

القاهرة - يثير التوك توك، المركبة الصغيرة ذات العجلات الثلاث، انزعاج البعض وهو يتحرك ويحشر نفسه وسط المرور في شوارع المدن المصرية أو عندما يمرق بسرعة عبر الأزقة الضيقة. لكنه بالنسبة لآخرين غيرهم وسيلة رخيصة للانتقال من مكان إلى آخر ومن نقطة إلى أخرى في زمن قصير مقارنة بالوقت الذي تستغرقه وسائل النقل العام.

ترغب الحكومة الآن في تنظيم التوك توك الذي يعمل بمحرك ويؤدي وظيفة عربة أجرة صغيرة جدا عبر إدخال نظام ترخيص على مستوى البلاد وحمل السائقين على التحول إلى حافلات صغيرة (ميني فان) تعمل بالغاز الطبيعي.

يقدر المسؤولون أن هناك ما يصل إلى أربعة ملايين توك توك في شوارع مصر لكن إما أنها غير مرخصة أو مرخصة بموجب مجموعة غير منظمة أو منسجمة من القواعد المحلية.

وفي أغلب الأحيان يزود أصحاب التكاتك مركباتهم الصغيرة بالأضواء الساطعة وبأنظمة صوت قوية، حيث يدخل سائقوها ومعظمهم من الشباب في مغامرات دون شعور بالخوف على الطرق السريعة، ويحشرون عرباتهم الصغيرة في فجوات ضيقة بحركة المرور وينحرفون وسط السيارات.

تقول الحكومة إن ترخيصها سيساعد في تعقب المسؤولين عن الحوادث أو الجرائم، ويحظر القيادة دون السن القانونية ويوفر لسائقيها تأمينا ومعاشا بعد التقاعد.

وقال طارق عوض، المتحدث الرسمي لمبادرة إحلال السيارات في وزارة المالية، إنه يتوقع أن يختار نصف السائقين استبدال التكاتك ليأخذوا بدلا منها شاحنات صغيرة يصفها بأنها وسيلة نقل "آمنة ومتحضرة".

أوضح "صدرت توجيهات من رئاسة مجلس الوزراء بأن يتم مشاركة التوكتوك في المبادرة ولكن هذه المشاركة تم التوجيه بأن تتم عبر مسارين.. المسار الأول أن يتم تقنين أوضاع التوك توك في الشارع المصري بحيث إن التوك توك يمنح تراخيص ويصبح له بيانات أساسية وقانونية في وحدات المرور وفي الوحدات المحلية في المحافظات التابع ليها والتي يعمل فيها هذه التراخيص تمنح لمالكي التوك توك بحيث يصبح يسير في الشارع المصري وهو آمن والمواطن الي بيستخدم التوك توك أصبح آمن لأنه يركب مركبة أصبحت مقننة ولها وضع قانوني ومعروف بيانتها".

وأضاف "سوف ينظر بعد ذلك في أمر مشاركة التوك توك في مبادرات الإحلال بحيث أن يكون هناك مشاركة التوكتوك في مبادرة إحلاله بسيارة ميني فان تعمل بالغاز الطبيعي أو أن مالك التوك توك باختياره يبقي علي حاله كمستخدم التوكتوك في الشارع المصري طالما أنه أصبح مرخص. إذن المشاركة للتوك توك سوف تصبح اختياريه إنه يحل بسيارة ميني فان أو أن يستمر عمله توك توك في الشارع المصري".

التوك توك دا مستقبلنا وحياتنا فيه

رحب بعض السائقين بخطة الترخيص، لكنهم عارضوا مبادلة الحافلات الصغيرة بالتوك توك. يقول السائقون والركاب إن الاستغناء عن التوك توك غير ممكن.

وقال السائق هاني خميس البالغ من العمر 39 عاما "التوك توك دا مستقبلنا وحياتنا فيه.. ولا هايهمنا ترخيص ولا يهمنا عربية بملايين أنا عاجز ومشلول ممكن أروح آخد العربية الملاكي بس مش هاتفيدني زي حته مكنة زي دي تأكل عيالي وتأكلني".

ونادرا ما تدخل الحافلات العامة الأحياء السكنية المكتظة. وينزل الركاب على الطرق الرئيسية ليشقوا الطريق على أقدامهم إلى المنازل.

يقول السائقون إن الحافلات مهما كانت صغيرة لن تستطيع دخول الشوارع الضيقة لتوصيل الناس لباب البيت.

وفي أزقة التسوق الضيقة بحي المقطم في القاهرة لا توجد وسيلة انتقال سوى التوك توك.

قال السائق حسام عبد المجيد (35 عاما) "لو في زبون.. كمان لو عايز يطلع لغايه السلم بنطلع شنطه (حقائبه) لأول السلم وننزله ونمشي أما الميكروباص مش هايدخله لغاية البيت.. آخره أول الشارع".

ترى أم كريم وهي من سكان المقطم تبلغ من العمر 56 عاما أن التوك توك نعمة.

تقول "والله التكاتك... راحة لينا علشان إحنا تعبانين.. رحمة للناس التعبانة والناس المريضة وواحد رايح مصلحة ورايح شغله".