مصر تترقب انتعاشا اقتصاديا مع تعديل السفن لمسارها عبر قناة السويس
القاهرة – قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس المصرية الأحد إن 47 سفينة عدلت مسار رحلاتها للعبور من قناة السويس بدلا من طريق رأس الرجاء الصالح منذ بداية الشهر الجاري، إثر استقرار الملاحة في البحر الأحمر، في خطوة باتجاه استعادة مصر بعضا من إيرادات القناة التي تكبدت خسائر كبيرة.
وذكر ربيع في بيان "المباحثات المشتركة مع الخطوط الملاحية واستشعار العديد من العملاء وجود مؤشرات إيجابية لعودة الاستقرار إلى منطقة البحر الأحمر أثمرت عن قيام 47 سفينة منذ بداية الشهر الجاري بتعديل مسار رحلاتها للعبور بقناة السويس بدلا من طريق رأس الرجاء الصالح".
وكانت شركات شحن قد أجبرت على تحويل مسارات السفن من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الأطول حول إفريقيا، بسبب الهجمات الحوثية مما أثر على سير حركة التجارة العالمية بتأخير عمليات التسليم وزيادة التكاليف.
وخلال مشاركته في فعاليات المؤتمر السنوي الدولي للنقل البحري واللوجستيات (مارلوج) في نسخته الرابعة عشر والذي تنظمه الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، توقع ربيع "عودة المزيد من الخطوط الملاحية للعبور من قناة السويس مع استمرار حالة الاستقرار في المنطقة".
وشنت جماعة الحوثي اليمنية الموالية لإيران، ما يقرب من 100 هجوم على سفن تعبر البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، فيما تقول إنها حملة لدعم الفلسطينيين في الحرب التي خاضتها إسرائيل ضد حركة حماس منذ أكثر من عام في قطاع غزة. لكن الكثير من السفن التي استهدفها الحوثيون لم تكن لها علاقة بإسرائيل.
وكبّدت التوترات في منطقة البحر الأحمر مصر خسائر تبلغ نحو 7 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس خلال عام 2024، أي ما يعادل أكثر من 60 بالمئة من إيراداتها مقارنة بالعام السابق، وفق تصريحات سابقة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأكد ربيع أن أزمة البحر الأحمر فرضت تحديات أمنية غير مسبوقة بالمنطقة بما انعكس سلبا على استقرار واستدامة سلاسل الإمداد العالمية بما يتطلب تضافر الجهود نحو العمل المشترك لاحتواء التبعات السلبية وضمان استمرارية الخدمات البحرية بالمنطقة.
وأوضح أن هيئة قناة السويس بذلت جهودا كبيرة لتقليل تأثيرات الأزمة من خلال تحقيق التواصل المستمر والفعال والمباشر مع الخطوط الملاحية واستقرار السياسات التسعيرية بالإضافة إلى استحداث حزمة الخدمات البحرية واللوجيستية في الظروف الاعتيادية والطارئة.
وأضاف رئيس هيئة قناة السويس أن التحديات المختلفة لم تكن عائقا أمام قناة السويس لاستكمال خطط التطوير الطموحة للحفاظ على جاهزية القناة والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للعملاء.
وأشار إلى أن قناة السويس نجحت في تحقيق إنجاز جديد على صعيد البنية التحتية وتطوير المجرى الملاحي بانتهاء مشروع تطوير القطاع الجنوبي بشقيه وتشغيله أمام حركة التجارة العالمية للاستفادة بما يحققه من مزايا ملاحية وزيادة الطاقة الاستيعابية للقناة بمعدل من 6 إلى 8 سفن.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال ربيع إن أزمة البحر الأحمر لم تخلق طريقا مستداما بديلا لقناة السويس، وإن هناك مؤشرات إيجابية على بدء عودة الاستقرار للمنطقة. وأضاف أن الأزمة "أثبتت أهمية القناة لاستدامة واستقرار سلاسل الإمداد العالمية".
وهاجمت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران سفنا في البحر الأحمر تضامنا مع الفلسطينيين في غزة منذ نوفمبر تشرين الثاني 2023 مما أدى إلى اضطراب في الممرات الملاحية العالمية وإجبار شركات على تحويل مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأطول حول أفريقيا بدلا من قناة السويس، فارتفعت تكاليف الشحن.