مصر تحظر دخول القطريين عملا بمبدأ 'المعاملة بالمثل'

قرارات الحظر المتبادل لدخول مواطني كل من البلدين إلى البلد الآخر تشكل تصعيدا جديدا في الأزمة بينهما فيما تذهب مبررات الحظر إلى أبعد من مجرد التوقي من فيروس كورونا.
قطر تبرر حظر دخول المصريين إلى أراضيها بالتوقي من كورونا

القاهرة - أعلنت الحكومة المصرية الأربعاء حظر دخول القطريين إلى مصر عملا بمبدأ "المُعاملة بالمثل" اعتبارا من الجمعة "حتى إشعار آخر" في إطار الإجراءات الاحترازية للتوقي من فيروس كورونا المستجد.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الوزراء نادر أسعد في بيان إنه "في ضوء ما قررته دولة قطر من حظر دخول المُسافرين من الحاملين للجنسية المصرية في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، فقد تقرر تطبيق مبدأ المُعاملة بالمثل وحظر دخول المُواطنين القطريين والقادمين عن طريق نقاط وسيطة وكذلك جميع المُسافرين الحاملين للجنسية القطرية حتى في حالة حملهم لإقامة سارية في مصر".

وكانت قطر أعلنت في الأول من الشهر الحالي فرض "قيود دخول مؤقت لأراضيها على جميع القادمين من مصر عبر نقاط وسيطة" في إطار إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد.

ولا توجد رحلات مباشرة بين مصر وقطر منذ يونيو/حزيران 2017 إثر إعلان السعودية والإمارات والبحرين والقاهرة قطع علاقاتها مع قطر التي اتهمتها هذه الدول بـ"دعم الإرهاب".

لكن العلاقات المصرية القطرية متوترة بطبعها حتى قبل ذلك التاريخ وتحديدا بعد أن عزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين والذي توفي لاحقا في السجن حيث كان يواجه عدة أحكام في تهم تتعلق بالإرهاب والتخابر مع جهات أجنبية.

وجماعة الإخوان محظورة بقرار قضائي ومصنفة تنظيما إرهابيا في مصر وعدد من الدول العربية والخليجية، إلا أنها تحظى بدعم من القيادة القطرية التي تستضيف قيادات إخوانية فارة من العدالة ووفرت منصات إعلامية لتسويق خطاباتهم وللتحريض على العنف في مصر.

وتمثل قرارات الحظر المتبادل لدخول مواطني كل من البلدين إلى البلد الآخر تصعيدا جديدا في الأزمة بينهما. كما تثير تساؤلات خصوصا حول وضع المصريين العاملين والمقيمين في قطر.

ويبلغ تعداد الجالية المصرية في قطر قرابة 300 ألف شخص بحسب الإحصاءات الرسمية، من أصل عدد سكان يبلغ 2.75 مليون نسمة.

وينشط المصريون في قطر في عدة مجالات مهنية منها النفط والغاز والتعليم والقطاع الصحي، لكن هذا الإقبال على الانتقال إلى الدولة الخليجية، تأثر سلبا في العامين الماضيين اثر قطع العلاقات بين البلدين.

ووفقا للسلطات القطرية، سجلت 8 حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد في البلاد فيما تم تسجيل 150 إصابة بالمرض في دول الخليج مجتمعة.

كما قررت الكويت "إخضاع القادمين من مصر إلى فحص إضافي في مصر قبل ركوبهم الطائرات المتجهة إلى الكويت".

وأعلنت القاهرة في 14 فبراير/شباط الماضي أول إصابة بفيروس كورونا المستجد على أراضيها ولكنها أكدت في ما بعد أنه شفي تماما. والاثنين تم الإعلان عن ثاني حالة إصابة بالفيروس في مصر.

ويبدو أن الحظر المتبادل على دخول القطريين لمصر وحظر الدوحة دخول المصريين لقطر يذهب أبعد من مجرد التوقي من فيروس كورونا.