مصر تخشى نتائج كارثية لعملية الملء الخامس لسد النهضة

المخاوف تتزايد من حدوث جفاف في البلاد مع اتخاذ إثيوبيا سياسة إغلاق المنافذ السفلية للسد وحرمان مصر والسودان من أي تصريفات لنهر النيل.

أديس أبابا - تسعدّ إثيوبيا لبدء عملية الملء الخامس لسد النهضة وسط مخاوف مصرية من أن يؤثر ذلك في إيراداتها من مياه النيل بشكل كارثي، فيما تواصل أديس أبابا إتمام تشغيل السد.

وتتزايد مخاوف مصر من حدوث جفاف في البلاد، ولا سيما مع اتخاذ إثيوبيا سياسة إغلاق المنافذ السفلية للسد وحرمان مصر والسودان من أي تصريفات لنهر النيل الأزرق، باستثناء ما يتم تصريفه من خلال مخارج التوربينات السفلية، وتعتبر تحركات أديس أبابا الأخيرة بأنها "تُعقد الأزمة".

 ونقلت وسائل إعلام عن وزير الموارد المائية والري المصري السابق محمد نصر علّام، تحذيره مما وصفها بأنها "نتائج كارثية لعملية الملء الخامس لسد النهضة"، مُشيراً إلى أنّ هذه النتائج ستكون أصعب في حال تزامنها مع موسم جفاف. وقال "إن عملية الملء الخامس لسد النهضة قد تكون مواكبة لموسم جفاف. وعندها، ستكون كارثة، ولا بد من منع الملء". وأضاف وزير الموارد المائية والري المصري السابق أن “كل ذلك سوف يتضح خلال 4 إلى 6 أسابيع”.

ودعت مصر مؤخرا، إثيوبيا إلى إجراء دراسات "فنية تفصيلية" حول آثار السد، مؤكدة أن إجراءات أديس أبابا الأحادية تكرّس التوتر وعدم الاستقرار بالمنطقة.

وتم تداول صور حديثة عن استعدادات إثيوبيا للملء الخامس لسد النهضة، الذي تبنيه أديس أبابا منذ عام 2011، وتسبب في توترات مع مصر والسودان، حيث أعلنت القاهرة في ديسمبر /كانون الأول الماضي فشل آخر جولة للمفاوضات التي استمرت نحو أربعة أشهر.

وقالت وزارة الري والموارد المائية المصرية حينها "لم يسفر الاجتماع عن أي نتيجة نظرا لاستمرار ذات المواقف الإثيوبية الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث، وتمادي إثيوبيا في النكوص عما تم التوصل له من تفاهمات ملبية لمصالحها المعلنة".

وأكدت الوزارة أن مصر سوف تراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وأن مصر تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي. وأضافت "بات واضحا عزم الجانب الإثيوبي على الاستمرار في استغلال الغطاء التفاوضي لتكريس الأمر الواقع على الأرض، والتفاوض بغرض استخلاص صك موافقة من دولتي المصب على التحكم الإثيوبي المطلق في النيل الأزرق بمعزل عن القانون الدولي".

وقال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، الأربعاء، إن صور الأقمار الاصطناعية الحديثة أظهرت استعداد إثيوبيا لـ"الملء الخامس"، الذي يبدأ نهاية يوليو /تموز ويستمر حتى العاشر من سبتمبر /أيلول المقبل، بهدف "تخزين كمية إضافية من المياه تبلغ نحو 23 مليار متر مكعب، ليصل ارتفاع منسوب المياه بالسد إلى 640 متراً فوق سطح البحر".

وتشكو مصر شحاً مائياً، وتعتمد بشكل أساسي على مياه النيل، حيث تبلغ حصتها 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، في حين تبلغ استخدامات القاهرة الفعلية الحالية من المياه نحو 80 مليار متر مكعب سنوياً، ويتم تعويض الفجوة بتدوير وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، بحسب وزير الري المصري، الدكتور هاني سويلم، الذي أكد خلال مؤتمر "أسبوع القاهرة للمياه" في نوفمبر /تشرين الثاني الماضي، أن "مصر تقوم بتدوير وإعادة استخدام نحو 26 مليار متر مكعب سنوياً من مياه الصرف الزراعي لتعويض العجز".

ورأى شراقي أن "مخزون بحيرة سد النهضة وصل عقب الملء الرابع، الذي انتهى في سبتمبر/أيلول الماضي إلى 41 مليار متر مكعب، ثم فتحت إثيوبيا بوابتي التصريف من 31 أكتوبر /تشرين الأول حتى 8 نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين لخفض منسوب البحيرة؛ بهدف تكملة خرسانة الممر الأوسط، ولم تستفد إثيوبيا من هذه المياه في توليد الكهرباء، وسيصل ارتفاع المياه خلف السد، عقب الملء الخامس، إلى 640 متراً".

وتسعى مصر للتوصل لاتفاق يؤمن ما تصفه بحقوقها التاريخية في مياه النيل، وسط استمرار إثيوبيا في إجراءات استكمال ملء وتشغيل السد. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، في سبتمبر/أيلول الماضي، نجاح بلاده في إتمام العملية الرابعة من ملء خزان سد النهضة، وهو إجراء رفضته مصر حينها.