مصر تدعو إردوغان إلى وقف الانتهاكات الحقوقية في تركيا

تغيير الموقف الأوروبي تجاه مصر الذي كشفته نتائج القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ يستفز أردوغان ويثير مخاوف نظامه.

القاهرة - وجهت مصر توبيخا اليوم الأربعاء إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعدما انتقد زعماء الاتحاد الأوروبي لحضورهم قمة استضافها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد أيام من إعدام تسعة أشخاص في قضية مقتل النائب العام المصري.

وقال أحمد حافظ المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان "الرئيس التركي أردوغان يطل علينا مرة أخرى بأحاديث حول مصر وقيادتها السياسية تنطوي بشكل جلي على حقد بل وتعبر عن مواصلة احتضانه لجماعة الإخوان الإرهابية".

ولا تقيم أنقرة علاقات مع القاهرة منذ انهيار حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد انتفاضة شعبية ضد الجماعة ورئيسها محمد مرسي.

وآخر الاستفزازت التركية أتت بعد القمة العربية الأوروبية التي انعقدت منذ يومين في شرم الشيخ، حيث اتهم أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو زعماء الاتحاد بالنفاق لأنهم "يقولون لأنقرة إن إعادة تطبيق عقوبة الإعدام في تركيا ستقضي على آمالها في الانضمام للتكتل بينما يحضرون في الوقت نفسه قمة استضافها السيسي".

وانتقد جاويش أوغلو زعماء الاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء، للقائهم بالسيسي بعد أيام من "استشهاد أولئك الشبان" في قضية مقتل النائب العام المصري عام 2015.

وردا على ذلك وجه المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية اتهامات لأنقرة في مجال حقوق الإنسان قائلا إن هناك 70 ألف معتقل سياسي في تركيا ومشيرا إلى سجن 175 صحفيا وفصل 130 ألف موظف حكومي.

وقال "إن هذا السرد إنما يوضح عدم مصداقية ما يروج له الرئيس التركي".

وكانت السلطات المصرية نفذت في 20 فبراير حكما بإعدام تسعة مدانين بتهمة اغتيال النائب العام هشام بركات في 2015.

وحملت القاهرة جماعة الإخوان المسلمين وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة المسؤولية عن عملية الاغتيال لكن الجماعة والحركة تنفيان ذلك.

ودافع السيسي عن عقوبة الإعدام يوم الاثنين خلال القمة العربية-الأوروبية قائلا إن كلا من المنطقتين لها ثقافة مختلفة.

وتطمح تركيا إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي لكن مفاوضات انضمامها، التي بدأت عام 2005، توقفت وسط مخاوف بشأن سجلها في حقوق الإنسان وسيادة القانون.

وتقول مصر إن جماعة الإخوان المسلمين، وهي أقدم حركة إسلامية في العالم، تنظيم إرهابي. وألقي القبض على معظم زعماء الجماعة أو هربوا للخارج أو لجأوا إلى العمل السري.

وللجماعة صلات وثيقة بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. وفر كثيرون من أعضاء الإخوان إلى تركيا منذ حظرت مصر أنشطة الجماعة التي تقول إنها تنظيم سلمي.

ويكشف الهجوم التركي ضد مصر تخوفا متزايدا من تنامي النفوذ المصري الإقليمي خصوصا بعد نجاح قمة شرم الشيخ التي عكست تغييرا في الموقف الأوروبي تجاه القاهرة، فقد وصف مسؤول أوروبي حضور زعماء 25 من أصل 28 من الدول الأعضاء بأنه دليل واضح على الأهمية الكبيرة والقيمة التي رأتها أوروبا في هذه القمة.

نجاح قمة شرم الشيخ يستفز أردوغان
نجاح قمة شرم الشيخ يستفز أردوغان