مصر توجه تحذيرا لتركيا عبر مناورة 'حسم 2020'

القوات مسلحة المصرية تعلن اطلاقها مناورة "حسم 2020" الاستراتيجية العسكرية الشاملة بالمنطقة الغربية على الحدود مع ليبيا رداً على تهديدات تركيا في ليبيا واعلانها القيام بمناورات بحرية ضخمة في المتوسط خلال الفترة المقبلة.

القاهرة - أعلن الجيش المصري أن وزير الدفاع الفريق أول محمد زكي شهد المرحلة الرئيسية للمناورة الاستراتيجية "حسم 2020" غرب البلاد على الحدود مع ليبيا في خطوة تأتي ردا على اعلان تركيا القيام بمناورات في البحر المتوسط.

وقالت القوات المسلحة المصرية في بيان نشر على موقعها في موقع فيسبوك إن "الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي شهد المرحلة الرئيسية للمناورة الإستراتيجية "حسم 2020" التي نفذتها تشكيلات ووحدات المنطقة الغربية العسكرية بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، والتي استمرت لعدة أيام في إطار خطة التدريب القتالي لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة".

وشملت المرحلة الرئيسية قيام طائرات متعددة المهام بتأمين أعمال قتال القوات وتقديم المعاونة الجوية بغرض القضاء على عناصر المرتزقة من الجيوش الغير نظامية، وتنفيذ رماية لإستهداف مناطق تجمع تلك العناصر ومراكز القيادة ومناطق التكديسات والدعم اللوجيستية.
وأوضح الجيش المصري إن العملية شهدت أيضا "قيام عدد من الطائرات الهليكوبتر بإبرار سرية صاعقة لتنفيذ إغارة على مركز قيادة مكتشف لعناصر المرتزقة وتدميره".

وقال البيان إن "القائد العام للقوات المسلحة ناقش عدداً من قادة القوات المشاركة بالمناورة في أسلوب تنفيذ المهام وكيفية إتخاذ القرار المناسب لمواجهة المتغيـرات المفاجئة والحادة أثناء سير أعمال القتال وأسلوب السيطرة على عناصر تشكيل المعركة".

وكانت مصر قد حذرت من التدخل التركي في ليبيا معتبرة أن أي تقدم للمرتزقة السوريين والميليشيات التي جندتهم أنقرة للقتال لصالح حكومة الوفاق نحو سرت سيضطر الجيش المصري للتدخل عسكريا في ليبيا.

وتأتي المناورات العسكرية المصرية بعد يوم واحد من إعلان القوات البحرية التركية، أنها ستجري مناورات بحرية ضخمة قبالة السواحل الليبية خلال الفترة المقبلة.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن سلاح البحرية التركي أن المناورات المرتقبة سيطلق عليها اسم "نافتيكس"، وستجري قبالة السواحل الليبية في 3 مناطق مختلفة، وسيحمل كل منها اسما خاصا وهي "بربروس" و"ترجوت رئيس" و" تشاكا باي".
وكشفت وسائل إعلام تركية أن هذه المناورات ستجرى قريبا، وهي بمثابة تدريب تحسبا لاندلاع أي حرب في شرق المتوسط، علاوة على ما وصف بالتوترات المتصاعدة التي شهدتها ليبيا في الفترة الأخيرة.
وصباح الأحد الماضي، قصفت طائرات "مجهولة" الدفاعات الجوية التركية في قاعدة الوطية الليبية غرب طرابلس، وذلك بعد أيام من تحذير الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من أنّ سرت والجفرة في ليبيا، خط أحمر، في رسالة مشتركة لميليشيات الوفاق والقوات التركية التي تدعمها.

وتضم المنطقة الغربية قاعدة "جرجوب" العسكرية الجديدة التي دشنها السيسي في يونيو الماضي وتحدث منها لتحذير تركيا من تحركاتها العسكرية في ليبيا. كما تضم أيضا قاعدة "محمد نجيب" التي تعد أكبر القواعد العسكرية في المنطقة بالإضافة إلى قاعدة براني الجوية.

يذكر أن تركيا تدخلت عسكريا وبشكل مباشر في ليبيا منذ يناير الماضي بشكل غير شرعي متحججة باتفاقية مثيرة للجدل وقعها الرئيس التركي مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج لترسيم الحدود البحرية ثم استقدمت آلاف المرتزقة السوريين إلى ليبيا لدعم ميليشيات طرابلس وعززتهم بمستشارين وعسكريين أتراك بالإضافة إلى أسلحة متطورة وذخيرة ما انفكت ترسلها منذ اشهر إلى حكومة الوفاق عبر سفن الشحن في المتوسط، منتهكة القرارات الدولية للأمم المتحدة، وقرارات مؤتمر برلين بحظر توريد السلاح إلى ليبيا.

وأجج التدخل التركي في ليبيا الصراع في البلاد التي تعاني من الفوضى منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011 وعزز المخاوف من سيناريو سوري للبلاد التي تريد انقرة الاستفراد بمواردها الطبيعية الضخمة.

كما أعاد هذا التدخل العسكري السافر إلى الواجهة المشروع التوسعي الذي يريد أردوغان تنفيذه في المنقطة وهو ما يهدد استقرارها وخاصة أمن البلدان المجاورة لليبيا التي تخشى انتقال الإرهابيين والمقاتلين المتشددين الذين جندتهم تركيا للقتال على غرار ما قامت به أثناء توغلها في سوريا والعراق.