مصر توقف متعاونين مع الجزيرة لفبركة محتوى إعلامي

المشتبه بهم كانوا يتعاونون مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة لاختلاق محتوى إعلامي يشمل وثائقيا حول منطقة شمال سيناء المضطربة مقابل أموال.

القاهرة - اعتقلت السلطات المصرية 11 شخصاً بشبهة اختلاق محتوى إعلامي لشبكة الجزيرة في قطر، وفق بيان لوزارة الداخلية.
وكشف البيان أن المشتبه بهم كانوا يتعاونون مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة لإنتاج محتوى يشمل وثائقيا حول منطقة شمال سيناء المضطربة مقابل أموال.
وقال البيان إن المشتبه بهم أرادوا "تنفيذ مخططهم الذي يستهدف المساس بأمن الوطن والنيل من استقراره، من خلال إنتاج وإعداد تقارير وبرامج إعلامية مفبركة، مقابل مبالغ مالية ضخمة".
وأضاف أن التقارير "تتضمن الإسقاط على الأوضاع الداخلية بالبلاد والترويج للشائعات، والتحريض ضد مؤسسات الدولة، لبثها بقناة الجزيرة".
وأشار بيان الداخلية الى أن نيابة أمن الدولة العليا باشرت التحقيقات.
وتواجه القوات المسلحة المصرية تمردا إسلاميا متطرفا في شمال سيناء تتزعمه جماعة محلية مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية.
والمنطقة مغلقة أمام وسائل الإعلام الى حد بعيد، ما عدا زيارات نادرة بإشراف الجيش.
وكانت قناة الجزيرة في السنوات الأخيرة في قلب مواجهة سياسية حادة بين القاهرة والدوحة منذ ثورة الشعب المصري ضد حكم الرئيس محمد مرسي الذي جاء من صفوف الإخوان المسلمين ودعمته قطر.
وترى الحكومة المصرية في قناة الجزيرة ناطقا رسميا باسم الاخوان، وتحجب السلطات موقع القناة في مصر الذي لا يمكن دخوله الا بواسطة شبكة افتراضية خاصة "في بي ان".
وتورطت قناة الجزيرة في نشر مقال عبر بوابتها الالكترونية  يمجد الارهابي هشام عشماوي الذي تورط في تنفيذ عمليات ارهابية قبل ان يتم القبض عليه في ليبيا وتنفيذ حكم الإعدام فيه قبل اسابيع في مصر.
وتناول المقال مسلسل الاختيار الذي ابرز بطولات الضابط احمد منسي قائد كتيبة 103 صاعقة والذي توفي سنة 2017 بعد تعرضه لكمين في منطقة مربع البرث بسيناء.

الجزيرة تورطت في تمجيد المتطرفين على غرار الارهابي هشام عشماوي
الجزيرة تورطت في تمجيد المتطرفين على غرار الارهابي هشام عشماوي

كما تناول المسلسل سيرة الارهابي عشماوي الذي وصفه كاتب المقال بالرائد محاولا تبييض سجله والحديث عنه بمنطق المعارض للنظام في مصر.
واعتبر المقال الذي حمل عنوان "هشام عشماوي.. الوجه الآخر من الاختيار" عشماوي احد رموز المعارضة الاسلامية بل وصنف رفاقه كرموز للمقاومة في تغيير للحقائق واستهانة بدماء من سقطوا ضحايا لعملياته الإرهابية.
ولم يمر المقال مرور الكرام حيث انطلقت الانتقادات ضد القناة من المصريين والعرب بدعم الارهاب وتلميع صور القيادات المتطرفة واهانة شهداء الجيش المصري.
وامام حجم الضغوط والتنديد اضطرت ادارة القناة إلى حذفه من البوابة الالكترونية ومن ارشيف الكاتب كما حصل من حذف فيديو يمجد الجنرال في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الذي قتل في قصف اميركي قرب مطار بغداد.
واثبتت الجزيرة بموافقتها على نشر المقال كل التهم الموجهة اليها بالعمل على دعم المجموعات الارهابية في العالم العربي ومساندة رؤوس التكفير المتورطين في نشر الفوضى والانقسام الطائفي والعرقي في المنطقة.
وفي حزيران/يونيو 2017 قطعت مصر ودول عربية أخرى بما فيها السعودية والإمارات العلاقات مع قطر بسبب تورطها في دعم وتمويل جماعات "إرهابية". بما فيها تقديم دعم اعلامي للمتطرفين.
ومثلت قناة الجزيرة منذ اكثر من عقدين منصة للجماعات المتطرفة على راسها القاعدة وداعش وتنظيم الاخوان المسلمين.