مصر والسودان تقرران استئناف المفاوضات حول سد النهضة

مصر تتطلع للتوصل الى اتفاق عادل ومتوازن وشامل يحفظ مصالح مصر المائية وبنفس القدر يراعي مصالح إثيوبيا والسودان.

القاهرة - أعلنت كل من مصر والسودان الخميس موافقتهما على استئناف التفاوض مع وإثيوبيا حول سد النهضة الاثيوبي الذي يشكل مصدر توترات في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان مساء الخميس إن مصر أعربت عن "استعدادها الدائم للانخراط في العملية التفاوضية والمشاركة في الاجتماع المُزمع عقده".

وشددت الخارجية على أهمية أن يكون الاتفاق "جاداً وبنّاءً وأن يُسهم في التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن وشامل يحفظ مصالح مصر المائية وبنفس القدر يراعي مصالح إثيوبيا والسودان".
وكان السودان أعلن الاتفاق مع اثيوبيا على العودة برفقة مصر و"بأسرع فرصة ممكنة" إلى التفاوض حول سد النهضة الاثيوبي، وذلك بعد مبحاثات بين رئيسي وزراء البلدين.
وقال مكتب رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك، في بيان، "اتفق الجانبان على تكليف وزراء المياه في الدول الثلاث للبدء في ترتيبات العودة إلى التفاوض باسرع فرصة ممكنة".
ويأتي الإعلان بعد توقف التفاوض في شباط/فبراير الماضي على اثر رفض اثيوبيا التوقيع على مسوّدة اتفاق اعدته الولايات المتحدة والبنك الدولي.
ويثير السد مخاوف السودان ومصر بشأن ضمان حصتيهما من مياه النيل.

وبدأت أثيوبيا في 2011 بناء سد النهضة على النيل الأزرق بكلفة 6 مليارات دولار.
ومنذ ذلك التاريخ دخلت الدول الثلاث في مفاوضات للاتفاق حول الحد من تأثير السد الأثيوبي على كل من السودان ومصر.
وفي 12 ايار/ مايو، رفض السودان مقترحا اثيوبيا بتوقيع اتفاق جزئي للبدء في ملء بحيرة السد في تموز/يوليو المقبل.
وفي بداية الاسبوع، اجرى حمدوك مباحثات بالخصوص، عبر تقنية "فيديو-كونفرس"، مع نظيره المصري مصطفى مدبولي بمشاركة وزراء الخارجية والري ومدراء المخابرات في الدولتين.
وانضمت الصين إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لحث أثيوبيا ومصر والسودان على حل قضية سد النهضة سلميا .
ويشير إصرار إثيوبيا على المضي قدما في بناء السد وتحديها لمصر والسودان بملئه دون الحاجة لاستشارتهما، إلى اعتبارات سياسية لدى أديس أبيبا خصوصا أن توقفها عن استكمال من المفاوضات يصب في مصلحتها على اعتبار أن الانتخابات التشريعية قريبة لكن أزمة فيروس كورونا في الغالب ستؤجلها بعد ان كانت مقررة في أغسطس/آب المقبل.
يذكر ان السد سيكون عند استكماله أكبر سد للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، بقدرة على توليد ستة آلاف ميغاوات من الكهرباء. وتخطط إثيوبيا لتصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة لتخفيف ما تعانيه من نقص شديد في العملة الأجنبية. ويعد مشروع سد النهضة أحد اهم الملفات التي ستزيد التنافس بين الاحزاب والسياسيين في أثيوبيا خلال الانتخابات المقبلة التي كانت مقررة في أغسطس/آب لكنها تأجلت لأجل غير مسمى بسبب وباء فيروس كورونا.