مصر وقطر تستأنفان رسميا العلاقات الدبلوماسية

التوقيع على مذكرة تفاهم لإعادة العلاقات بين الدوحة والقاهرة يأتي تنفيذا للالتزامات الواردة في قمة العلا المؤسسة للمصالحة الخليجية.
شركة الاتحاد للطيران الاماراتية تستأنف الرحلات باتجاه قطر منتصف فبراير

القاهرة - أعلنت مصر رسميا الأربعاء الاتفاق مع قطر على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة دامت أكثر من 3 سنوات ضمن ما يعرف بالأزمة الخليجية.

ووقع البلدان مذكرتين رسميتين تتفقان بموجبهما على إعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بينهما منذ العام 2017.

ووفق بيان مقتضب لوزارة الخارجية المصرية "جاء ذلك اتصالًا بالخطوات التنفيذية في إطار الالتزامات المُتبادلة الواردة ببيان العُلا (القمة الخليجية الـ41)".

وأفاد البيان بـ"تبادل مصر وقطر مذكرتيَّن رسميتيَّن، حيث اتفقت الدولتان بموجبهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما".

ويأتي ذلك عقب يومين على إقلاع أولى الرحلات الجوية من القاهرة إلى الدوحة، بعد تعليق للرحلات المباشرة بين البلدين منذ اندلاع الأزمة الخليجية.

وأعلنت مصر في 12 يناير/كانون الثاني الجاري فتح مجاله لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين مصر وقطر تنفيذا لاتفاقية المصالحة التي أبرمت في العلا.

يعيش نحو 300 ألف مصري في قطر، بحسب التقديرات. وعلق الكثيرون منهم خلال الأزمة ولم يكونوا قادرين على العودة إلى بلدهم.

بدورها قالت الاتحاد لطيران أبوظبي الأربعاء إنها ستعاود تسيير رحلات مباشرة إلى الدوحة بداية من 15 فبراير/شباط القادم.

وعقب انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي بمدينة العلا السعودية، أعلنت القاهرة والرياض وأبو ظبي والمنامة فتح كافة الحدود البحرية والجوية والبرية مع قطر.

وتمخضت قمة العلا التي انعقدت في 5 يناير/كانون الثاني الجاري، عن توقيع اتفاق مصالحة أنهى مقاطعة فرضتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر على الدوحة منذ يونيو/حزيران 2017.

وحققت القمة انفراجة في العلاقات بين دول المقاطعة وقطر، لكن مسائل خلافية لا تزال عالقة أهمها دعم جماعة الإخوان المسلمين وموقف الدوحة من سلوك إيران في المنطقة.

وأمس الثلاثاء دعت قطر الدول الخليجية إلى إجراء محادثات مع إيران، في خطوة بدت ثقيلة على المصالحة خاصة وأن التقارب القطري الإيراني كان أحد أبرز القضايا الخلافية بين قطر ودول الخليج والمتسببة في أزمة المقاطعة، لما تشكله الجمهورية الإسلامية من تهديدات حقيقية لأمن المنطقة واستقرارها، فيما تنذر الدعوة القطرية بإرباك مسار المصالحة.

وعندما أُعلنت المقاطعة دعت مصر وحلفاؤها قطر إلى قطع علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين إلى جانب مطالب أخرى.

وحظرت مصر الجماعة عام 2013 بعد أن عزل الجيش الرئيس الراحل محمد مرسي عضو الجماعة من منصبه في ذلك العام قبل انتخاب قائد الجيش آنذاك عبدالفتاح السيسي رئيسا للبلاد في العام التالي.

وسُجن أغلب زعماء الجماعة في مصر ولجأ أعضاء آخرون إلى قطر أو تركيا.

وقال مصدران من المخابرات المصرية لرويترز إن مسؤولا من وزارة الخارجية القطرية تعهد لمصر خلال اجتماع مع مسؤولين من مصر والإمارات السبت الماضي بأن بلاده لن تتدخل في شؤون مصر الداخلية وستغير سياسة قناة الجزيرة التلفزيونية الإخبارية تجاه القاهرة.

وكانت المنطقة الخليجية شهدت أزمة حادة بعدما فرضت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة شملت وقف العلاقات الدبلوماسية والروابط التجارية وحركة السفر، بسبب خلافات عميقة تتمثل في دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها عدة دول عربية وعربية على لائحة المنظمات الإرهابية، بالإضافة إلى التقارب القطري الإيراني الذي يتناقض مع الجهود العربية لتوحيد الصفوف في التصدي للتهديدات الإيرانية.