مصطفى بن جعفر مرشحا محتملا للنهضة لترؤس الحكومة

مصادر إعلامية تتحدث عن إمكانية ترشيح بن جعفر عقب اجتماع مرتقب لمجلس شورى الحركة فيما يرى مراقبون خطوة النهضة ان تحققت محاولة جديدة لاستنساخ تجربة الترويكا.

تونس - لا تزال أزمة تشكيل الحكومة في تونس تراوح نفسها رغم الحديث عن مشاورات حثيثة بين مختلف الأحزاب السياسية الفائزة بأكبر مقاعد البرلمان في الانتخابات التشريعية.
ويظل منصب رئيس الحكومة مثار تجاذبات عديدة نظرا لأهميته ودوره في وضع الخطط والاستراتيجيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية طيلة الخمس سنوات المقبلة.
ووسط هذه المشاورات الحزبية أشارت مصادر إعلامية الى ان حركة النهضة المكلفة بتشكيل الحكومة قررت ترشيح رئيس المجلس الوطني التاسيسي السابق مصطفى بن جعفر لترؤس الحكومة المقبلة.
وقالت إذاعة موزاييك الخاصة وفق مصادر وصفتها بالعليمة الجمعة ان النهضة ستطرح خلال اجتماع مجلس الشورى الذي سيعقد السبت والأحد اسم بن جعفر لترؤس المنصب الأهم في تونس.

ويرى مراقبون ان اختبار النهضة لشخصية بن جعفر في حال تاكد له اكثر من دلالة وهي رسالة موجهة في الأساس لبعض الاحزاب الرافضة لدخول حكومة برئاسة احد قيادات الحركة.
وكانت النهضة اعلنت مرات عديدة انها مصرة على ترشيح شخصية من داخلها لترؤس الحكومة حيث اصر رئيس مجلس الشورى عبدالكريم الهاروني على ترشح رئيس الحركة راشد الغنوشي رغم رفض عديد الاحزاب لهذا الامر.
وكان كل من حزب التيار الديمقراطي وحركة الشعب وتحيا تونس رفضوا بتاتا الدخول في حكومة على راسها الغنوشي او احد قيادات الحركة ودعوا الى منح المنصب لشخصية مستقلة.
ورغم ان مصطفى بن جعفر شخصية تحظى بالاحترام نظرا لدوره في النضال ضد نظام بن علي وافكاره الوسطية لكنه اتهم في مرحلة ما بالتقرب من النهضة.
وكان بن جعفر الذي تولى الامانة العامة لحزب التكتل من اجل العمل والحريات دخل في تحالف مع النهضة وذلك اثر انتخابات 2011 حيث ترأس المجلس الوطن التاسيسي الذي تعهد بكتابة دستور جديد للبلاد.
لكن الحزب مني بهزائم كبيرة في انتخابات 2014 بسبب هذا التقارب حيث يقول بن جعفر "ان التكتل احترق من اجل تونس" وذلك في تبرير دخوله في حكومة بقيادة النهضة بعد انتخابات 2011.

رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي
النهضة روجت كثيرا لترشيح راشد الغنوشي لمنصب رئاسة الحكومة

ودائما ما يطرح بن جعفر نفسه شخصية توافقية حيث دعا الأحزاب الى ترشيحه لمنصب رئاسة الجمهورية باعتباره قادرا على ضمان التوافق في الحياة السياسية ولعب دور الوسيط.
لكن بن جعفر اظهر تقاربا كبيرا مع حركة النهضة في الفترة الأخيرة ما يشير الى إمكانية عقد صفقة بينه وبين حركة النهضة حيث قال في حوار على قناة الزيتونة المقربة من التيار الاسلامي الأربعاء ان النهضة اتخذت الطريق السليم في عملية تشكيل الحكومة.
وقال مصطفى بن جعفر ان النهضة في خطاب مغازلة للاسلاميين عبرت عن قدرتها لتحمل المسؤولية في تشكيل السلطة الجديدة مدافعا عن نهجها فيما يتعلق بالمحاصصة.
لكن محاولات بن جعفر للتقارب مع النهضة والحديث الإعلامي عن إمكانية منحه الثقة من الإسلاميين اضافة لعلاقته الجيدة مع مختلف التيارات السياسية لا يعني ان الازمة السياسية ستنتهي قريبا خاصة وان النهضة تتهم دائما بالسعي للحكم من وراء شخصيات مقربة منها وتربطها بها مصالح معينة كما حصل إبان حكم الترويكا.
وفي خضم هذه التجاذبات تدعو احزاب عديدة لان تتحمل النهضة مسؤوليتها وتشكل حكومة يحكم الشعب بنفسه على انجازاتها وما ستحققه في الملفات الاقتصادية والاجتماعية خلال خمس سنوات.