مضادات حيوية شائعة تفتح باب الأمل لعلاج الخرف

أدوية 'أمينوغليكوزيد' المستخدمة على نطاق واسع ضد التهابات المسالك البولية والدم والعظام والجهاز التنفسي، يمكن أن تصبح علاجًا واعداً لمرض الخرف المبكر.
الخرف المبكر يبدأ عادة بين سن 40 و65 عاما
لا توجد علاجات فعالة لأي نوع من الخرف حتى الآن

واشنطن - كشفت دراسة أميركية حديثة أن فئة من المضادات الحيوية واسعة الانتشار، يمكن أن تصبح علاجًا واعداً لمرض الخرف الجبهي الصدغي.
الدراسة أجراها باحثون بكليتي الطب جامعتي كنتاكي وكاليفورنيا في الولايات المتحدة، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Human Molecular Genetics) العلمية.
وأوضح الباحثون أن الخرف الجبهي الصدغي، النوع الأكثر شيوعًا من الخرف المبكر، ويبدأ عادة بين سن 40 و65 عامًا، ويؤثر على الفص الصدغي الأمامي والزمني للمخ، ما يؤدي إلى تغيرات في السلوك، وصعوبة في التحدث والكتابة، وتدهور الذاكرة.
ويعاني عدد كبير من مرضى الخرف الجبهي الصدغي من طفرة جينية معينة تمنع خلايا المخ من إنتاج بروتين يسمى "البروغرولين".
واكتشف الفريق أنه بعد إضافة عقار ينتمي لعائلة من المضادات الحيوية تسمى "أمينوغليكوزيد" إلى الخلايا العصبية التي تعاني من هذا التحور الجيني، بدأت الخلايا في إنتاج بروتين "البروغانولين" ما يسمح لها بالتعافي من المرض.
ومضادات "أمينوغليكوزيد"؛ فئة من المضادت الحيوية تستخدم على نطاق واسع لعلاج مجموعة كبيرة من الالتهابات والجراثيم وخاصة الجراثيم سلبية الغرام التي تسبب التهاب المسالك البولية، والتهابات الدم والعظام والجهاز التنفسي.

النتائج يمكن أن تكون واعدة لتطوير عقاقير جديدة للخرف تستند إلى الأدوية الموجودة حاليًا

واكتشف الفريق أن عقار "غنتاميسين" (Gentamicin) من فئة "أمينوغليكوزيد"، كان فعالاً في إصلاح الطفرة الوراثية لدى مرضى الخرف الجبهي، بعد إضافته إلى الخلايا العصبية، وأدى إلى زيادة مستويات بروتين "البروغرينولين" إلى حوالي 50 إلى 60 في المئة.
وقال الدكتور ماثيو جينتري، أحد المشاركين في الدراسة: "لدى خلايا دماغ هؤلاء المرضى طفرة تحول دون إنتاج "البروغرولين"، واكتشفنا أنه من خلال إضافة جُزَيء صغير من المضادات الحيوية إلى الخلايا، يمكنها خداع الآلية الخلوية لإنتاج البروتين من جديد".
وأضاف أن "هذه النتائج يمكن أن تكون واعدة لتطوير عقاقير جديدة للخرف، تستند إلى الأدوية الموجودة حاليًا، حيث لا توجد علاجات فعالة لأي نوع من الخرف حتى الآن".
ومرض الخرف، هو حالة شديدة جدًا من تأثر العقل بتقدم العمر، وهو مجموعة من الأمراض التي تسبب ضمورًا في الدماغ، ويعتبر الزهايمر، أحد أشكالها، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
ويتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالخرف في 2015، بلغ 47.5 مليون، وقد يرتفع بسرعة مع زيادة متوسط العمر وعدد كبار السن.