مضادات حيوية شائعة تهدد صحة القلب

مضادات حيوية تستخدم على نطاق واسع لمكافحة الجراثيم يمكن أن تؤدي إلى فشل القلب وعدم انتظام ضرباته وحتى الوفاة.

أوتاوا - أظهر دراسة كندية حديثة أن مضادات حيوية تستخدم على نطاق واسع لمكافحة الجراثيم، يمكن أن تؤدي إلى حدوث مشاكل صحية في القلب.
الدراسة أجراها باحثون بكلية الطب جامعة كولومبيا البريطانية في كندا، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Journal of the American College of Cardiology) العلمية.
وأجرى الفريق دراسته لاكتشاف تأثير مضادات "الفلوروكينولون-Flouroquinolones" على صحة القلب، وهي مضادات حيوية لها نشاط واسع الطيف ضد الجراثيم، ويندرج تحتها مضادات مثل "سيبروفلوكساسين- Ciprofloxacin".
وأوضح الباحثون أن بعض الأطباء يفضلون وصف "الفلوروكينولونات" على المضادات الحيوية الأخرى بسبب الطيف الواسع من النشاط المضاد للبكتيريا.
وقارن الفريق بين "الفلوروكينولونات" مضادين آخرين يستخدمات لمكافحى العدوى البكتيرية هما "الأموكسيسيلين- Amoxycillin" و"الإزيثروميسين- Azithromycin".
وللوصول إلى نتائج الدراسة، قام العلماء بتحليل بيانات من هيئة الغذاء والدواء الأميركية، بالإضافة لبيانات من التأمين الصحي في الولايات المتحدة، للعلاجات الموصوفة للأمراض بالإضافة للجرعات المقررة ومدة العلاج.
واختار الباحثون عينة عشوائية من المرضى الذين تناولوا مضادات حيوية، بلغت أكثر من 125 ألف مريض.
ورصد الباحثون 12505 حالة إصابة بقلس الصمام الأبهري بين من تناولوا مضادات "الفلوروكينولون" الحيوية، وكان الخطر الأكبر للإصابة بهذه الحالة المرضية في غضون 30 يوما من تناول العقار.
ووجد الباحثون أن من تناولوا مضادات "الفلوروكينولون" كانوا أكثر عرضة بمعدل 2.4 ضعفًا للإصابة بقلس الصمام الأبهري، مقارنة مع من تناولوا "الأموكسيسيلين" أو "الإزيثروميسين".
ويأمل الباحثون أن تساعد دراستهم في إعلام الجمهور والأطباء أنه إذا كان المرضى الذين يعانون من مشاكل في القلب، لأسباب مجهولة، فربما يكون مضادات "الفلوروكينولون" الحيوية سببًا في حدوث تلك المشاكل.
وطالب الفريق بإجراء مزيد من الدراسات لاكتشاف الآثار الجانبية لمحتملة لتلك المضادات على صحة القلب، وإذا تم تأكيد تلك النتائج مرة أخرى، فإن ذلك قد يكون كافيا لدفع الأطباء إلى وصف فئات أخرى من المضادات الحيوية لمكافحة العدوى، وذلك حفاظا على صحة القلب.
وقلس الصمام الأبهري هي حالة تحدث عندما لا ينغلق الصمام الأبهري في القلب بإحكام، يسمح قلس الصمام الأبهري لبعض الدم الذي تم ضخه من غرفة الضخ الرئيسية في القلب (البطين الأيسر) بالتسرب مرة أخرى إلى داخله.
ويمكن لقلس الصمام الأبهري أن يتسبب في حدوث مضاعفات صحية خطيرة منها فشل القلب والعدوى التي تؤثر على القلب، مثل التهاب الشغاف وعدم انتظام ضربات القلب، والوفاة.