مضاعفات خطيرة نادرة للولادة القيصرية

باحثون يعتقدون أن الزيادة الكبيرة في مخاطر الولادة في سن متقدمة مرتبطة بانخفاض قدرة الرحم على الانقباض بعد الولادة لوقف النزيف.
  النزيف الحاد والالتهابات والجلطات الرئوية من ابرز المضاعفات 
الولادة القيصرية تمثل ثلث الجراحات في أفريقيا
إمكانية تعريض حياة الأم والطفل للخطر

باريس – أظهرت دراسة فرنسية أن الولادة القيصرية مرتبطة بزيادة خطر حدوث مضاعفات خطرة للنساء مقارنة بالولادة الطبيعية خصوصا بالنسبة إلى اللواتي يبلغن 35 عاما وما فوق.
ورغم أن هذه المضاعفات نادرة، فإن الباحثين يوصون بأن تأخذ فرق الرعاية الصحية هذا الخطر في الاعتبار عند تحديد طريقة الولادة فيما ارتفعت معدلات التوليد بعمليات قيصرية بشكل كبير على مدار العشرين عاما الماضية في العالم.
وأظهرت دراسات في السابق نسبة أعلى من المضاعفات الخطرة (النيزف الحاد والالتهابات والجلطات الرئوية…) لدى النساء اللواتي يلدن بعمليات قيصرية.

يجب إبلاغ النساء والأطباء بهذا الخطر لتحديد أفضل طريقة للولادة خصوصا لدى النساء الأكبر سنا

لكن هذه الدراسات لم تفصل المضاعفات الناجمة عن العملية الجراحية عن تلك التي يمكن أن تفسر بالمرض أو السياق الذي أدى إلى الولادة القيصرية، كما أوضح معهد أبحاث "إنسرم" (المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي) في بيان.
وفي هذه الدراسة الجديدة التي نشرت في "كنيديان ميديكل أسوسييشن جورنال"، اختار الباحثون حالات نساء عانين من مضاعفات خطرة لا علاقة لها بصحتهن قبل الولادة وقارنوها بحالات نساء لم تحصل لديهن مضاعفات.
وتوصلوا إلى خلاصات تظهر "ارتفاع خطر حدوث مضاعفات خطرة بعد الولادة لدى النساء اللواتي يلدن بعملية قيصرية سواء أجريت الجراحة قبل المخاض أو أثناءه".
ويعتقد الباحثون أن الزيادة الكبيرة في مخاطر الولادة في سن متقدمة مرتبطة بانخفاض قدرة الرحم على الانقباض بعد الولادة لوقف النزف.
وقالت كاترين دونو-تارو مديرة الأبحاث في المعهد والمشرفة على الدراسة "يجب إبلاغ النساء والأطباء بهذا الخطر لتحديد أفضل طريقة للولادة خصوصا لدى النساء الأكبر سنا".
وأظهرت دراسة أن معدل وفيات الأمهات بعد الولادات القيصرية في أفريقيا أعلى بخمسين مرة من مثيله في الدول الغنية.
وتوفيت امرأة من كل مئتين بعد خضوعها لعملية قيصرية وفق هذه الدراسة التي تابعت 3 آلاف و700 امرأة في 22 دولة أفريقية ونشرت في مجلة "ذي لانسيت غلوبل هيلث" الطبية.
ومقارنة بالمملكة المتحدة التي كان معدل العمليات القيصرية التي توفيت النساء بعدها 0,1 لكل ألف عملية، بلغ هذا المعدل 5,43 لكل ألف عملية في الدول الأفريقية التي شملتها الدراسة.
وأظهرت الدراسة أيضا أن النساء الأفريقيات تعرضن لمضاعفات أثناء الجراحة أكثر بثلاث مرات مقارنة بالنساء الأميركيات.
وشكّل النزيف الحاد أثناء العملية أو بعدها المضاعفات الأكثر شيوعا لدى الأفريقيات.
وقال البروفسور بروس إم. بيكار من جامعة كايب تاون في جنوب أفريقيا الذي قاد الدراسة "تحسين نتائج العمليات الجراحية للولادة القيصرية قد يقلل بشكل كبير من وفيات الأمهات والمواليد".
وهذه الدراسة هي جزء من دراسة "أسوس" (دراسة نتائج الجراحات الأفريقية) التي تقوّم نتائج الجراحات لجميع المرضى الذين خضعوا لعمليات لمدة سبعة أيام في 183 مستشفى في 22 دولة إفريقية.
وهي تظهر أن العمليات القيصرية هي أكثر العمليات الجراحية شيوعا وتمثل ثلث الجراحات في أفريقيا، في حين أن معدل وفيات حديثي الولادة بعد عملية قيصرية يساوي ضعف المعدل العالمي.
وتعاني العديد من النساء المقبلات على الولادة في أفريقيا من ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة ومن نقص الرعاية الطبية.
وأوضح بيكار "فيما تحاول دول عدة خفض معدل الولادة القيصرية، فإن زيادة معدلها في أفريقيا لا تزال أولوية".
وأضاف "سلامة القيام بهذا الإجراء قد تجنب (…) حصول مضاعفات لدى النساء وتخفض معدل الوفيات".
وارتفعت نسبة المواليد بعمليات قيصرية في العالم خلال 15 عاما من 12% إلى 21% بين العامين 2000 و2015 وفق دراسة نشرتها "ذي لانسيت" العام 2018.
وتشير التقديرات إلى أن نسبة تراوح بين 10% و15% من العمليات القيصرية ضرورية لأسباب طبية.
ارتفع عدد العمليات القيصرية في العالم في غضون 15 عاما من 12% إلى 21% من الولادات فيما تتجاوز هذه النسبة 40% في بعض الدول ما دفع أطباء نسائيين إلى التساؤل حول هذه "الآفة" في ملف نشرته صحيفة "ذي لانسيت" الطبية الجمعة.
و60% من 169 بلدا شملتهم الدراسة تتجاوز هذه النسبة ما يعرض للخطر حياة الأم والطفل على ما جاء في الدراسة المستندة إلى أرقام لمنظمة الصحة العالمية واليونيسف.
وتتم أكثر من 40% من الولادات عبر عمليات قيصرية في البرازيل ومصر وتركيا وفنزويلا وتشيلي وكولومبيا وإيران.