مطارا طرابلس ومعيتيقة هدف الجيش للسيطرة على العاصمة الليبية

قوات الجيش الوطني الليبي تستهدف مجددا مطار طرابلس الدولي الذي تستخدمه الميليشيات كقاعدة لهجماتها المضادة بعد غارات جوية شنتها على مطار معيتيقة تسببت في إغلاقه.
مقتل 47 وإصابة 181 حصيلة الاشتباكات بين الجيش وقوات الوفاق
استئناف الرحلات الليلية فقط في مطار معيتيقة

طرابلس - قصفت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر مجددا اليوم الثلاثاء، مطار طرابلس الدولي الذي سيطرت عليه السبت.

وأكدت حكومة الوفاق الليبية أن طائرة تابعة لحفتر شنت الثلاثاء غارة جوية جديدة على المطار، الذي توقف عن العمل منذ 2014 بعدما تعرض للاحتراق بالكامل على خلفية معارك بين ميليشيات مسلحة.

وتعد عملية قصف قوات حفتر للمطار المغلق الثانية بعد أن استعادت قوات حكومة الوفاق السيطرة عليه جزئيا الاثنين.

وقال المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، إن القصف استهدف أحد مخازن السلاح في المطار.

وردا على استهداف مطار طرابلس، قصفت قوات تابعة لحكومة الوفاق لليوم الثاني قاعدة الوطية الجوية غرب طرابلس التي تضم قوات لحفتر وتقع في الغرب الليبي جنوب العجيلات.

وتغطي قاعدة الوطية العسكرية المنطقة الغربية بالكامل، وكانت تستوعب 7 آلاف عسكري ليبي قبل أحداث فبراير.

وتعرضت القاعدة الجوية لعدة غارات من الناتو عام 2011 إلا أن بنيتها التحتية ما زالت قوية وحتى الآن لم تستخدم بشكل فعال في المعارك بين الجيش وحكومة الوفاق.

وتوجد بالقاعدة أنواع متعددة من الطائرات الحربية أبرزها سوخوي 22 ، حيث نجح الجيش الليبي وسلاح الجو في إعادة صيانة عدد لا بأس به من الطائرات التي تضررت فيها بسبب أحداث فبراير وغارات الناتو.

مناطق السيطرة

واستهدفت قوات الجيش الليبي أمس الاثنين مطار معيتيقة الدولي الذي يبعد 11 كم عن قلب العاصمة طرابلس بغارات جوية ما أدى إلى إغلاقه.

وقال الناطق باسم الخطوط الجوية الليبية محمد قنيوة اليوم الثلاثاء إن سلطة الطيران المدني قررت "استئناف الرحلات الليلية فقط حتى إشعار آخر".

وأكد مصدر ملاحي استئناف الرحلات الليلية بدون أن يذكر أي تفاصيل.

وقال قنيوة إن الرحلات الأولى ستعيد المسافرين العالقين في الخارج بسبب تعليق حركة النقل الجوي الاثنين.

ومنذ إغلاق مطار طرابلس الدولي تقوم الشركات الجوية الليبية فقط برحلات داخل البلاد ومع بعض الدول بينها تونس وتركيا، فيما منعت من التحليق في المجال الجوي الأوروبي "لأسباب تتعلق بالسلامة".

وأدت الاشتباكات العنيفة في ضواحي العاصمة والمدن المحيطة بها بين قوات الجيش الوطني الليبي وقوات حكومة السراج إلى مقتل العشرات.

وذكرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء أن المنشآت الصحية قرب طرابلس أعلنت عن مقتل 47 وإصابة 181 خلال الأيام القليلة الماضية.

وحذرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة من أن تجدد الصراع في الدولة المنقسمة منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 يهدد أيضا باستنزاف الإمدادات الطبية.

وتزامن التصعيد العسكري في ليبيا مع تحضيرات الأمم المتحدة لعقد مؤتمر شامل للحوار بمدينة غدامس (جنوب غرب)، بين 14 و16 أبريل/ نيسان الجاري، ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة النزاع في البلد العربي الغني بالنفط.

وفشلت جهود الأمم المتحدة المتعاقبة للتوفيق بين القوى السياسية في ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011 ، حيث إلى ازدادت الخلافات حول تقاسم السلطة واستقلال الجيش.

وزاد تدهور الوضع الأمني في البلاد مع انتشار السلاح وسيطرة الميلشيات على بعض المدن القريبة من العاصمة في ضل غياب مؤسسات الدولة وعجز حكومة الوفاق الوطني في بسط نفوذها في العاصمة طرابسل بعد قرابة ثلاث سنوات من توليها الحكم.

وتشن قوات المشير حفتر حملة عسكرية ضد طرابلس منذ الخميس الماضي، في عملية قالت إنها تهدف إلى لانتزاع سيطرة الميلشيات والإرهابيين على العاصمة.

وانطلقت عملية الجيش بقيادة حفتر الذي يسيطر على 80 بالمئة من مساحة ليبيا، لاستعادة السيطرة على طرابلس من 3 محاور، الأول من الجنوب الشرقي للعاصمة عبر مدينتي سرت وبني وليد، والثاني عبر مدينتي الأصابعة وغريان (جنوب)، والأخير عبر مدينتي صبراتة وصرمان، غرب العاصمة.
وبعد أن تمكنت تلك القوات من دخول مدن صبراتة وصرمان والأصابغة وغريان دون قتال، باتفاق مع السكان حقنًا للدماء؛ تعثرت عند البوابة الأمنية 27، بين مدينتي الزاوية وجنزور؛ حيث تم أسر البعض من عناصرها.
وتدور أعنف الاشتباكات على محورين رئيسيين جنوبي العاصمة؛ الأول هو مطار طرابلس الدولي والثاني في منطقتي عين زارا ووادي الربيع، وسط كر وفر من الجانبين