مطالب أممية بالتحقيق في وجود مقابر جماعية للمهاجرين بليبيا

مفوض أممي يؤكّد أنه من حق ذوي من قتلوا أن يعرفوا الحقيقة بعد انتشار مشاهد لجثث الضحايا ملقاة في الصحراء على الحدود مع تونس.

جنيف - طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك اليوم الثلاثاء بالتحقيق بشكل واف في حادثة اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية. 
وقال تورك أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف "أطالب السلطات بالرد سريعا على استفساراتنا والتحقيق في هذه الجرائم بشكل وافٍ."
وندّد في كلمة بالتطورات المتعاقبة والمثيرة للقلق في ليبيا وبالانتهاكات واسعة النطاق ضد المهاجرين واللاجئين، مؤكّدا أن "من حق ذوي من قتلوا أن يعرفوا الحقيقة".
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنه جرى في مارس/آذار اكتشاف جثث ما لا يقل عن 65 مهاجرا في مقبرة جماعية بجنوب غرب ليبيا.
وبعد أيام قليلة من الحادثة كشف تقرير عن المحققين المفوضين من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في بلدة بني وليد شمال غرب ليبيا أن "المهاجرين تعرضوا للاحتجاز والقتل والتعذيب والاغتصاب". وأضافوا أن 8 مهاجرين على الأقل تحدثوا عن وجود مقابر جماعية في البلدة. 
وازدهر تهريب البشر كتجارة مربحة عبر الحدود الصحراوية لليبيا التي تعتبر نقطة العبور لمئات الآلاف من المهاجرين الآملين في الوصول إلى أوروبا خلال السنوات الأخيرة في رحلات خطيرة عبر البحر الأبيض المتوسط.
وكان تقرير لمحققين صدر في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023 قد أشار إلى أن لديهم أدلة بارتكاب جرائم محتملة ضد الإنسانية وجرائم حرب في ليبيا ارتكبت بحق مدنيين ومهاجرين محتجزين في البلاد بعد محاولتهم السفر إلى أوروبا يُشتبه أن تكون بعضها تحت سيطرة ميليشيات مسلحة.
كما كشف تقرير تدعمه الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن الطرق الصحراوية الليبية أكثر خطورة بمعدل المثلين من الطريق الرئيسي عبر المتوسط والذي يتم توثيق ما يحدث به من حوادث بشكل أفضل، مشيرا الى أن أكثر من 800 شخص غرقوا في البحر هذا العام.
وقالت الدراسة التي شاركت في كتابتها المنظمة الدولية للهجرة إن عدد الأشخاص الذين يخوضون تلك الرحلات أكبر مما ورد في تقرير سابق قبل أربع سنوات، لافتة إلى بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تونس والتي أظهرت زيادة بأكثر من 200 بالمئة في عدد الوافدين في عام 2023 مقارنة بعام 2020.

وكانت مشاهد وصول عدد من الافارقة جنوب الصحراء الى الحدود مع ليبيا قادمين من تونس مؤثرة للغاية بعد انقاذهم من قبل مجموعات امنية تابعة لحكومة الوحدة بقيادة عبدالحميد الدبيبة فيما اتهمت اوساط تونسية بعض القوى الليبية باستغلال الملف لتشويه صورة الحكومة التونسية.
وفي عام 2023 أُبلغ مشروع المهاجرين المفقودين التابع لمنظمة الهجرة عن مصرع ما لا يقل عن 962 مهاجرا وفقدان 1563 آخرين قبالة المدن الليبية.
وتوجّه أصابع الاتهام الى الاتحاد الأوروبي بتمويله لدول العبور حتى تقوم بترحيل المهاجرين والتخلي عنهم في الصحراء القاحلة.