مطالب بمحاسبة المسؤولين عن مقتل ناشط جزائري خلال سجنه

الناشط كمال الدين فخار تم توقيفه بعد مواجهات جدت في غرداية مطلع 2015 بين السكان من أصول عربية والميزابيين الأمازيغ وقد نفذ إضرابا عن الطعام في السجن احتجاجا على اعتقاله.

الجزائر – توفي الناشط الحقوقي الجزائري المسجون كمال الدين فخار، الثلاثاء، في مستشفى البليدة، بعد أن نقل "في حالة غيبوبة" من جناح المساجين في مستشفى غرداية، كما أفاد محاميه الذي ندّد بـ"تحامل القضاء ضده”.

وقال المحامي صالح دبوز "أؤكد وفاة كمال الدين فخار هذا الصباح بمستشفى فرانز فانون بالبليدة (40 كلم غرب الجزائر) حيث تم نقله في حالة غيبوبة من مستشفى غرداية" (480 كلم جنوب الجزائر)، حيث كان في جناح المساجين بعد تدهور صحته إثر إضراب عن الطعام يستمر منذ أكثر من 50 يوما.

وكان دبوز عبر في تصريح لصحيفة الوطن الصادرة الثلاثاء عن "قلق زوجة فخار من تدهور حالته الصحية" عندما زارته الأحد في جناح المساجين لمستشفى غرداية، حيث "لم يستفق طيلة فترة الزيارة".

وبعد إعلان وفاته نشر فيديو عبر صفحته على فيسبوك ندّد بـ"تحامل القضاء ضد فخار الذي تم سجنه بملف فارغ" فكأنما "برمجوا لوفاته" بتلك المضايقات.

وذكر أنه "أطلق صفارة الإنذار قبل ثلاثة أسابيع حول الظروف غير الإنسانية التي يحبس فيها فخار في مستشفى غرداية".

وتضامن الطلاب الذين شاركوا في مسيرة احتجاجية ضد رموز نظام بوتفليقة اليوم الثلاثاء في العاصمة الجزائرية، مع فخار ونددوا بمقتله رافعين لافتات طالبت بمحاسبة المسؤولين عن "إغتيال شهيد الرأي" في ظروف وصفت بـ"غير إنسانية".

والاثنين نفذ نشطاء وعدد من عائلات معتقلي الرأي وقفة احتجاجية أمام محكمة غرداية "للتنديد بالعنصرية والانتقام الممارس من طرف السلطات الجزائرية ضد فخار وكل المعتقلين السياسيين".

وطالب المحتجون بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين ورحيل النائب العام في محكمة المدينة بسبب ما وصفوه بأنه "استغلال لجهاز القضاء لتصفية حساباته ضد نشطاء ومناضلين في منطقة مزاب ".

والمحامي دبوز نفسه ينتظر أن تتم محاكمته بتهم وصل عددها إلى 14 منها على الخصوص "التحريض على الكراهية أو التمييز وانتهاك سلامة التراب الوطني ومحاولة الضغط على القضاة وتوزيع وثائق تضرّ بالمصلحة الوطنية" كما صدر حكم غيابي بسجنه لسنة بعد إدانته بتهمة "إهانة قاض".

وبعد أن تم اعتقاله مع فخار، قرر القضاء إطلاق سراحه ووضعه تحت الرقابة القضائية بينما أبقي على فخار في السجن.

وسبق لفخار، وهو طبيب، أن دخل في إضراب عن الطعام لأكثر من 100 يوم أثناء أداء عقوبة بالسجن لسنتين بين 2015 و2017 بتهم منها "المساس بأمن الدولة" وهي نفس التهمة التي سجن بسببها في 31 آذار/مارس.

ولم يتوقف عن الإضراب إلا تحت إلحاح الأطباء واكتشاف إصابته بالتهاب الكبد الفيروسي، كما كان قد صرح هو نفسه.

وأعلن دبوز أنه سيودع شكوى ضد السلطات وخاصة ضد "قاضي التحقيق الذي أمر باعتقال فخار" و"مدير مستشفى غرداية والعاملين به الذين أساؤوا معاملته".

كما حمل السلطات المسؤولية “في حال أصيب المساجين الآخرون بأي مكروه" وطالب بأن يتم "تحويل ملفات الميزابيين إلى جهات قضائية أخرى".

وشهدت غرداية الواحة الجنوبية للجزائر مطلع 2015 مواجهات عرقية بين السكان من أصول عربية والميزابيين الأمازيغ أسفرت عن مقتل 23 شخصا وتوقيف أكثر من مئة بينهم فخار الذي القي عليه القبض في 9 تموز/يوليو من السنة نفسها.