مطلب تقاسم عائدات الاعلانات الرقمية مع الصحافة يكسب نقاطا من استراليا

بعد اتفاق فرنسي أول من نوعه عالميا، مسؤول استرالي يعلن ان غوغل وفيسبوك قريبتان 'جدا' من عقد اتفاقات مع وسائل إعلام محلية في شأن استخدام محتوياتها لقاء مقابل مالي.

سيدني - قال مسؤول أسترالي كبير الاثنين أن شركتي غوغل وفيسبوك قريبتان "جداً" من عقد اتفاقات مع وسائل إعلام أسترالية في شأن استخدام محتوياتها لقاء مقابل مالي، في اعلان لم تتكشف تفاصيله بعد لكنه يهدد بمضاعفة احتمال سن تشريعات مماثلة عالميا خاصة بعد اتفاق أخر فرنسي.

وتكابد الشركتين لتفادي استنساخ اتفاق فرنسي مع وسائل الاعلام، هو الاول من نوعه عالميا، عقد نهاية العام 2020 ويفرض عليهما التنازل عن قسم من عائداتهما تحت مسمى قانون "الحقوق المجاورة".

لكن وزير الخزانة الأسترالي جوش فرايدنبرغ إن المحادثات مع الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زاكربرغ والرئيس التنفيذي لشركة غوغل سوندار بيتشاي حققت "تقدماً كبيراً" في حل النزاع.

وتعمل الحكومة الأسترالية على "مدونة قواعد سلوكية ملزمة" لإدارة العلاقات بين وسائل الإعلام التقليدية التي تعاني صعوبات مالية كبرى والمجموعات العملاقة المهيمنة على الإنترنت، على رأسها غوغل وفيسبوك اللتان تستحوذان على حصة كبيرة من العائدات الإعلانية.

وبموجب هذه القواعد، ستجبر الشركتان الاميركيتان على الدفع لناشري الصحف مقابل إعادة استخدام محتوياتهم على الشبكة العنكبوتية.

وهددت كلّ من غوغل وفيسبوك بتعليق خدماتهما إذا أقرّ المشروع الأسترالي الذي يدرسه البرلمان في الوقت الراهن.

لكن فرايدنبرغ كشف الاثنين عبر محطة "ايه بي سي" الحكومية أن المفاوضات مع المجموعتين "أحرزت تقدما كبيرا خلال عطلة نهاية الأسبوع".

وقال "أعتقد أننا قريبون جداً من بعض الاتفاقات التجارية البالغة الأهمية"، معتبراً أن ذلك كفيل في "تغيير المشهد الإعلامي الأسترالي".

وتنص مدوّنة القواعد التي وضعتها الحكومة الأسترالية على أن تتفاوض غوغل وفيسبوك مع كل وسيلة إعلامية على قيمة الأموال الواجب دفعها في مقابل استخدام مضامينها. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، يجري الاحتكام إلى جهة تحكيمية لحسم الخلاف.

واعتبرت كبرى المجموعات الصحافية الأسترالية، "نيوز كورب" و"ناين إنترتينمنت"، أن هذه التعويضات تصل إلى مئات ملايين الدولارات سنويا.

وأكدت غوغل وفيسبوك اللتان تحظيان بدعم حكومي أميركي في هذا الملف، أن هذا المشروع ينسف النموذج الذي قامتا عليه كما يضرب طريقة عمل الإنترنت نفسه.

اعلانات
كعكة تشارك الصحافة في صنعها لكنها لا تجني منها سوى الفتات

والمطالبة بهذه التعويضات أخذت توجها جديدا بعد تحول هام في العلاقات بين غوغل والصحافة انطلق من فرنسا، وربما يكسبها اتفاق اخر زحما مضاعفا.

أعلنت شركة الإنترنت العملاقة الأميركية في الاسابيع الاخييرة من 2020 توقيع عدة اتفاقات مع صحف فرنسية تقوم بموجبها بتسديد مبالغ لها لقاء استخدام محتوياتها، في أول خطوة من نوعها في العالم.

ورفضت غوغل في مرحلة أولى دفع عائدات للصحافة الفرنسية، ودخلت في اختبار قوة مع هذا القطاع. وأمرتها سلطة المنافسة الفرنسية في ذلك الحين بالتفاوض مع الناشرين، في قرار صادقت عليه محكمة الاستئناف في باريس.

وتراقب دول أخرى يواجه الناشرون فيها مشكلات مماثلة مع غوغل، تطور الوضع خاصة مع استحواذ الشركتين على اكثر من خمس ايرادات الاعلانات الرقمية في العالم فيما تعاني الصحافة من اكبر أزمتها في التاريخ.

ورغم تقديرات بخسارة عملاقتي الانترنت معاً أكثر من 44 مليار دولار من الإيرادات الإعلانية العالمية في عام 2020. ستظل كل من غوغل وفيسبوك مربحة بشكل كبير حتى مع انخفاض الإيرادات.

ومن المتوقع بلوغ إجمالي صافي إيرادات غوغل نحو 127.5 مليار دولار، بانخفاض بقيمة 28.6 مليار دولار، أي بنسبة 18 بالمائة، مقارنةً بتقديرات سابقة  فيما ستبلغ عائدات إعلانات فيسبوك للعام الحالي 67.8 مليار دولار، بانخفاض قدره 15.7 مليار دولار (انخفاض بنسبة 19 بالمئة) مقابل التوقعات السابقة.