مظاهرات تجتاح اسرائيل دعما لإتمام صفقة إطلاق سراح الرهائن

نتانياهو يتجنب إجراء نقاش عام تفصيلي حول مستقبل غزة بعد الحرب.

القدس - يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ضغوطا داخلية واسعة مع  الحديث عن صفقة محتملة مع حماس، حيث خرجت احتجاجات في جميع أنحاء إسرائيل ليل السبت الأحد ضد الحكومة ودعما لإطلاق سراح الرهائن بغزة.

وقالت صحيفة "هاآرتس الصحيفة أن المظاهرات ضمت أعداد مشاركين "ضخمة بشكل استثنائي"، مشيرة إلى أن عشرات الألوف من المتظاهرين شاركوا باحتجاجات السبت.

وجرت المظاهرة الرئيسية التي دعت إلى إجراء انتخابات مبكرة، في تل أبيب وشارك فيها الآلاف. وبعد الاحتجاج، اقتحمت مجموعة من المتظاهرين حاجزًا للشرطة وواجهت الضباط. وقام العشرات بإغلاق طريق سريع لمدة دقيقة تقريبا وتم إخلاؤهم، وفقا للصحيفة ذاتها.

كما أقيم تجمع نظمه منتدى الرهائن في ما يسمى بساحة الرهائن في متحف تل أبيب للفنون. وتحدث يهودا كوهين والد الجندي المختطف  نمرود كوهين، في تظاهرة وسط إسرائيل، قائلا: "لم يعد من الواضح بعد مرور ستة أشهر ما إذا كانت حماس تريد إطلاق سراح الرهائن لضمان بقائها أم أن حكومتنا الرهيبة تريد خذلانهم لضمان بقائها".

وأضاف "هذه الأيام قاتلة للموافقة على صفقة من شأنها أن تعيد جميع الرهائن. لقد مررنا بمثل هذه الأيام لفترة طويلة جدا، أيام من الترقب والقلق في مواجهة كل العقبات التي يضعها نتانياهو وأصدقاؤه في طريقنا".

عائلات الرهائن يتهمون نتانياهو بأنه يحاول مرة أخرى نسف الفرصة الوحيدة المتاحة لهم لإنقاذ أبنائهم حيث تشترط حماس وقف الحرب.

ودعا كوهين القيادة الإسرائيلية إلى التوصل إلى اتفاق من شأنه أن "يعيد جميع الرهائن مقابل وقف إطلاق النار".

كما احتج العشرات عند مفترق كركور في شمال إسرائيل، حيث كانت المتحدثة الرئيسية يولاندا يافور، التي حصلت على أمر تقييدي بعد اعتقالها بالقرب من مقر إقامة نتانياهو الخاص في قيسارية.

ونقلت "هاآرتس" عن يافور قولها "لم يعد لدينا وقت... لا نحن ولا الرهائن. الحرب على وطننا لا تحدث في غزة فحسب، بل تحدث هنا. نحن مواطنون ملتزمون بالقانون، لكن النظام قد تغير.. ولسنا من كسرها، وأعضاء حكومته الدموية وائتلافه الحقير، هم من كسروا الأمر".

وقالت إيناف زانجوكر، التي يحتجز ابنها في غزة، نيابة عن عائلات المختطفين خلال مشاركتها في مظاهرة بتل أبيب "هناك الآن صفقة مطروحة على الطاولة، أشارت حماس إلى أنها ستوافق عليها لكن نتانياهو بعد إشارات حماس، يحاول مرة أخرى نسف الصفقة، عندما أعلن مرتين اليوم وهو يختبئ تحت صفة 'مصدر سياسي رفيع' أن إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب. نتانياهو يحاول مرة أخرى نسف الفرصة الوحيدة المتاحة لنا لإنقاذ الرهائن".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قالت في تقرير نشرته الجمعة، إن نتانياهو تجنب طوال أشهر إجراء نقاش عام تفصيلي حول مستقبل غزة بعد الحرب.

وذكرت الصحيفة أنه وفي محاولته استرضاء حلفائه اليمينيين المتطرفين الذين يسعون إلى إعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية في غزة وشركاء إسرائيل الأجانب الذين يريدون عودة غزة إلى الحكم الفلسطيني، لم يصل نتنياهو إلى حد أي إعلان محدد.

ولكن وراء الكواليس، كان كبار المسؤولين في مكتبه يدرسون خطة موسعة لغزة ما بعد الحرب حيث ستعرض إسرائيل تقاسم الإشراف على القطاع مع تحالف من الدول العربية بما في ذلك مصر والسعودية والإمارات وكذلك الولايات المتحدة، وفقا لثلاثة مسؤولين إسرائيليين وخمسة أشخاص ناقشوا الخطة مع أعضاء الحكومة الإسرائيلية.

واستؤنفت في القاهرة السبت المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، على خلفية اتّهامات متبادلة بعرقلة أي اتفاق.

لكن لم تأت هذه المفاوضات بنتيجة، وأشارت مصادر لفرانس برس أنها ستستمر ليوم الأحد، في حين نقلت عن مسؤول كبير في حركة حماس، تأكيده أن الحركة "لن توافق بأي حال من الأحوال" على اتفاق هدنة في غزة لا يتضمن صراحة "وقفا دائما للحرب".

وتجري المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة منذ قرابة سبعة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، على خلفية اتّهامات متبادلة بعرقلة أي اتفاق.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه إن "الكيان يسعى إلى إطار اتفاق لاسترداد أسراه دون ربط ذلك بإنهاء العدوان على غزة". بينما صرح مسؤول إسرائيلي، في وقت سابق السبت، إن حركة حماس "تعرقل إمكان التوصل إلى اتفاق" تهدئة في غزة بإصرارها على وقف الحرب في القطاع.

واعتبر المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته أيضا أن "المعلومات التي تفيد بأن إسرائيل وافقت على وضع حد للحرب، في إطار اتفاق على تبادل للسجناء أو بأن إسرائيل ستسمح للوسطاء بضمان وقف الحرب غير دقيقة. إلى الآن لم تتخل حماس عن مطلبها وضع حد للحرب، وهي بذلك تعرقل إمكان التوصل إلى اتفاق" بشأن مقترح للتهدئة بعد نحو سبعة أشهر على اندلاع الحرب في قطاع غزة.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه إن "الكيان يسعى إلى إطار اتفاق لاسترداد أسراه دون ربط ذلك بإنهاء العدوان على غزة".

وأكد أن "حماس لن توافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقفا دائما للحرب على غزة، متهما نتانياهو بأنّه "يعرقل شخصيا" جهود التوصل لاتفاق هدنة وذلك لما اعتبر أنها "حسابات شخصية". وتابع المسؤول أن "تعنت الاحتلال قد يعطّل المفاوضات ونتانياهو يتحمل كامل المسؤولية" عن فشلها.

وأفاد بأن "حماس طلبت أن يتضمن الاتفاق نصا واضحا وصريحا يقول 'الاتفاق على وقف كلّي ودائم لإطلاق النار'"، مشيرا إلى أنّ "إسرائيل ترفض هذه النقطة حتى الآن".

وتابع "نحن حريصون على التوصل لاتفاق لكن ليس بأي ثمن"، مشددا على أنه "لن يكون هناك اتفاق دون وقف كامل للحرب وانسحاب الاحتلال من كامل قطاع غزة".

وكان نتانياهو أكد، الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي سيشنّ هجوما بريا في رفح "مع أو من دون" هدنة مع حركة حماس في غزة. وصرّح بأن "فكرة أننا سنوقف الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها غير واردة".

وتزداد الضغوط الدولية على الدولة العبرية للعدول عن قرارها اجتياح رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والمكتظّة بأكثر من 1.5 مليون فلسطيني.

ومع اقتراب الحرب بين الدولة العبرية وحماس من إتمام شهرها السابع، واصلت إسرائيل شنّ غارات جوية على أنحاء مختلفة من القطاع المحاصر خصوصا رفح قرب الحدود مع مصر، والتي يقيم فيها أكثر من مليون فلسطيني نزحوا في معظمهم من مناطق أخرى في القطاع جراء الحرب.

وأكدت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة مقتل 32 شخصا وإصابة 41 آخرين، ممن وصلوا المستشفيات، خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، حتى صباح السبت.