مظاهرات محدودة في مصر إثر تحشيد واسع على الإنترنت

قبل ان تفرقهم قوات الأمن، محتجون بالمئات يتجمعون في وسط القاهرة ومدن اخرى للتظاهر بعد مزاعم فساد تحدث عنها مقاول مصري مقيم في اسبانيا.

القاهرة - قال شهود وسكان إن مئات المحتجين تجمعوا في وسط القاهرة وعدة مدن أخرى في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، مرددين شعارات مناهضة للحكومة في استجابة لدعوة على الانترنت للتظاهر ضد الفساد.
وكان مقاول بناء وممثل تحول إلى نشط سياسي ويعيش في إسبانيا اسمه محمد علي، قد دعا في سلسلة من المقاطع المصورة إلى الاحتجاج بعد اتهام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والجيش بالفساد دون تقديم اي دليل على مزاعمه. ورفض السيسي هذه الادعاءات يوم السبت الماضي ووصفها بأنها كذب وافتراء.
وتحركت قوات الأمن لتفريق التجمعات الصغيرة والمتفرقة باستخدام الغاز المسيل للدموع في القاهرة ولكن شبانا كثيرين ظلوا في الشوارع بوسط العاصمة وهم يهتفون "ارحل يا سيسي"، وذلك بحسب ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.
وقال شهود إن الشرطة ألقت القبض على بعض المتظاهرين.
وحسب سكان ومقاطع مصورة بًثت على الانترنت شهدت الإسكندرية على البحر المتوسط ومدينة السويس على البحر الأحمر وكذلك مدينة المحلة الكبرى التي تقع على بعد نحو 110 كيلومترات شمالي القاهرة بدلتا النيل احتجاجات صغيرة.
 وانتشرت قوات الأمن بكثافة في وسط القاهرة وبميدان التحرير الذي بدأ فيه احتجاج حاشد أطاح بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011.
وقال مقدم برامج تلفزيونية مؤيد للحكومة إن مجموعة صغيرة من المحتجين تجمعت بوسط القاهرة لتصوير مقاطع فيديو والتقاط صور ذاتية (سيلفي) بالهواتف المحمولة قبل مغادرة الموقع. وقالت محطة أخرى مؤيدة للحكومة إن الوضع حول ميدان التحرير هادئ.
وانتخب السيسي لأول مرة في 2014 بعد حصوله على 97 في المئة من الأصوات ثم أعيد انتخابه بعد ذلك بأربع سنوات في انتخابات كان المرشح الآخر الوحيد فيها من أنصار السيسي.

محمد علي لم يقدم اي دليل على مزاعم الفساد
محمد علي لم يقدم اي دليل على مزاعم الفساد

ويقول أنصار السيسي إنه يقود استقرار مصر بعد الانتفاضة التي وقعت في 2011 والاضطرابات التي أعقبتها ومن بينها عمليات يقوم بها متشددون إسلاميون في شبه جزيرة سيناء أدت إلى سقوط مئات القتلى من أفراد الشرطة والجيش والمدنيين.
وينسبون للسيسي أيضا فضل الإصلاحات الاقتصادية التي تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي.
وكانت انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي سلسلة فيديوهات يتهم فيها محمد علي الرئيس والجيش بتبديد المال العام في مشروعات لا طائل منها وفي تشييد قصور رئاسية.
وزعم علي (45 عاماً) أنّ الجيش المصري مدين له بملايين الجنيهات مقابل مشروعات نفذتها شركة "أملاك للمقاولات" التي كان يملكها.
ورغم أن علي لم يقدم أي دليل على مزاعمه، حول تبديد النظام المصري لملايين الجنيهات من المال العام، إلا أن فيديوهاته شُوهدت ملايين المرات ولاقت تفاعلات كثيرة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.
ونفى السيسي في مؤتمر عُقد السبت الفائت في القاهرة الاتهامات بالفساد وقال إن الاتهامات التي وجهها اليه علي "كذب وافتراء"، بدون أن يشير صراحة للمقاول. وأضاف نافياً ما أُثير من اتّهامات ضدّه وضدّ الجيش "ابنكم (السيسي) إن شاء الله شريف وأمين ومخلص".
وكان علي قال إنه سيُواصل نشر مقاطع الفيديو حتّى تردّ عليه السُلطات في شكل رسمي.
وتخضع التظاهرات في مصر لقيود شديدة بموجب قانون صدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 بعد بضعة أشهر من إطاحة الجيش الرئيس الإسلامي محمّد مرسي في تمّوز/يوليو العام نفسه.