مظاهرة لميليشيا الباسيج تطالب بغلق السفارة البريطانية بطهران

الولايات المتّحدة دعت إيران إلى الاعتذار رسميًّا للمملكة المتّحدة عن احتجاز السفير البريطاني لدى طهران.
إيران تقر احتجازها السفير البريطاني لفترة وجيزة
السفير البريطاني ينفي مشاركته في مظاهرة ويدين اعتقال الدبلوماسيين

طهران - نظمت ميليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني مظاهرة خارج السفارة البريطانية في طهران اليوم الأحد، للمطالبة بإغلاقها تزامنا مع استدعاء الخارجية الإيرانية للسفير البريطاني في البلاد التي تشهد احتجاجات شعبية ضد النظام لليوم الثاني على التوالي.

وقالت مصادر إيرانية إن عناصر من ميليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني، نظموا مسيرة أحرقوا خلالها العلم البريطاني أمام السفارة البريطانية في طهران.

وتجمع نحو مئتي متظاهر أمام مقر البعثة الدبلوماسية البريطانية، هاتفين "الموت لبريطانيا"، بعد يوم على التوقيف الوجيز للسفير البريطاني روب ماكيير خلال مشاركته في تأبين ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة التي اعترفت طهران بأنها أسقطتها عن طريق الخطأ.

وقالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية إن "وزارة الخارجية الإيرانية استدعت ظهر اليوم الأحد السفير البريطاني في طهران روبرت ماكيير بسبب سلوكه غير المألوف وحضوره في تجمعات غير قانونية".

وأضافت أن مساعد الخارجية المدير العام لشؤون أوروبا بوزارة الخارجية الإيرانية سلم ماكيير "مذكرة احتجاج رسمية موجهة له وللحكومة البريطانية".

وأوضحت إنه تم "تذكير ماكيير بأن حضور السفراء الأجانب في التجمعات غير القانونية لا يتناسب إطلاقا مع مسؤولياتهم كممثلين سياسيين عن بلدانهم وأن ذلك يتعارض مع نص معاهدة فيينا عام 1961 للعلاقات الدبلوماسية ويتوجب على الحكومة البريطانية تقديم توضيح في هذا المجال".

وأكد ماكيير في وقت سابق اليوم الأحد أنه لم يشارك في أي مظاهرات في طهران.

وكتب على موقع تويتر "أستطيع أن أؤكد أني لم أشارك في أي مظاهرات!. فقد توجهت لفعالية تم الإعلان عنها لتأبين ضحايا مأساة الطائرة الأوكرانية المنكوبة. ومن الطبيعي أن أشارك في تأبين الضحايا- وبعضهم بريطانيون".

وأضاف "غادرت بعد خمس دقائق، عندما بدأ البعض ترديد شعارات"، موضحا أنه "تم احتجازه لنصف ساعة بعد مغادرة المنطقة".

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب مساء السبت أن "اعتقال سفيرنا في طهران بدون مبرّر أو تفسير هو انتهاك صارخ للقانون الدولي".

وأضاف راب أن على إيران الاختيار بين "سيرها باتجاه وضع (دولة) منبوذة" أو "اتّخاذ خطوات لتهدئة التوتّر والانخراط في مسار دبلوماسي إلى الأمام".

من جهته، انتقد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل طهران الأحد على خلفية توقيفها السفير البريطاني داعيًا إلى "خفض التصعيد".

وعلّقت وزارة الخارجية الفرنسية على الأمر. وقالت في بيان إنها تنتظر "من السلطات الإيرانية أن تحترم كل التزاماتها المنصوص عليها في القانون الدولي".

وكتبت المتحدّثة باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة مورغن اورتيغاس على تويتر إنّ  اعتقال "ينتهك اتّفاقيّة فيينا التي يمتلك النظام تاريخا سيّئا في خرقِها".

وأضافت "ندعو النظام إلى الاعتذار رسميًّا للمملكة المتّحدة لانتهاك حقوقه (السفير)، وإلى احترام حقوق جميع الدبلوماسيّين".

وأقرّت طهران السبت بمسؤوليتها عن الكارثة التي أودت بحياة 176 شخصاً معظمهم إيرانيون وكنديون بينهم من يحملون الجنسيتين، بعد نفي السلطات على مدى ثلاثة أيام لفرضية إصابة الطائرة بصاروخ التي طرحتها أوتاوا منذ مساء الأربعاء.

واليوم الاحد، قدّم قائد الحرس الثوري الإيراني خلال جلسة مغلقة إفادة أمام مجلس الشورى بشأن حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، التي زادت الاحتقان في إيران وواصل المحتجون لليوم الثاني على التوالي مظاهراتهم ضد النظام والمسؤولين في المدن الإيرانية.

ويأتي إدلاء قائد الحرس الثوري بشهادة غداة تفريق الشرطة الإيرانية طلاباً كانوا يهتفون بشعارات مناهضة للنظام والحرس الثوري وطالبو باستقالة المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي.

وأدلى قائد الحرس الثوري حسين سلامي بشهادته أمام مجلس الشورى خلال الجلسة المغلقة، واعترف على غرار ما فعلت القوات المسلحة، بإسقاط الطائرة الأوكرانية بواسطة صاروخ إيراني "عن طريق الخطأ".

وذكرت وكالة الأنباء الطلابية (ايسنا) شبه الرسمية أن سلامي تحدث على الرجح عن اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في الثالث من كانون الثاني/يناير في غارة أميركية في بغداد.

وردّت إيران على هذه العملية بإطلاق صواريخ الأربعاء على قاعدتين في العراق تضمّان قوات أميركية، قبل بضع ساعات من كارثة طائرة بوينغ الأوكرانية.

وكانت مظاهرة مماثلة نظمتها ميليشيات عراقية موالية لإيران أمام السفارة الأميركية في بغداد، وحرقت خلالها الأعلام الأميركية وتم اقتحام بعض بواباتها، السبب المباشر في تصعيد واشنطن ضد طهران أدى إلى مقتل سليماني ونائب رئيس ميليشيا الحشد الشعبي أبومهدي المهندس ومرافقين لهما قرب مطار بغداد.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن سليماني كان يخطط لشن هجمات على "أربع سفارات أميركية".