معارض الكتب المفروشة على الأرض تعود إلى السودان

عرض الكتب في ساحة الاعتصام يأتي مواصلة لنشاط قديم يطلق عليه في السودان معرض 'مفروش'، أوقفته الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق.
العشرات من أدباء السودان مُنعت طباعة وعرض كتبهم
الكتب تفترش الأرض لتقاوم بسلاح المعرفة

الخرطوم - بينما كان الآلاف يهتفون بالشعارات السياسية المطالبة بسجن ومحاسبة رموز نظام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، كان البعض ممن هم في ساحة الاعتصام يتحلقون حول معرض للكتب المعروضة على الأرض داخل ساحة الاعتصام.
وتأتي خطوة عرض الكتب في ساحة الاعتصام مواصلة لنشاط قديم يطلق عليه في السودان معرض "مفروش"، أي كتب مفروشة على الأرض، ويقام مرة في الأسبوع في ساحة (أتنيه) بوسط العاصمة الخرطوم.
وتشارك فيه عدة دور عرض، وتقوم به (جماعة عمل الثقافية) وهي منظمة ثقافية مستقلة تأسست عام 2012، إلا أن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق أوقفت المعرض قبل أربع سنوات.
وقال عضو جماعة عمل مامون التلب إن جهاز الأمن طلب منهم قبل قرار الإيقاف قائمة بجميع الكتب التي ينوون عرضها في كل مرة، ما اعتبره مطلبا تعجيزيا.
ويقول الوراق، عبدالعزيز عيساوي الذي شارك بعرض 500 عنوان إن وجود عرض للكتاب يدل على تصميمنا مواصلة الاعتصام حتى تحقيق جميع المطالب السياسية والحقوقية المطروحة.

معرض كتب في السودان
المعرفة في متناول الجميع

 ويؤكد أن المشاركة بالكتاب تعد جزءا من المقاومة الثورية والسعي لبناء السودان من خلال المعرفة.
وكان العشرات من الكتاب تعرضوا من قبل هيئة المصنفات الأدبية والفنية لمنع طباعة وعرض كتبهم.
أما الروائي والقاص عمر الصايم فيقول إن "وجود الكتاب في ساحة الاعتصام يؤشر إلى اتجاهات الثورة، ويشير إلى أن الثورة السودانية ليست مجرد مطلب سياسي فقط، بل ثقافي ومعرفي. ويضيف: "قبل كل شيء يدرك الكتاب السودانيين أن بناء الدولة يحتاج إلى أسس اجتماعية وثقافية وحقوقية، والكتاب وحده هو ما يرسي هذه الأسس".
ويقول الصايم الذي صدرت له من القاهرة رواية (أزمنة الصرماتي) بعد يوم واحد من إسقاط البشير، إن النظام السابق قمع الكتاب ودمر آليات صناعته مثلما دمر وسائل المعرفة الأخرى. ويشير إلى أن (أزمنة الصرماتي) تتحدث عن الماضي القريب للنخبة السياسية في السودان بالتركيز على نقد خطاب الإسلام السياسي.
ويقول التلب إن جماعة عمل تسعى عبر معرض (مفروش) لتجعل قراءة الكتاب جزءا من الحياة اليومية.