معرض أبوظبي للكتاب يشهد إطلاق كتاب 'أم كلثوم.. من الميلاد إلى الأسطورة'

اطلاق كتاب الصحافي حسن عبد الموجود يأتي وسط تفاعل كبير من حضور عاشوا لحظات من الحنين والدهشة، مع سيرة صوت طبع الوجدان العربي على مدار عقود.

على أنغام أشهر أغنيات المطربة المصرية الراحلة أم كلثوم، وكلمات عمالقة الشعر العربي وألحان كبار الموسيقيين الذين واكبوا رحلتها الفنية، استعاد جمهور معرض أبوظبي الدولي للكتاب الاربعاء عبق الطرب الأصيل في أمسية فنية وثقافية خاصة، احتضنتها منصة "المجتمع"، وذلك ضمن فعاليات النسخة الـ34 من المعرض.

وجاءت الأمسية بمناسبة إطلاق كتاب "أم كلثوم.. من الميلاد إلى الأسطورة"، للكاتب والصحافي حسن عبدالموجود، وسط تفاعل كبير  من الحضور الذين عاشوا لحظات من الحنين والدهشة، مع سيرة واحدة من أعظم الأصوات التي طبعت الوجدان العربي على مدار عقود.

وشهدت الأمسية مشاركة الفنانة والباحثة الدكتورة فيروز كراوية، التي أدت بصوتها مجموعة من روائع أم كلثوم، فأعادت إحياء المشاعر والذكريات بأداء راقٍ ومؤثر، بينما تحدّث المؤلف حسن عبد الموجود عن خصوصية هذه التجربة، مشيداً بتعاون مركز أبوظبي للغة العربية ودار ديوان للنشر في إصدار طبعات فاخرة من الكتاب، احتفاءً بالمكانة الرمزية لأم كلثوم في المشهد الثقافي العربي.

من جهته، أشار أحمد القرملاوي، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لدار ديوان للنشر، إلى أهمية هذا العمل التوثيقي الذي يعيد تقديم أم كلثوم بوصفها أيقونةً فنية وإنسانية مؤثرة في التاريخ المصري والعربي، متوقفًا عند الصعوبات التي واجهها فريق العمل خلال جمع المادة الأرشيفية والتوثيقية، وكيف استطاعوا تجاوزها لتقديم عمل يليق بهذه القامة الاستثنائية.

ويوثق الكتاب سيرة "كوكب الشرق" بأسلوب أدبي حميمي، منذ نشأتها في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية، إلى صعودها الاستثنائي الذي قادها إلى قصور الزعماء والملوك، ومكانتها في قلب الجمهور العربي من الخليج إلى المحيط.

ويتضمّن العمل خمسين حكاية من حياة أم كلثوم، تصحب القارئ في رحلة إنسانية وفنية مصحوبة بمجموعة نادرة من الصور الأرشيفية التي تُعرض للمرة الأولى، لتشكّل بانوراما كاملة عن الفنانة التي تخطّت حدود الزمان والمكان. كما يتناول الكاتب الجانب الشخصي، والإنساني من حياة أم كلثوم: مشاعرها، وأمومتها، ومراحلها العمرية المختلفة، والتحديات التي خاضتها بإصرار وصبر، لتصنع من نفسها أسطورة فنية عربية استثنائية لا تزال حاضرة في الوجدان، على الرغم من مرور خمسين عامًا على رحيلها.

ويؤكد المؤلف أن هذا العمل لا يسعى فقط لتوثيق سيرة أم كلثوم، بل للاحتفاء بها رمزا ثقافيا حيّا، ومصدر إلهام لا ينضب لفهم علاقة الفن بالهوية، والصوت بالحضور، والمرأة بالإرادة والخلود.