معرض العين للكتاب يوثق الشعر النبطي

أكاديمية الشعر تعرض إصدارات قديمة وجديدة تعنى بالدواوين الخاصة بأهم شعراء الشعر النبطي مثل المايدي بن ظاهر، وتحتضن جلسة حوارية بعنوان 'الرواية في الامارات بين الموروث الشعبي والنص الأدبي'.

أبوظبي - يحظى جناح أكاديمية الشعر في معرض العين للكتاب بإقبال كبير من متخصصي ومحبي الشعر وزائري المعرض لما يحتويه من إصدارات تعنى بالشعر والدواوين الخاصة بأعلام وأهم شعراء الشعر النبطي أمثال المايدي بن ظاهر وغيره من الشعراء.
الشعر النبطي ويسمى أيضاً القصيد وهو الشعر العربي المنظوم بلهجات شبه الجزيرة العربية ومنها المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج العربي، وأيضا اليمن والأردن وبادية العراق، وبين أهل البادية في فلسطين وسوريا، وفي السودان ودول المغرب العربي بما فيها موريتانيا.
ويراعي الشعر النبطي الأنماط التقليدية للشعر العربي من حيث الشكل العمودي والالتزام بقافية واحدة على طول القصيدة، كما يستخدم نفس الأوزان العروضية المستخدمة في الشعر الفصيح أو أوزان أخرى مشتقة منها، وإن كان أصحاب هذا الشعر يعرفون تلك الأوزان بأسماء أخرى. كما تضيف الكثير من القصائد النبطية المتأخرة قيداً إضافياً وهو الالتزام بقافية واحدة للشطر الأول من كل بيت وليس الشطر الثاني فقط كما في الشعر الفصيح.
وعلى الرغم من طبع عدد من الدواوين النبطية في الخليج في القرن الماضي، إلا أن الشعر النبطي في الأساس شعر مسموع وصل أكثره إلينا عن طريق الرواية والإلقاء بشكل مشابه للشعر العربي في الجاهلية وصدر الإسلام، ولا يزال الاستماع وليس القراءة هو الطريقة الاكثر انتشارا لتلقّي الشعر النبطي لدى المهتمين به، ومن شان المعارض الدولية على غرار معرض العين للكتاب توثيق وتخليد وتأريخ هذا النوع من الشعر.

وقال سلطان العميمي رئيس اتحاد كتاب وأدباء الامارات ومدير أكاديمية الشعر أن جناح الأكاديمية في هذه المشاركة يتضمن عددا من الإصدارات الجديدة، بالإضافة إلى إصدارات سابقة تختص بالشعر النبطي والفصيح سواءً دواوين الشعر وجمعها وتوثيقها أو الدراسات الشعرية في الشعر الفصيح أو النبطي، ومنها إصدار أعمال جديدة تتصل بسلسلة موسوعة الشعر النبطي للدكتور غسان الحسن، بالإضافة إلى عدد من دواوين الشعر الفصيح والنبطي التي صدرت لشعراء من دولة الإمارات ومن العالم العربي.
وقال إن مشاركة لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في معرض العين للكتاب، يأتي ضمن جهودها وحرصها على المشاركة في مختلف الفعاليات التراثية والثقافية في دولة الإمارات، وتعتبر هذه المشاركة استكمالاً للمشاركات السابقة نظراً لما يكتسبه هذا المعرض من أهمية وخصوصية لمنطقة العين وإمارة أبوظبي.
وأشار العميمي الى أن أن الجناح شهد اقبالاً كبيراً منذ اليوم الأول للمعرض، ومن المتوقع أن يزداد الإقبال خلال الأيام القادمة.
‏ ‏وأشار مدير أكاديمية الشعر إلى أن الأكاديمية تجهز حاليا للمشاركة في معرض الظفرة للكتاب وكذلك معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يعتبر أحد أهم المعارض الدولية في العالم سواءً من حيث كم الكتب ودور النشر ‏المشاركة، أو البرنامج الثقافي والفعاليات المصاحبة له.
وشارك سلطان العميمي رئيس اتحاد كتاب وأدباء الامارات في جلسة حوارية بعنوان "الرواية في الامارات بين الموروث الشعبي والنص الأدبي" التي نظمها المعرض ضمن برنامجه الثقافي بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الامارات، وتناول فيها العميمي تعريف الموروث الشعبي والتجديد المستمر في القصص الشعبية على مر العصور وأهميته بالنسبة للكاتب وإنتاجاته الأدبية المستمدة من الثقافة والذاكرة الشعبية.
وأكد أن الموروث الشعبي الاماراتي يزخر بقصص شعبية تساهم في نتاجات أدبية كثيرة ومتنوعة لما فيها من تفاصيل ومواضيع مختلفة تخلق مخيلة واسعة وثرية لدى الكاتب واشار الى اهمية اهتمام الكاتب الإماراتي بالمصطلحات والمفردات واللغة الشعبية عند كتابة نص أدبي يتناول فيه فترات زمنية معينة أو مهن تقليدية لسرد تلك الحقبة وعناصر الحياة السائدة فيها.