معركة الباغوز ترسم نهاية داعش في سوريا

قوات سوريا الديمقراطية تعلن استسلام المئات من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية مع تقدمها في آخر جيب خاضع لسيطرة التنظيم المتطرف في شرق سوريا.

مصابون يخرجون من الجيب برفقة نساء وأطفال
جهاديون أجانب بين مئات استسلموا لقوات سوريا الديمقراطية
 واشنطن تعتقد أن قادة داعش موجودون خارج الباغوز
مخيم الهول يعجّ بعشرات الآلاف من النازحين

الباغوز (سوريا) - قالت قوات سوريا الديمقراطية إن مئات من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يرافقهم نساء وأطفال استسلموا لها اليوم الخميس بينما يفقد المتشددون المزيد من الأراضي أمام هجوم مدعوم من الولايات المتحدة على آخر منطقة تحت سيطرة التنظيم.

وأمكن رؤية العديد من الرجال يعرجون أثناء خروجهم من الباغوز سيرا على طريق مترب على تل صخري وبصحبتهم أطفال يبكون ونساء منتقبات ويجرون حقائب ويحملون أخرى على ظهورهم.

وكان بعض الرجال مصابين أو يستندون إلى عكازات. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها تعتقد أن كثيرين منهم مقاتلون أجانب. ورفع آباء وأمهات أطفالهم على الأكتاف لصعود التل وتركوا عربات الأطفال بالأسفل.

وقال عدنان عفرين القيادي في قوات سوريا الديمقراطية، إن عدد الخارجين من الجيب لم يتحدد بعد نظرا لاستمرار خروج الناس، لكنه يقدر بالمئات. ويضاف هؤلاء إلى آلاف تدفقوا من الباغوز خلال الأسابيع القليلة الماضية.

واستسلم المقاتلون أثناء توقف هجوم مدعوم من الولايات المتحدة بدأ يوم الأحد للسيطرة على آخر منطقة مأهولة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية الذي هيمن يوما على ثلث أراضي العراق وسوريا، بما في ذلك مدينتا الموصل والرقة.

وفي وقت سابق تعرض الجيب لقصف بالمدفعية بينما حلقت طائرات حربية في الأجواء.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن المتشددين نشروا أكثر من 20 انتحاريا خلال ثلاثة هجمات مضادة خلال اليومين الماضيين.

وأضافت أن 112 متشددا على الأقل قتلوا منذ استأنفت الهجوم، من بينهم أكثر من 15 سقطوا صباح اليوم الخميس.

طوابير طويلة للفارين من الباغوز بينهم مقاتلون من داعش
طوابير طويلة للفارين من الباغوز بينهم مقاتلون من داعش

ولا يُعتقد أن أيا من قادة التنظيم موجودون في الباغوز، حسبما قال مسؤول دفاع أميركي. ويعتقد خبراء بالحكومة الأميركية أن زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي حي وربما يكون مختبئا في العراق.

وما زال التنظيم يشكل تهديدا أمنيا قويا إذ أن له موطئ قدم في مناطق نائية ويُعتقد على نطاق واسع أنه سيصعد حملة هجمات بأساليب حرب العصابات.

وأعاد تنظيم الدولة الإسلامية رسم خريطة الشرق الأوسط في عام 2014 عندما أعلن إقامة 'دولة الخلافة' المزعومة وأسس نظاما عُرف بالقتل الجماعي واسترقاق النساء وتطبيق عقوبات قاسية مثل الصلب.

وتكبد التنظيم أكبر هزائمه العسكرية في عام 2017 عندما فقد السيطرة على الموصل بالعراق والرقة في سوريا. وأُجبر المتشددون بعد ذلك على الاتجاه إلى آخر معقل لهم في الباغوز التي تتألف من مجموعة من القرى على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

وفي جزء من مخيم للدولة الإسلامية سيطرت عليه قوات سوريا الديمقراطية قبل أيام قليلة تناثرت الأنقاض وأجزاء معدنية محطمة وأشجار نخيل متساقطة. وانتشرت على أرض المخيم أغطية وسجاد وأحشية فراش قذرة ممزقة ودراجات نارية مهمَلة.

وتأجل الهجوم على الجيب مرارا خلال الأسابيع الماضية للسماح بإجلاء الآلاف وكثيرون منهم من أقارب المقاتلين.

وفر عشرات الآلاف من الجيب خلال الأسابيع الماضية ونُقل معظمهم إلى مخيم في الهول بشمال شرق سوريا.

وتقول الأمم المتحدة إن المخيم يضم حاليا نحو 67 ألف شخص، 90 بالمئة منهم نساء وأطفال وهو ما يتخطى قدرته الاستيعابية بكثير. ويقول العاملون بالمخيم إنه لا يوجد ما يكفي من الخيام والطعام والدواء، بينما حذر موظفو إغاثة من انتشار الأمراض.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أنباء وردت عن وفاة أكثر من 113 شخصا حتى التاسع من مارس/آذار وهم في طريقهم إلى المخيم أو بعد وصولهم إليه بقليل.