معركة الحديدة تبشر بقرب قطع شريان الحوثيين المالي والتسليحي

مع اقتراب القوات اليمنية من حسم المعركة بإسناد من التحالف العربي، فإن النتائج المتوقعة سترتد ايجابا على تطورات الوضع في اليمن، حيث أن إنهاء سيطرة الحوثيين على الحديدة ومينائها ومطارها ستشكل نكسة كبرى للمتمردين ولحاضنتهم إيران.

الامارات: معركة الحديدة لتعزيز التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية
التزام اماراتي كامل بالقانون الدولي والإنساني في معركة الحديدة
تحرير الحديدة يوقف تهديد الحوثيين للملاحة البحرية الدولية
استعادة ميناء الحديدة ينهي نهب الحوثيين للمساعدات الإنسانية
تحرير ميناء الحديدة يحرم المتمردين من أهم منفذ لإمدادات الأسلحة الإيرانية
حسم معركة الحديدة يجبر الحوثيين للعودة إالى طاولة المفاوضات

 

أبوظبي/عدن (اليمن) - بدأت ملامح معركة الحديدة تتضح شيئا فشيئا رغم أنها لم تنته بعد إلا أنها قد تطوي في نهاية المطاف صفحة من بطش الحوثيين وجرائمهم وارتهانهم للشعب اليمني عبر أهم وأكبر منفذ للمساعدات الإنسانية وأيضا أهم منفذ لإمدادات السلاح من إيران للميليشيا الانقلابية.

ومع اقتراب القوات اليمنية من حسم المعركة بإسناد من التحالف العربي، فإن النتائج المتوقعة سترتد ايجابا على تطورات الوضع في اليمن، حيث أن إنهاء سيطرة الحوثيين على الحديدة ومينائها ومطارها ستشكل نكسة كبرى للمتمردين ولحاضنتهم إيران.

ومن النتائج المتوقعة عقب حسم المعركة، وقف تهريب السلاح والصواريخ الباليستية الإيرانية للحوثيين حيث يعتمد الانقلابيون على ميناء الحديدة الاستراتيجي لإدخال الأسلحة الإيرانية.

واستهدف الحوثيون مناطق في السعودية بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة إيرانية الصنع وقد أنكرت إيران أن تكون الصواريخ من صنعها وادعى المتمردون أنهم طوروها في مناطق سيطرتهم بامكانياتهم الخاصة.

لكن اختبارات لحطام بعض من تلك الصواريخ والطائرات المسيرة عرضتها واشنطن أثبتت بما يدع للشك أن مصدرها إيران.

ونزلت دولة الامارات الشريك الرئيسي في قوات التحالف العربي بثقلها العسكري والإنساني في معركة الحديدة بعد أن استنفدت كل الجهود الرامية لانهاء سيطرة المتمردين على المدينة الإستراتيجية المطلة على البحر الأحمر  والتي شكلت سيطرة الحوثيين عليها تهديدا واضحا لحركة الملاحة البحرية في المنطقة.

ومن المتوقع أن يشكل تحرير الحديدة منعرجا حاسما في سير المعارك وفي مسار العملية السياسية، وخسارة المتمردين المتوقعة في الحديدة ستجبرهم حتما على العودة الى طاولة المفاوضات مرغمين، ما يعني أن المعركة الحالية من شأنها أن تكسر جمود العملية السياسية.

وإنهاء سيطرة الميليشيا الإيرانية على ميناء الحديدة ومطارها يعني أيضا إرغامهم على قبول إشراف أممي على المنفذين الحيويين بعد التحرير.

ميناء الحديدة
تحرير ميناء الحديدة ينهي نهب الحوثيين للمساعدات الانسانية الخليجية والدولية

وكانت الأمم المتحدة قد رفضت في السابق مقترحا من التحالف العربي بالإشراف على الميناء الاستراتيجي في الحديدة كما رفضت الإشراف على مطار صنعاء الدولي ودعت الأطراف المعنية بالأزمة إلى تحمل مسؤولياتها، في خطوة زادت من تعقيد الوضع فيما كانت تنادي في الوقت ذاته بضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لليمن.

ولم يأل التحالف العربي جهدا في تسهيل وصول المواد الاغاثية للمناطق اليمنية بما فيها تلك الخاضعة لسيطرة المتمردين.

وإبقاء المنافذ الحيوية تحت سيطرة الحوثيين كان يشكل خطرا واقعا وواضحا عاينته القوى الدولية من خلال هجمات شنها الحوثيون بصواريخ إيرانية الصنع وبطائرات مسيرة وبزوارق مفخخة استهدفت مناطق سعودية وسفنا في البحر الأحمر شكلت خطرا على حركة الملاحة البحرية.

وتجمع كل المؤشرات على أن تحرير ميناء الحديدة سيضع حدا لتهديد الحوثيين للملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر حيث استهدفوا بالفعل بعض السفن الأميركية والسعودية والإماراتية في هذا المنفذ البحري الحيوي.

وأعد التحالف الدولي خطة إنسانية شاملة لإيصال المساعدات الإنسانية لسكان الحديدة بالتوازي مع العملية العسكرية الواسعة وسط مخاوف دولية من "كارثة" انسانية.

وجاءت المبادرة لتهدئة تلك المخاوف من جهة ولقطع الطريق على ارتهان الحوثيين لسكان المدينة عبر تحكمهم في مسار إمدادات الإغاثة.  

وعمليا يعني تحرير الحديدة ومينائها وضع حد لعمليات النهب والاستيلاء على مساعدات الإغاثة التي طالما اعتمدتها الميليشيا الانقلابية على مدى سنوات الصراع.

واستخدم الحوثيون المساعدات الانسانية لارتهان اليمنيين في مناطق سيطرتهم حيث يسيطرون على مراكز توزيع الأغذية والأدوية ويمنحونها للموالين لهم في مقابل حرمان من يستحقونها وإجبارهم على إعلان الولاء.

كما أن حرمان الانقلابيين من المنافذ البحرية والجوية الحيوية يعني قطع شريانهم المالي الحيوي لتمويل نشاطاتهم الإجرامية والحربية.

وقطع الشريان المالي للحوثيين يفضي في النهاية لإضعافهم عسكريا ودفعهم كرها للعودة صاغرين لطاولة المفاوضات.

كما أن إنهاء سيطرتهم على الحديدة سيتيح منعهم من التجنيد القسري للسكان المحليين في الحديدة وغيرها من المناطق.

 ويتيح أيضا لهؤلاء استئناف أنشطتهم المتوقفة في بيئة أكثر أمنا بما فيها الأنشطة الزراعية والصيد البحري وهي أنشطة حياتية معيشية أدى توقفها إلى تعطيل الحياة العامة للناس وفاقم من محنتهم.

وتشير الأنباء الواردة من الحديدة بأن المعركة تسير في الاتجاه الصحيح مبشرة بحسم قريب ينهي الكابوس الجاثم على صدور أهالي الحديدة.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الخميس إن الأنباء الواردة من الحديدة طيبة، مهنئا القوات الإماراتية المشاركة في عملية التحرير بما أنجزته وتنجزه.

وقال مجلس الوزراء الإماراتي مساء اليوم الخميس، إن العملية العسكرية بالحديدة باليمن تأتي استجابة لطلب الحكومة الشرعية اليمنية.

وأضاف في بيان "تقوم قواتنا المسلحة في إطار التحالف العربي الذي تقوده السعودية بالبدء في عملية تحرير مدينة الحديدة ومينائها من السيطرة غير المشروعة للميلشيات الحوثية".

وتابع "تستند هذه العملية إلى مطالب الحكومة الشرعية اليمنية وإلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتي تكرس مشروعية التدخل وتهدف لوضع نهاية للممارسات العدوانية للميليشيات الحوثية تحقيقا لاستقرار اليمن وشعبه"، كما أنها تهدف إلى "القضاء على الممارسات التحكمية والتعسفية لهذه الميليشيات في تحديد مسار المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب اليمني فضلا عن القضاء على تهريب الأسلحة التي أدت إلى إطالة أمد الحرب في اليمن".

وقال مجلس الوزراء الإماراتي إن "هذه العمليات تهدف إلى تعزيز التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية من خلال تغيير الواقع على الأرض".

وتؤكد دولة الإمارات "على دعمها الكامل لجهود الأمم المتحدة في هذا السياق كما تؤكد على التزامها الكامل بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وأنها اتخذت من التدابير ما يكفل التحسب لأية مخاطر قد تنجم عن هذه العمليات وذلك من خلال ما أولته قيادة التحالف العربي من أهمية وأولوية للشأن الإنساني، كما قامت بوضع كافة الخطط اللازمة لمعالجة ما قد ينجم من أثار مؤقتة لعملية تحرير ميناء الحديدة".

كما تؤكد دولة الإمارات أنها "وفي إطار التحالف العربي الذي تقوده السعودية تسعى إلى إعادة الاستقرار والأمن إلى اليمن ولشعبه".

وأشاد مجلس الوزراء الإماراتي "ببسالة وكفاءة القوات المسلحة الإماراتية في أداء هذه المهمة النبيلة دعما للشرعية في اليمن وإسهاما في إرساء أسس الاستقرار في المنطقة".

القوات اليمنية تواصل التقدم بثبات بدعم من التحالف
تقدم سريع للقوات اليمنية مدعومة بقوات التحالف يربك الحوثيين

بدوره قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء الخميس، إن "النصر الوشيك" في مدينة الحديدة سيكون "خاتمة للقضاء النهائي على انقلاب الحوثيين".

وأشار في خطاب بمناسبة عيد الفطر، نشرت نصه وكالة الأنباء الرسمية "نتطلع وبكل عزم وثقة وإصرار لصناعة نصر جديد بتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي".

وتابع "انتصارنا الوشيك في الحديدة سيكون خاتمة للقضاء النهائي على الانقلاب وبوابة استعادة عاصمتنا المختطفة وبسط نفوذ الدولة على كل شبر في الوطن".

وقال "إننا جميعا في معركة مصيرية هامة ولن تتوقف إن شاء الله حتى نسترد كل شبر في هذا الوطن".

هادي يجزم بنصر قريب في الحديدة على طريق إنهاء انقلاب الحوثيين

ودعا الرئيس اليمني الجميع إلى "توحيد الجهود ورص الصفوف وتجاوز الخلافات الصغيرة حتى تحقيق هدفنا الكبير وهو عودة الشرعية وهزيمة الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة".

وأضاف "دعوني أقول لكم، بثقة لا يشوبها أي شك، إن النصر قريب، بل وأقرب مما يتصوره الكثيرون".

وحول أسباب معركة الحديدة، قال هادي إن حكومته بذلت "جهود صادقة ومخلصة لتجنيب الحديدة هذه العملية العسكرية"، مضيفا "حاولنا عبر كل الطرق ولم ندخر أي وسيلة على المستوى الأممي والدولي لإقناع ميليشيات الإجرام الدموية بالانصياع للحل السياسي السلمي القائم على المرجعيات الثلاث والبدء بتسليم الحديدة وميناءها".

وقال أيضا "استنفذنا كل الوسائل السياسية والسلمية والجميع يعلم ذلك في الداخل والخارج، ولم يعد في الوسع الاستمرار في هذا الوضع المختل".

وبعد نحو عام ونصف من مغادرتها وصل الرئيس اليمني في وقت سابق الخميس إلى العاصمة المؤقتة عدن.

 وبدأت القوات اليمنية بإسناد من التحالف العربي فجر الأربعاء، عملية عسكرية لتحرير المدينة ومينائها من قبضة مسلحي جماعة الحوثي، يرى محللون أنها ستكون أقوى معركة في الحرب ضد المتمردين الدائرة منذ 3 سنوات.