معركة ليّ أذرع لا تهدأ بين ترامب والديمقراطيين

زعيمة الأكثرية الديمقراطية في مجلس النواب تطالب الرئيس الأميركي بإنهاء الإغلاق الحكومي قبل مناقشة كيفية حماية الحدود، فيما يطالب ترامب بتمويلات لبناء الجدار مع المكسيك.

ترامب يؤجج المعركة مع الديمقراطيين بعاصفة تغريدات
ترامب يهاجم بيلوسي ويدعوها لتنظيف الشوارع "المقززة" بسان فرانسيسكو
أوامر لـ800 ألف موظف اتحادي للبقاء في منازلهم أو العمل بلا مقابل
ترامب يقترح صفقة أوسع لمعالجة قضية ملايين المهاجرين

واشنطن - في الذكرى السنوية الثانية لدخوله البيت الأبيض، شن الرئيس دونالد ترامب الأحد حملة عنيفة على زعيمة الأكثرية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي، بعد رفضها لعرض قدمه للديمقراطيين يسمح له بتمويل بناء الجدار على الحدود مع المكسيك.

وكتب ترامب في تغريدة على تويتر "نانسي بيلوسي تصرفت بطريقة غير منطقية وتوجهت إلى اليسار لدرجة جعلتها رسميا ديمقراطية متشددة. باتت تهاب اليساريين داخل حزبها لدرجة أنها فقدت كل سيطرة".

وأنهى تغريدته بالتوجه إلى بيلوسي النائبة عن سان فرانسيسكو قائلا "وما دمنا هنا، عليك بتنظيف الشوارع المقززة في سان فرانسيسكو".

وفي سلسلة تغريدات أخرى أخذ ترامب على بيلوسي والمسؤولين الديمقراطيين تقديم مصالحهم الانتخابية عندما رفضوا العرض الذي قدمه لهم لإنهاء أزمة الإغلاق التي بدأت في الثاني والعشرين من ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي وأدت إلى قطع الأموال عن الكثير من الخدمات على المستوى الفدرالي.

وقال ترامب في إحدى تغريداته "إنهم لا يرون الإجرام والمخدرات، لأن كل همهم هو الانتخابات الرئاسية عام 2020 التي لن يفوزوا بها".

وقال ترامب على تويتر "لا. العفو ليس جزءا من العرض الذي تقدمت به. إنه تمديد لبرنامج حماية المهاجرين الشبان المعروفين باسم الحالمين لمدة ثلاثة أعوام. سيتم اللجوء للعفو فقط في إطار صفقة أوسع نطاقا بشأن الهجرة أو أمر آخر".

وأضاف "وبالمثل لن يكون هناك إجراء قوي بطرد ما يربو على 11 مليون شخص موجودين هنا بصورة غير شرعية، لكن احذري يا نانسي!".

ولم يوضح ترامب من يقصد عندما أشار في تغريدته لنحو 11 مليون شخص لكن وزارة الأمن الداخلي تقول إن ما يقدر بنحو 12 مليون شخص يعيشون في الولايات المتحدة بصورة غير قانونية.

وكان الرئيس الأميركي اتهم السبت قوافل المهاجرين من أميركا الوسطى الذين يحاولون الدخول إلى الولايات المتحدة، بأنهم يضمون في صفوفهم الكثير من المجرمين ويحملون كميات كبيرة من المخدرات.

وعرض ترامب السبت إعطاء مهلة ثلاث سنوات لنحو مليون من المهاجرين المعرضين للطرد من الولايات المتحدة، مقابل موافقة الكونغرس على تخصيص 5.7 مليارات دولار لتمويل بناء الجدار الحدودي مع المكسيك.

وتشمل هذه المهلة نحو 700 ألف شاب من الذين يطلق عليهم اسم "دريمرز" (الحالمون) الذين دخلوا الأراضي الأميركية خلسة مع أهاليهم. ويتيح برنامج داكا الذي أنشأه الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما وألغاه ترامب لهؤلاء المهاجرين الدراسة والعمل في الولايات المتحدة.

كما عرض ترامب تمديد نظام الحماية المؤقتة الذي يتيح لنحو 300 ألف مهاجر العمل بشكل قانوني من دون أن تكون معهم إقامة شرعية. وكان هذا النظام ألغي لمواطني العديد من البلدان منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

وقال زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أنه سيسلم اقتراح ترامب إلى الكونغرس الأسبوع المقبل، إلا أن هذا الاقتراح لا يملك فرص إقراره في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.

وحسب بيلوسي فإن اقتراح ترامب ليس تنازلا بل "عبارة عن تجميع لعدة مبادرات سبق أن رفضت في السابق وكل واحدة منها غير مقبولة".

ويؤكد الديمقراطيون أنهم غير مستعدين للنقاش إلا على أساس حل "دائم" للمهاجرين المعرضين للطرد.

ويصر ترامب على إقامة ما يعرف بـ"السور" على طول الحدود مع المكسيك، في حين يصر الديمقراطيون على رفض الموافقة على تمويل هذا المشروع الذي يعتبرونه "غير أخلاقي" ومكلفا وغير فاعل.

وجرى إغلاق نحو ربع الوكالات الاتحادية الحكومية بالولايات المتحدة في 22 ديسمبر/كانون الأول 2018 بسبب طلب ترامب تمويلا بقيمة 5.7 مليار دولار لبناء جدار بطول حدود الولايات المتحدة مع المكسيك ورفض الديمقراطيين النظر في هذا الطلب.

وتأثر بهذا الإغلاق نحو 800 ألف موظف اتحادي إذ صدرت لهم أوامر بالبقاء في منازلهم أو العمل بدون مقابل خلال فترة الإغلاق.

وأدى هذا المأزق إلى إقفال جزئي لعدد من الإدارات الفدرالية بينها وزارة الأمن الداخلي التي تشرف خصوصا على شرطة الحدود.

وكتب ترامب في إحدى تغريداته أن على نانسي بيلوسي والديمقراطيين "القيام بما هو جيد للبلاد وإفساح المجال أمام الناس لاستئناف العمل".

وردت بيلوسي على هذا الكلام بالقول في تغريدة متوجهة إلى الرئيس "800 ألف أميركي لا يتلقون أجورهم. أعد فتح الحكومة وأفسح المجال للعمال لكي يتلقوا رواتبهم مجددا، عندها سنتمكن من مناقشة كيفية حماية حدودنا معا".