معلول 'المهزوم' في المونديال يعطي دروسا في النجاح للفرق العربية

تونس - فشلت تونس في الوصول إلى الدور الثاني في كأس العالم لكرة القدم للمرة الخامسة، لكن مدربها المثير للجدل نبيل معلول لم يتوان عن تقديم النصائح والتوجيهات للفرق العربية.

وعاد معلول فجر الجمعة الى تونس مع فريقه بـ"خفي حنين" عبر مطار تونس قرطاج مرتديا نعلين، في مشهد اثار تعليقات التونسيين الساخرة.

وفيما التزم اغلب لاعبي المنتخب الصمت عقب فوزهم الاخير وادلى بعضهم بتصريحات خجولة تغلب عليها نبرة الاعتذار، لم يمهل مدرب تونس نفسه الوقت لنفض غبار الفشل وبتر اذيال الخيبة وبدأ سريعا في اعطاء الدروس. 

وقال معلول إن المنتخبات العربية ستواصل مواجهة صعوبات على الصعيد العالمي بدون اجراء تغييرات جذرية على اللعبة في البلاد.

ورغم أن المنتخب التونسي حقق انتصاره الأول في كأس العالم في 40 عاما الخميس بفوزه 2-1 على بنما، فإن النتيجة لم يكن لها أهمية بعد هزيمتين أمام انكلترا وبلجيكا، وخاصة مع التواضع النظري لمستوى الفريق المنافس.

وقال معلول إن تونس والدول العربية الأخرى في البطولة، مصر والمغرب والسعودية، غير مستعدة للنجاح.

وأضاف "لدينا أربعة فرق عربية ليست على المستوى المطلوب للبطولة، لا يزال عليها بذل جهد أكبر وتحسين مستواها. من أجل ذلك نحن بحاجة لوجود لاعبين أكثر في بطولات دوري محترفة حتى يستطيعوا التعلم والتطور".

وخرجت الفرق الأربعة من الدور الأول ولم ينجح أي فريق عربي من قبل في الوصول إلى دور الثمانية.

وقال معلول "لا أعتقد أننا على المستوى المطلوب، نحن بحاجة لتغيير أسلوب حياتنا لأنه لا يتناسب مع كرة القدم على الصعيد العالمي، نحتاج لتغيير الطريقة التي نتدرب بها".

وتابع "نحتاج إلى جيلين إضافيين للوصول إلى قمة مستوى الأداء من حيث اللياقة والقوة والبدنية. نحن بعيدون جدا عن المستوى المطلوب".

وتلقت تونس خسارة ثقيلة 5-2 أمام بلجيكا في مباراتها الثانية في نهائيات روسيا لكنها كادت أن تنتزع نقطة أمام انجلترا في المباراة الأولى قبل أن يحرمها هدف هاري كين في الوقت المحتسب بدل الضائع من التعادل.

وقال معلول "في المباراة الثانية كان يجب أن نكون أفضل من ذلك لكني أعتقد أن الأداء ضد انجلترا كان ممتازا.

"كان دفاعنا جيدا جدا ولعبنا جيدا ضد أفضل لاعبي العالم. أمام بلجيكا كان يمكن أن ندافع بصورة أفضل لكن الفريق دخل المباراة بثقة وقدم أداء جيدا في المباريات الثلاث".

والتصريحات الاخيرة للمدرب التونسي المثير للجدل تبدو متناقضة مع أخرى قبيل المونديال توقع فيها وصول فريقه الى الدور الثاني.

ووجه الجمهور التونسي الكثير من الانتقادات للمنتخب على خلفية الإصابات العديدة التي تعرض لها لاعبو المدرب نبيل معلول، مشككين بجدية الاستعدادات البدنية لحدث كبير مثل كأس العالم، لاسيما أن فترة التحضيرات تزامنت مع شهر رمضان.

واجاب معلول الخميس عقب اللقاء مع بنما عن سؤال حول مستقبله مع المنتخب ببعض السخرية قائلا انه سيصلي صلاة الاستخارة لتحديد بقائه من عدمه، في تلميح الى ان مصيره بيده.

والجمعة قال معلول في مقابلة مع التلفزيون الرسمي التونسي: "عقدي يستمر حتى عام 2022 بعد تمديده ثلاث سنوات إضافية، لكن يبقى القرار في يد الاتحاد التونسي لكرة القدم بعد تقييم نتائج الفريق".

وتابع: "بالنسبة لي أريد الاستمرار لأن هذا الفريق ينتظره مستقبل كبير ومستواه يتطور".

وكان المدرب التونسي هدفا لانتقادات حادة نتيجة ما اعتبره معارضوه "تدينه الاستعراضي" في المونديال فضلا عن اصطفافه الى جانب قطر بتصريحات مُسقطة دعا فيها لرفع ما اعتبره "حصارا" عربيا، وهو ما رأى فيه كثيرون محاولة لتسييس كرة القدم وتملقا لحركة النهضة الاخوانية (حزب حاكم) وحلفائها.

كما غيب المدرب وفقا لمنتقديه كفاءات تونسية كبيرة، منها هداف الدوري البلجيكي حمدي الحرباوي، كان يمكن ان تقلب نتيجة المشاركة في المونديال بسبب خلافات شخصية.