معلومات مغربية جنبت فرنسا اعتداء إرهابيا دمويا

معلومات قدمتها الاستخبارات المغربية للسلطات الفرنسية أفضت لاعتقال خمس نساء إحداهن يشتبه بتخطيطها لهجوم دموي على كنيسة خلال عيد الفصح بينما تم ضبط مواد كيماوية تستخدم في صناعة المتفجرات وسيف.  
دول غربية تعتبر المغرب شريكا موثوقا في مكافحة الإرهاب
المغرب ساعد فرنسا وبلجيكا قبل سنوات في اعتقال إرهابيين وتفكيك خلايا خطيرة
المغرب اكتسب خبرة كبيرة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة

الرباط - أعلن المغرب الثلاثاء، أن معلومات استخباراتية قدمها للسلطات الفرنسية منعت عملا إرهابيا وشيكا كان يستهدف مكانا للعبادة في فرنسا.

وجاء ذلك في تصريح لمتحدث المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني (المخابرات المغربية)، بوبكر سبيك، نقلته وكالة الأنباء المغربية الرسمية.

وقال سبيك إن المخابرات المغربية قدمت لنظيرتها الفرنسية مطلع أبريل/نيسان الجاري، "معلومات دقيقة حول مواطنة فرنسية من أصل مغربي كانت بصدد التحضير لتنفيذ عمل إرهابي وشيك كان يستهدف كنيسة في فرنسا (لم يحدد اسمها أو مكانها)".

وأضاف أن "السلطات الفرنسية المختصة باشرت في ليلة 3-4 أبريل/نيسان الجاري بعد استغلال هذه المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، عمليات توقيف وحجز مكنت من تحييد مخاطر هذا المشروع الإرهابي".

وأوضح أن "المعلومات شملت معطيات حول هوية المشتبه فيها الرئيسية، فضلا عن المشروع الإرهابي الذي كانت بصدد التحضير لتنفيذه، وذلك بتنسيق مع عناصر في تنظيم داعش".

ولفت إلى أن "المشتبه فيها الرئيسية كانت في المراحل الأخيرة لتنفيذ المشروع الإرهابي الانتحاري داخل مكان العبادة المحدد سلفا، فضلا عن استهداف المصلين بسيف كبير للإجهاز عليهم والتمثيل بهم".

ولم يقدم سبيك تفاصيل أخرى بالخصوص، مشيرا إلى أن تقديم هذه المعلومات لفرنسا "يندرج في إطار انخراط المملكة المغربية في آليات التعاون الدولي لمكافحة التنظيمات الإرهابية وتحقيق الأمن والاستقرار الدوليين".

وكانت السلطات الفرنسية قد اعتقلت ليل السبت الأحد في بيزييه في جنوب البلاد خمس نساء إحداهن يشتبه بتخطيطها لأعمال عنف، وفق ما أفادت به مصادر قريبة من الملف.

وأجرت التوقيفات المديرية العامة للأمن الداخلي بناء على معلومات عن تخطيط لأعمال عنف، وفق ما كشفه مصدر قريب من التحقيق شدد على أن الاعتقالات لا تزال في بداياتها وأن طبيعة العمل الذي كان يخطط له لم تتّضح بعد.

وفتحت النيابة العامة لمكافحة الإرهاب تحقيقا أوليا بتهمة "تشكيل عصابة إرهابية".

وذكر مصدر قضائي أن إحدى الموقوفات يشتبه أنها كانت تخطط لارتكاب أعمال عنف. أما الباقيات وهن أم الموقوفة المستهدفة بالعملية وشقيقاتها الثلاث وبينهم قاصرة، فقد تم توقيفهن لتواجدهن في المنزل، وفق المصدر.

وخلال عملية التوقيف عثرت الشرطة على سيف، وفق مصدر قريب من التحقيق كشف أن عمليات التفتيش مستمرة، قائلا إن المخطط كان يستهدف على ما يبدو كنائس في مونبلييه (جنوب).

وبحسب صحيفة 'لوبوان' الفرنسية، جرت التوقيفات في حي ديفيز الشعبي في جنوب بيزييه. ونقلت الصحيفة الأسبوعية عن مصدر محلي قوله إن النساء الموقوفات "يعرف عنهن تطرفّهن وعن بعضهن مشاهدتهن فيديوهات" تنظيم الدولة الإسلامية".

وفي معرض رده على سؤال بشأن التحقيق والقبض على المشتبه بهن، قال المتحدث الحكومي جابرييل أتال لتلفزيون (إل.ي.آي) إنه ليس لديه معلومات في هذه المرحلة عن هدف المؤامرة المحتملة.

قال مسؤول محلي لوكالة 'أسوشيتد برس' الأميركية إن "المشتبه بها، هي شابة (18 عاما)، كانت تخطط لاستهداف مركز ديني بعمل إرهابي بمدينة مونبلييه بالتزامن مع عيد الفصح، مضيفا أن "الشرطة صادرت من منزل المشتبه بهن مواد كيميائية منزلية تباع في المتاجر، ويمكن أن تستخدم في صنع متفجرات".

وتستمر عطلة عيد الفصح (عيد القيامة) في غالبية الدول الأوروبية من 1 حتى 5 أبريل/نيسان الجاري.

ورغم أن الغالبية العظمى من العمليات الجهادية ينفّذها رجال، سبق أن أدينت نساء بتنفيذ عمليات كتلك في فرنسا.

وتعلن الرباط، من حين إلى آخر تفكيك خلايا إرهابية وتقول إن إستراتيجية مكافحة الإرهاب نجحت في تفكيك 200 خلية إرهابية منذ عام 2003، بمعدل خلية شهريا.

وليست هذه المرة الأولى التي يقدم فيها المغرب معلومات دقيقة لفرنسا ساهمت في إحباط مخططات إرهابية خطيرة.

واكتسبت الأجهزة الأمنية خبرة في تعقب ومقاومة الإرهاب من خلال عمليات استباقية وتحولت إلى شريك مهم للدول الغربية في هذا الشأن.

فعلى سبيل المثال ساعدت الرباط بلجيكا وفرنسا في تحديد مكان الإرهابي أباعود أحد اخطر العناصر الإرهابية المشاركة في اعتداءات باريس وبروكسل في 2015.

وقد طلبت بلجيكا وكذلك فرنسا رسميا من المغرب قبل سنوات مساعدتهما في الحرب على الإرهاب.

ويوجد تنسيق أمني واستخباراتي كبير بين الأجهزة المغربية ونظيراتها الغربية في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود.

وكانت الأجهزة الأمنية المغربية والاسبانية قد نجحت في أكثر من مناسبة في تفكيك خلايا إرهابية وإجرامية خطيرة.

ويحظى المغرب منذ سنوات بإشادات دولية لجهوده في مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار الإقليمي والدولي وبات ينظر له كشريك استراتيجي في هذا الشأن. كما استفادت عدة دول من المقاربة الأمنية والثقافية التي أقرها في التعامل مع الإرهاب.