مفاوضات الافراج عن الرهائن الاسرائيليين عالقة في متاهة الاشتراطات

الأمين العام للجهاد الإسلامي يلوّح بالانسحاب من مفاوضات الإفراح عن الرهائن، مشيرا إلى أن الحركة قد تحتفظ بالأسرى الذين تحتجزهم.
بايدن يتوقع أن تفرج حركة حماس عن الرهائن
كوهين يقول إنه لا أدلة على أن الرهائن أحياء
قطر تحضّ إسرائيل وحماس على التوصل إلى اتفاق على الإفراج عن الأسرى
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مجندة كانت محتجزة في غزة
عائلات أسرى إسرائيليين تبدأ مسيرة لمدة 5 أيام إلى مقر نتنياهو

غزة - تشير كل التصريحات من جانب حركتي حماس والجهاد الإسلامي وإسرائيل إلى جانب الوسيط القطري أن أزمة الرهائن الإسرائيليين عالقة في اشتراطات من الجانبين وفي تصعيد دموي من قبل الجيش الإسرائيلي حال دون إحراز تقدم يذكر يمكن التأسيس عليه لإطلاق عملية تبادل بين الطرفين (الإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل اطلاق سراح عشرات الرهائن الاسرائيليين لدى حماس والجهاد)، بينما يبدي الرئيس الأميركي جو بايدن تفاؤلا حذرا بإمكانية انهاء الأزمة، في حين تؤكد التطورات الميدانية أن لا أحد من الأطراف مستعد لتقديم تنازلات.

ودخلت هذه الأزمة متاهة يصعب الخروج منها ما لم توقف إسرائيل عدوانها على قطاع غزة وهو ما أكدته قطر التي تقود جهودا للافراج عن الرهائن الإسرائيليين في أكثر من مناسبة آخرها اليوم الثلاثاء، إذ دعت حماس والحكومة الإسرائيلية إلى اغتنام هذه الفرصة، بينما تتمسك حكومة الحرب بقيادة بنيامين نتنياهو بعدم وقف التصعيد العسكري حتى القضاء على حماس وهو هدف معلن وغير واقعي بحسب ما يؤكده محللون بينهم إسرائيليون.

وفي أحدث تطور في هذه المتاهة، لوّحت حركة الجهاد الإسلامي بالانسحاب من مفاوضات إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، متهمة الدولة العبرية بالمماطلة، فيما يأتي هذا التهديد بعد أن حمّلت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية تعطيل مساعي الإفراج عن الأسرى بعد أن عرضت تحرير العشرات منهم مقابل هدنة بخمسة أيام وهو ما ترفضه تل أبيب التي تشترط عودة جميع المحتجزين قبل أي وقف لإطلاق النار.

وقال الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة في بيان اليوم الثلاثاء إن "أسلوب المفاوضات بشأن الرهائن الإسرائيليين قد يدفع الحركة للانسحاب من أي اتفاق"، مضيفا أن "الحركة قد تحتفظ بالرهائن الذين تحتجزهم لظروف أفضل".

وأردف "طريقة المفاوضات التي تتعلق بأسرى العدو لدينا وردود فعله من المحتمل أن تدفع حركة الجهاد لأن تكون خارج الصفقة التي يتم الحديث عنها في وسائل الإعلام".

وتقود قطر التي حضت اليوم الثلاثاء إسرائيل وحماس على التوصل إلى اتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن جهودا لتسوية هذا الملف.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحافي في الدوحة "نعتقد أنه لا توجد فرصة أخرى للجانبين سوى هذه الوساطة للتوصل إلى وضع يمكننا أن نرى فيه بصيص أمل في هذه الأزمة الرهيبة".

واعتبر أن الوضع المتدهور في غزة يعوق جهود الوساطة التي تقودها الدولة الخليجية الثرية لإطلاق سراح عدد من الرهائن وضمان وقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزّة.

وكانت قطر قد حذرت قبل أيام من أن استمرار القصف الإسرائيلي على غزة قد يقوض جهود الافراج عن عدد من الرهائن، داعية إلى تكثيف الجهود الإقليمية والدولية للوصول إلى هدنة إنسانية.

وأكد الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء أن مجندة كانت محتجزة في غزة لقيت حتفها بعد نشر حماس مقطعا مصورا لها وهي حية أعقبتها صور لما قالت الحركة إنها جثة المجندة بعد مقتلها في غارة جوية إسرائيلية.

وهذه أول مرة فيما يبدو تؤكد فيها إسرائيل مثل هذا الزعم لحماس التي قالت في السابق إن عشرات المختطفين في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول على القرى الحدودية الإسرائيلية والقواعد العسكرية قُتلوا أو فُقدوا بسبب الحرب على غزة.

وفي التسجيل المصور الذي بثته حماس على وسائل التواصل الاجتماعي الاثنين عرفت نوا مارسيانو بنفسها أمام الكاميرا وقالت إنها محتجزة في غزة ويظهر بعد ذلك صورا ثابتة لامرأة شابة ذات مظهر مماثل ممددة شاحبة اللون ومغمضة العينين على ملاءة سرير ملطخة بالدماء وفي صورة أقرب يظهر جرح في الرأس. وأشار تعليق إلى أن مارسيانو (19 عاما) قتلت "في غارة جوية شنها العدو الصهيوني" الخميس الماضي.

"طريقة المفاوضات التي تتعلق بأسرى العدو لدينا وردود فعله من المحتمل أن تدفع حركة الجهاد لأن تكون خارج الصفقة التي يتم الحديث عنها في وسائل الإعلام".

ولم يعلق بيان الجيش الإسرائيلي على ظروف وفاة مارسيانو سوى بوصفها بأنها "مختطفة متوفاة في أيدي منظمة إرهابية" وذكر أنها كانت مجندة في فيلق الدفاع عن الحدود.
والأسبوع الماضي أجرى مديرا الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية محادثات في الدوحة مع مسؤولين قطريين بشأن "وقف إنساني" للحرب في غزة يتيح إطلاق سراح رهائن وإدخال مساعدات، وفق مسؤول مطلع على الزيارة، لكنّ إسرائيل أكّدت مرارًا رفضها إعلان وقف إطلاق نار دون الإفراج عن الرهائن.

ونجحت الوساطة القطرية حتى الآن في الإفراج عن أربع رهائن: أميركيتان في 20 أكتوبر/تشرين الأول وإسرائيليتان في الثالث والعشرين من الشهر نفسه.

ومساء الاثنين قال أبوعبيدة المتحدّث باسم كتائب عزّالدين القسّام الجناح العسكري في حركة حماس في تسجيل صوتي "كان هناك جهود من الوسطاء القطريين للإفراج عن محتجزي العدو مقابل الإفراج عن 200 طفل فلسطيني و75 امرأة" موجودين في السجون الإسرائيلية.

وأكد أن "العدوّ طلب الإفراج عن 100 من المحتجزين لدينا"، مضيفًا "أخبرْنا الوسطاء بأنّه بإمكاننا في هدنة مدّتها خمسة أيام، أن نفرج عن 50 من النساء والأطفال المحتجزين في غزة وقد يصل العدد في نهاية المطاف إلى 70 على اعتبار وجود إشكالية في تواجد أولئك المحتجزين لدى فصائل وجهات متعددة، على أن تتضمن الهدنة وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لجميع أبناء شعبنا في جميع أنحاء قطاع غزة لكن العدو لا زال يماطل".

ورفض الأنصاري التعليق على تفاصيل المفاوضات بشأن الرهائن، لكنه قال إن الدولة الخليجية لا تزال "تأمل" أن تؤدي جهودها إلى إطلاق سراح مزيد منهم.

وتستضيف قطر مكتبًا سياسيًا لحركة حماس بمباركة واشنطن ويتخذ رئيسه إسماعيل هنية من الدوحة مقرًا له. كما أنها تؤوي أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الثلاثاء إنه يعتقد أن الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس سيتحقق، مضيفا "أبقوا هناك، إننا قادمون".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين خلال مؤتمر صحافي في الأمم المتحدة بجنيف بعد لقاء رئيسة اللجنة الدولية للصليب الاحمر ميريانا سبولياريتش إن "الصليب الأحمر لم يلتق حتى اليوم أيا من الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة. ليس لدينا أي دليل على انهم احياء".

وأضاف "لقد سهلنا إدخال مواد غذائية ومياه وأدوية الى غزة. ولكن حتى اليوم، لم يلتق الصليب الأحمر أيا من رهائننا".

وبدأت عائلات الرهائن الإسرائيليين مسيرة تستمر لمدة خمسة أيام اعتبارا من اليوم الثلاثاء من تل أبيب إلى القدس لمطالبة الحكومة ببذل مزيد من الجهود لضمان إطلاق سراح أقاربهم.

وسيُنهي المشاركون في مسيرة تل أبيب احتجاجهم يوم السبت أمام مقر إقامة نتنياهو في القدس على بعد نحو 65 كيلومترا ورفع المحتجون صور الأسرى وهتفوا "أعيدوهم إلى الوطن الآن!" وهتف رجل "أعيدوا الجميع!".