مفاوضات بريكست تصل إلى طريق مسدود

رئيسة الوزراء البريطانية تقر بصعوبة اللقاء الأخير مع قادة الاتحاد الأوروبي في قمة سالزبورغ، ملوحة مجددا بإمكانية انفصال بريطانيا عن الكتلة الأوروبية دون اتفاق حول العلاقة المستقبيلة.

ماي تئن تحت ضغوط داخلية وأوروبية
سيناريو الانفصال دون اتفاق بات السيناريو الأقرب

لندن - اعتبرت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الجمعة أن رد الاتحاد الأوروبي على خطتها المتعلقة ببريكست "غير مقبول" وأقرت بأن المباحثات وصلت إلى "طريق مسدود".

وقالت في بيان متلفز من مقر الحكومة في داوننغ ستريت "ليس مقبولا أن يتم ببساطة رفض مقترح الطرف الآخر من دون شرح مفصل ومقترحات مقابلة. نحتاج الآن لأن نسمع من الاتحاد الأوروبي ما هي المسائل الحقيقية وما هو البديل الذي يقترحونه حتى نتمكن من مناقشتها وحتى نحصل على ذلك، لا يمكننا تحقيق تقدم".

ورفض القادة الأوروبيون مقترحات ماي خلال قمة في سالزبورغ الخميس بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية البريطانية مع الاتحاد الأوروبي على أساس التبادل الحر للبضائع فقط.

ويشترط الاتحاد الأوروبي عقد قمة خاصة مقترحة في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بتحقيق تقدم فعلي خلال اجتماع في أكتوبر/تشرين الأول.

وقالت ماي اليوم الجمعة إن بريطانيا ستعد خطة بديلة حول مسألة الحدود الايرلندية الشائكة "تحفظ كرامة المملكة المتحدة".

وأضافت "في هذه الأثناء علينا وسنواصل العمل على إعداد أنفسنا لاحتمال عدم التوصل إلى اتفاق".

وهبط الجنيه الإسترليني 1.5 بالمئة أثناء التعاملات اليوم الجمعة ويتجه نحو تسجيل أكبر خسارة ليوم واحد هذا العام مقابل الدولار بعد أن قالت ماي إن محادثات بريكست مع الاتحاد الأوروبي وصلت إلى مأزق وإن هناك حاجة إلى خطط جديدة.

وهبط الإسترليني إلى 1.3064 دولار منخفضا أكثر من سنتين عن مستواه في بداية الجلسة، وبعد أن سجل في وقت سابق هذا الأسبوع أعلى مستوى في شهرين.

وأمام العملة الأوروبية انخفض الإسترليني 1.2 بالمئة إلى 89.86 بنس لليورو. وتراجعت عوائد السندات الحكومية البريطانية 3.4 نقطة أساس إلى 1.55 بالمئة.

الجنيه الاسترليني يهوي 1.5 بالمئة متجها نحو تسجيل أكبر خسارة ليوم واحد هذا العام مقابل الدولار واليورو

وتعرضت ماي خلال قمة سالزبورغ الخميس إلى ضغوط أوروبية شديدة وبدت وحيدة في مواجهة رفض مقترحاتها في الوقت الذي تتعرض فيه أيضا لضغوط شديدة داخل حزبها (المحافظون) ومن حزب العمال المعارض.

وكثف القادة الأوروبيون الضغوط على رئيسة الوزراء البريطانية الخميس وطالبوها بمراجعة مقترحاتها من أجل وضع اللمسات الأخيرة على مفاوضات البريكست التي دخلت مرحلة حاسمة، لكنها ما زالت تواجه عقبة الملف الايرلندي.

وردت ماي بأن خطتها ما تزال "الاقتراح الجدي والموثوق به" على الطاولة، ما من شأنه أن يضمن على المدى الطويل عدم ظهور حدود فعلية جديدة بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا.

وأضافت "سنقدم قريبا مقترحاتنا الخاصة" لمعالجة المشكلة الايرلندية التي أصبحت تمثل الخطر الرئيسي لفشل المفاوضات وتسفر عن مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.

ورغم أن قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 رحبوا بالتطورات الإيجابية في المملكة المتحدة و بـ"أجواء" أفضل في التحضير للبريكست المقرر نهاية مارس/اذار 2019، فإنهم طلبوا بشكل رئيسي من زعيمة المحافظين تحسين مقترحاتها الأخيرة.

 وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن اقتراح تيريزا ماي حول إطار التعاون الاقتصادي المستقبلي بين التكتل وبريطانيا بعد بريكست لن ينجح.

وأضاف في ختام القمة أن "إطار العلاقات الاقتصادية كما هو مقترح لن يعمل جيدا لأنه سينسف أسس السوق الداخلية" للاتحاد الأوروبي.

وهو موقف كرّره الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالقول إن المقترحات البريطانية "غير مقبولة كما تم تقديمها" كونها "لا تحترم السوق الموحدة"، موضحا أن "ساعة الحقيقة" بالنسبة المفاوضات قد حانت.