مفاوضات سد النهضة تفشل ومصر تطالب بوساطة دولية

القاهرة ترجع أسباب فشل المفاوضات بشأن سد النهضة إلى التشدد الأثيوبي، في ظل إصرار أديس أبابا على أن تستغرق عملية تخزين المياه في السد 3 سنوات، بينما ترى مصر أن يكون التخزين على 10 سنوات.
مفاوضات سد النهضة تفشل للمرة الثانية في أقل من أسبوع
أزمة سد النهضة تتعمق في ظل تصريحات متضاربة

الخرطوم - أعلنت مصر اليوم السبت وصول مفاوضات سد النهضة مع اثيوبيا والسودان الى "طريق مسدود" وطالبت بوساطة دولية أمام ما اسمته بالتعنت الاثيوبي.

وبعد أن اتفق وزراء الموارد المائية والري المصري محمد عبدالعاطي والسوداني ياسر عباس والإثيوبي سلشي بيكيلي، على  مواصلة التشاور لإيجاد حل لأزمة سد النهضة، أعلن الوفد المصري فشل المفاوضات.

وقال عبدالعاطي إن "المفاوضات حول سد النهضة وصلت إلى حائط مسدود نتيجة التشدد الإثيوبي".

ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية (أ ش أ) عن محمد السباعي، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري، إن "مفاوضات سد النهضة وصلت إلى طريق مسدود نتيجة لتشدد الجانب الإثيوبي ورفضه كافة الأطروحات التي تراعي مصالح مصر المائية وتتجنب إحداث ضرر جسيم".

ولم يصدر أي رد فوري من أديس أبابا بشأن الاتهامات، غير أن الأخيرة أكدت مرارا دعمها لحقوق مصر المائية.

وأوضح المتحدث أن "إثيوبيا قدمت خلال جولة المفاوضات التي جرت في الخرطوم، وكذلك خلال الاجتماع الوزاري الذي تلاها، مقترحا جديدا يعد بمثابة ردة عن كل ما سبق الاتفاق عليه من مبادئ حاكمة لعملية الملء والتشغيل".

وأضاف “خلا المقترح الإثيوبي من ضمان وجود حد أدنى من التصريف السنوي من سد النهضة، والتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد التي قد تقع في المستقبل".
واتهم المسؤول المصري إثيوبيا بـ"الاستمرار في وضع العراقيل أمام مسارات التفاوض على مدار السنوات الأربع الماضية منذ التوقيع على اتفاق إعلان المبادئ".
وقال إن بلاده "طالبت بتنفيذ المادة العاشرة من اتفاق إعلان المبادئ بمشاركة طرف دولي في مفاوضات سد النهضة للتوسط بين الدول الثلاث وتقريب وجهات النظر والمساعدة على التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحفظ حقوق الدول الثلاث".
وبدأت أولى جلسات الاجتماع الوزاري بين الأطراف الثلاثة للتفاوض حول ملء وتشغيل سد النهضة، والتي انطلقت أمس الجمعة لاسيما بعد إخفاق لقاء الخميس في التوصل  لاتفاق.

وكانت اجتماعات اللجنة الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا، التي تبحث كيفية ملء خزان سد النهضة الإثيوبي وتشغيله، قد اختتمت في الخرطوم الخميس الماضي، دون أن تنجح لمدة أربعة أيام في التوصل إلى اتفاق بشأن ملء السد وتشغيله.
وقال وزير الري السوداني ياسر عباس اليوم السبت، في تصريحات صحفية إن "الاجتماعات الأخيرة حققت من وجهة نظرنا نجاحات كبيرة في القضايا الفنية، وهناك بعض الاختلافات في الأرقام والحد الأدني للتصرف المسموح به للمياه، والموسم والشهور التي يتم فيها ملء السد." 
ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية بيانا مؤخرا عن وزير المياه والري والطاقة سلشي، أكد خلاله أن بلاده بصدد إعداد اقتراح نقيض لما قدمته مصر حول سد النهضة بما أن القاهرة لم تغير اقتراحاتها القديمة."
وأوضح أن مقترح مصر ينص على “ملء السد خلال 7 سنوات مع الإبقاء على مستوى المياه في سد أسوان (جنوبي مصر) عند 165 مترا فوق سطح الأرض، على أن تقدم إثيوبيا 40 مليار متر مكعب سنويا من المياه إليها".
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قال في كلمة أمام الأمم المتحدة قبل أيام، إن "المفاوضات حول سد النهضة مع إثيوبيا لم تفض إلى نتائجها المرجوة، محذرا من انعكاسات سلبية جراء ".

وتشير تصريحات الوفد المصري الذي يطالب بوسيط دولي، إلى أن لب الخلاف يكمن في إصرار إثيوبيا على أن تستغرق عملية تخزين المياه في السد 3 سنوات، بينما ترى مصر أن يكون التخزين على 10 سنوات.