مفتي لبنان يحذر من تداعيات خطيرة تشعل الفتنة

الشيخ عبداللطيف دريان يدعو فرقاء لبنان لإيجاد مخرج للأزمة يجمع ولا يفرق يبني ولا يهدم قبل فوات الأوان وسط مخاوف من "تحديات كبيرة يُخشى منها إشعال فتنة".
الثنائي الشيعي يدفع لبنان إلى نفق مظلم
اعتذار مصطفى أديب عن مهمته يطيل عمر الأزمة
الثنائي الشيعي يريد حكومة على مقاسه
حزب الله وأمل يخشيان انكشاف شبكاتهما المتغلغلة في مفاصل الدولة

بيروت - حذّر مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان اليوم الأحد من دخول لبنان في دوامة الضياع والفتنة بعد أن اعتذر رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب السبت عن استكمال مهمته في ظل تعطيل فرضه الثنائي الشيعي: حزب الله وحركة أمل بعد أن تمسك (الثنائي) بأن يتولى شيعي حقيبة المالية وهو أمر رفضه أديب الذي حاول جاهدا تشكيل حكومة اختصاصيين وتحرير حقيبة المالية من هيمنة الشيعة.

وحقيبة المالية مفتاح أزمة لبنان إذا تولتها شخصية من خارج دائرة الثنائي الشيعي المتهم من قبل قوى غربية على رأسها الولايات المتحدة باستغلال نفوذه وارتهان لبنان لإيران.

وتفرض واشنطن عقوبات على حزب الله المصنف على قائمتها للمنظمات الإرهابية، فيما تتردد الجهات المانحة في الإفراج عن مليارات الدولارات خشية أن تقع الأموال بيد الجماعة الشيعية.

وكانت الخزانة الأميركية قد وضعت وزيرين سابقين مقربين من حزب الله على قائمة العقوبات هما وزير المالية الأسبق عن حزب أمل علي حسن خليل ووزير النقل الأسبق يوسف فنيانوس واتهمتهما بالعمل لنقل أموال للجماعة الشيعية بطريقة تتفادى العقوبات الأميركية وبتسهيل التعاملات المالية للحزب من خلال منح شركاته صفقات عمومية.

ويريد حزب الله وأمل حكومة على مقاسهما لا حكومة تنتشل لبنان من أزمته وتنقذه من الانهيار.

ويعتقد أن تعنت الثنائي الشيعي مرده مخاوف من تأثر نفوذه وانكشاف شبكاته المتغلغلة في مفاصل الدولة بما فيها مرفأ بيروت الحيوي الذي يسيطر عليه الحزب أو موالون له والذي شكل لسنوات منفذا حيويا لإمداداته من إيران.

وقال دريان في بيان صدر عن دار الإفتاء "اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب شكل خسارة كبيرة وإضافية وتسبب بتداعيات جديدة على الساحة اللبنانية"، وفق وكالة الأنباء الرسمية، مضيفا "يمر لبنان في ظروف غاية في الخطورة والتدهور".

ويعاني لبنان منذ فترة أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975/1990) واستقطابا سياسيا حادا في مشهد تتصارع فيه مصالح دول عربية وغربية.

وناشد دريان القوى السياسية "التفاهم مع بعضها البعض وفقا لأحكام الدستور ومصلحة البلاد والعباد وأن يكون هذا الأمر في أولويات اعتباراتهم قبل الضياع".

وتابع "لبنان يشهد اليوم تحديات كبيرة يُخشى منها إشعال فتنة لذلك نحذر وننبه ونقول لرجال السياسة عليكم إيجاد مخرج يجمع ولا يفرق، يبني ولا يهدم".

وقال أيضا "لا نريد أن نتحدث طائفيا أو مذهبيا، لبنان لا يعيش دور الطائفة الأكبر أيا تكن الطائفة، بل لا يكون إلا بالتفاهم والتوازن وعدم التحدي ومن دون كيديات سياسية".

وكان عون كلف أديب في 31 أغسطس/آب الماضي، بتشكيل حكومة تخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب والتي استقالت في العاشر من الشهر نفسه بعد ستة أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.

وتزامن التكليف مع زيارة تفقدية لبيروت أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مناسبتين، ما أثار غضب بعض القوى السياسية التي اتهمته بالتدخل في شؤون بلادهم ومنها عملية تشكيل الحكومة.

وأطلق ماكرون مبادرة فرنسية بلهجة تهديد وإعطاء تعليمات إلى اللبنانيين تشمل تشكيل حكومة جديدة وإصلاح البنك المركزي والنظام المصرفي في لبنان بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وألقت فرنسا بثقلها في دعم لبنان المستعمرة الفرنسية السابقة (1920/1943) وضغطت من اجل تشكيل حكومة اختصاصيين في أجال قصيرة، لكن باءت جهودها بالفشل.