مفكرون أجانب يناقشون كتاب "السراب" لجمال سند السويدي

مشاركة كثيفة في ندوة "دور الفكر في محاربة التطرف" في جامعة انتوريب وإشادة واسعة بكتاب "السراب".
الندوة نُظمت من قبل كلية علوم الأديان والإنسانيات في الجامعة ودائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس، والأكاديمية الأوروبية للتنمية والأبحاث في غانت
يوهان ويستيرهولم: جماعة الاخوان المسلمين خطر حقيقي يحدق بالمجتمعات الأوروبية ويقوض أمنها
مزايا كتاب "السراب" الفكرية والتنورية وكيفية استغلال هذا الكتب لنشر التوعية من خطر الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تستعمل الدين لأهداف سياسية مشبوهة

انتوريب (بلجيكا) ـ في إطار الحملة الأوروبية لمكافحة التطرف والإرهاب استضافت جامعة انتوريب البلجيكية الاربعاء٢٢ يناير/كانون الثاني/ يناير٢٠٢٠ ندوة بعنوان "الجهود الفكرية في مواجهة الإيدولوجيات المتطرفة". هذه الندوة التي عُقدت في القاعة الرئيسية في مقر كلية علوم الاديان والإنسانيات في جامعة انتوريب نُظمت من قبل كلية علوم الأديان والإنسانيات في الجامعة ودائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس، والأكاديمية الأوروبية للتنمية والأبحاث في غانت.
وقد شارك في الندوة عدد كبير من الأكاديمين والباحثين والمختصين من عدة دول أوروبية، فرنسا، اسبانيا، وبلجيكا، هولندا، ألمانيا والسويد من بينهم: رئيس بلدية انتوريب كريستوف بوسيوت، كوين ميتسو عضو مجلس النواب الفيديرالي البلجيكي، البروفيسور كريس فونك عميد كلية علوم الأديان والإنسانيات في جامعة انتوريب، البروفيسور توم زوارت مدير مدرسة حقوق الإنسان ومنسق مدرسة القانون في جامعة اتريخت الهولندية، الدكتور ماغنوس نوريل الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، البروفيسور جان فان ريث أستاذ تاريخ الدراسات الشرقية في كلية علوم الأديان والأنسانيات في جامعة انتوريب، الكاتب والناشر السويدي يوهان ويستيرهولم، البروفيسور يوهان تاميرمان عميد كلية اللاهوت البروتستانتي في بروكسل، المحامي البلجيكي الشهير والتر دايمن المتخصص في قضايا التطرف والإرهاب، البروفيسور مارك كولز أستاذ علم الجريمة والدراسات الأمنية في جامعة غانت، البروفيسور مارتن دو كونينغ أستاذ الانثروبولجيا في جامعة امستردام، البروفيسور فارنير دو سويغر الأستاذ المحاضر في جامعة كامبريدج، الدكتور إبراهيم ليتوس مدير الأكاديمية الأوروبية للتنمية والأبحاث في غانت، وجان فالير بالداكينو، رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس.
وركزت الندوة على موضوعات على درجة كبيرة من الأهمية، ومن بينها أهمية الفكر في مواجهة التطرف والإرهاب، ودور المفكرين في محاربة انتشار التطرف، والدعم الذي يحتاج إليه المفكرون في مواجهته، ومحاربة الفكر المتطرف بالأفكار المعتدلة. حيث أكد الدكتور نضال شقیر أستاذ التواصل الإستراتيجي والعلاقات الحكومية في باريس خلال الكلمة التمهيدية للندوة أن "هذا النشاط هو حيوي ومهم ويأتي فى إطار حملة كبيرة تهدف للترويج لدعم وتشجيع الاستثمار في الجهود الفكرية لمواجهة الأفكار المتطرفة التي غزت واستحوذت على عقول الكثيريين خاصة من الشباب في المجتمعات الأوروبية.
وأضاف الدكتور شقير أنه "في ظل الظروف الراهنة فإن التوعية الفكرية والنشاط الفكري في هذا الإطار هو أمر حتمي وضروري بل واجب حيث أنه لا يمكن لغير الفكر أن يحارب الفكر للحد من خطورة الايديولوجيات المتطرفة".
بعدها شدد البروفيسور كريس فونك عميد كلية علوم الأديان والإنسانيات في جامعة انتوريب على أهمية التسامح والحوار بين كافة الأديان للحد من آفة التطرف التي غزت العالم، معتبرا أنهما السبيل الوحيد لعالم أفضل وآمن للجميع. كما اعتبر البروفسور فونك أنه للأسف هناك سوء فهم للأديان إذ أن الأديان من المفروض أن توحد البشر باختلافاتهم وأعراقهم وميولهم المختلفة حول قيم إنسانية سامية، أما الايديولوجيات فهي تفرق وتهدم المجتمعات. 
عميد كلية علوم الاديان والإنسانيات في جامعة انتوريب شدد على أهمية دور المفكرين في محاربة التطرف والإرهاب من خلال نشر المعرفة وأثنى على جهود الاستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي في هذا الإطار وبالأخص كتابه "السراب" الذي رشح لجائزة نوبل للآداب لعام ٢٠١٩ والذي يعتبر مرجعا مهما وأساسيا يسلط الضوء على خطر الجماعات الإسلامية المتطرفة.
من جهته اعتبر البروفيسور توم زوارت مدير مدرسة حقوق الإنسان ومنسق مدرسة القانون في جامعة اتريخت الهولندية أن الجاليات المسلمة في أوروبا ترفض بشكل صريح ما يفعله المتطرفون الإسلاميون أكان في اوروبا أم خارجها،  مشدداً على أهمية مراقبة المدارس الدينية ومراقبة الخطاب الديني لأئمة المساجد في أوروبا. 
البروفيسور زوارت اعتبر أن للتعليم دورا أساسيا للحد من التطرف وتحدث عن مشاريع تقام في هولندا لمكافحة التطرف والإسلاموفوبيا، وأثنى على كتاب "السراب" للدكتور جمال سند السويدي، مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي ووصفه بالموسوعة الغنية في مجاله.

في المقابل قام البروفيسور جان فان ريث أستاذ تاريخ الدراسات الشرقية في كلية علوم الأديان والإنسانيات في جامعة انتوريب بمقاربة تاريخية توضح سوء الفهم حول بعض الأبحاث التي تروج للتطرف والفهم المغلوط للنصوص الدينية، وتمنى الالتزام بروحية النصوص الدينية التي تناهض الأفكار المتطرفة والمضللة. البروفيسور جان فان ريث اعتبر أن "السراب" كتاب مميز يستحق التقدير والإشادة لما يقدمه من طروحات متقدمة في نشر التسامح وشرح لطرق عمل الجماعات المتطرفة.
أما الكاتب والناشر السويدي يوهان ويستيرهولم فأكد أن مكافحة التطرف في أوروبا تواجه عقبات عدة خاصة لجهة العمل على الجيل الثاني والثالث من المهاجرين. ويستيرهولم اعتبر أن للكتاب والباحثين دورا محوريا في مكافحة الايديولوجيات الإسلامية المتطرفة وخاصة جماعة "الأخوان المسلمين" التي تعتبر خطرا حقيقيا يحدق بالمجتمعات الأوروبية ويقوض أمنها. وفي هذا الإطار اعتبر الكاتب والناشر السويدي أن كتاب "السراب" للدكتور جمال سند السويدي، مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي يعتبر من أهم الكتب التي نشرت في السنوات الاخيرة وأغناها من حيث المعلومات الفريدة والمفصلة عن طرق عمل الجماعات الإسلامية المتطرفة.
في المقابل ناقش الدكتور ماغنوس نوريل الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الدور الذي يجب أن يضطلع به المفكرون في مكافحة ظاهرة التطرف، وأكد أننا بحاجة للمزيد من المبادرات لتشجيع دور المفكرين في مواجهة الأفكار المتطرفة. الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى شدد على أن التطرف لا دين له على الرغم من انتشار التطرف الاسلامي بشكل موسع في السنوات الأخيرة داعياً إلى قراءة كتاب "السراب" للمفكر الإماراتي جمال سند السويدي لما فيه من معلومات قيمة ومهمة في هذا الإطار.
وفي نفس الإطار اعتبر البروفيسور يوهان تاميرمان عميد كلية اللاهوت البروتستانتي في بروكسل أن الجهود الفكرية لمكافحة التطرف والإرهاب هي واجب وهدف إنساني نبيل وشدّد على أهمية الدراسات الدينية في مكافحة هذه الآفة الخطيرة خاصة أن هناك من يستخدم النصوص الدينية بمفهوم خاطىء للتحريض على العنف والدعوة إلى التطرف مشيداً بكتاب "السراب" الذي يظهر زيف الجماعات الإسلامية. 
هذا فيما شدد المحامي والتر دايمن المتخصص في قضايا التطرف والإرهاب على أهمية الشجاعة في مواجهة التطرف، معتبراً أنه يجب أن نفكر سويا بشكل جدي بكيفية مواجهة التطرف مؤكداً أن التغيير يأتي من خلال النقاش الحوار المنطقي. أما البروفيسور مارك كولز أستاذ علم الجريمة والدراسات الأمنية في جامعة غانت فأكد على دور الجامعات المهم والمحوري في الحد من التطرف والإرهاب ودعا إلى مقاربة قانونية إنسانية في مواجهة هذه الآفة. 
واثنى البروفيسور مارك كولز مع البروفيسور مارتن دو كونينغ أستاذ الانثروبولجيا في جامعة أمستردام والبروفيسور فارنير دو سويغر الأستاذ المحاضر في جامعة كامبريدج على كتاب "السراب" لمدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي كمثال جدي يحتذى به في هذا الإطار.
بعدها أكد كوين ميتسو عضو مجلس النواب الفيديرالي البلجيكي أن التطرف مفهوم قديم وأن هناك العديد من المسلمين ضحايا للمتطرفين الاسلاميين، معلناً عن جهود حثيثة للحد من التطرف والعودة بالمتطرفين إلى الطريق السوي. ودعا إلى تجديد الخطاب الديني وأشاد بأهمية كتاب "السراب " باعتباره تجربة فكرية رائدة في مجال مكافحة الايدلوجيات المتطرفة. 
أما الدكتور إبراهيم ليتوس مدير الأكاديمية الأوروبية للتنمية والأبحاث في غانت فدعا إلى تظافر الجهود والاستثمار في الجهود الفكرية لمواجهة الايديولوجيات المتطرفة التي تعتبر تهديدا حقيقيا للمجتمعات الإنسانية. ليتوس ركز على أهمية كتاب "السراب" كمثال يحتذى به في إطار الجهود الفكرية لمكافحة التطرف.
هذا واختتمت الندوة بعرض لفيلم تفصيلي عن كتاب "السراب" للدكتور جمال سند السويدي، مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي ناقشه جان فالير بالداكينو، رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس، والذي شدد على مزايا هذا الكتاب الفكرية والتنورية وكيفية استغلال هذا الكتب لنشر التوعية من خطر الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تستعمل الدين لأهداف سياسية مشبوهة.