مقابر جماعية جديدة قرب مسرح مدينة تدمر الأثرية
دمشق – تكرر منظمات دولية عدة، أبرزها منظمة هيومن رايتس ووتش، دعوتها السلطات الكردية في شمال شرق سوريا والحكومة السورية الى التحقيق في مصير الآلاف من ضحايا تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وبينهم ناشطون وصحافيون وعمال إغاثة.
وسيطر التنظيم على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور منذ صيف العام 2014، قبل أن يتم طرده منها تدريجاً.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
والجمعة أعلنت السلطات السورية العثور على مقبرة جماعية قرب مسرح مدينة تدمر الأثرية في وسط البلاد، تمّ انتشال 12 جثة منها، يرجح أن تنظيم الدولة الإسلامية أعدمهم خلال سيطرته على المنطقة.
وسيطر التنظيم في الفترة الممتدة بين أيار/مايو 2015 وآذار/مارس 2017 لمرتين على مدينة تدمر الواقعة في محافظة حمص، قبل أن يتمكن الجيش السوري بدعم من حليفته روسيا من طرده منها. ودمّر التنظيم العديد من معالم المدينة الأثرية وأعدم عدداً من أبناء المدينة.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بأن الجهات المختصة "عثرت على رفات عدد من الشهداء المدنيين والعسكريين ضمن مقبرة جماعية في محيط المسرح الأثري في مدينة تدمر، كان إرهابيو تنظيم داعش قاموا بإعدامهم خلال فترة سيطرتهم على المدينة".
وتم، وفق سانا، انتشال 12 جثة من المقبرة، جرى نقلها الى المستشفيات لاجراء فحوص الحمض النووي تمهيداً للتعرف على هوياتها.
وخلال سيطرته على المدينة، دمّر مقاتلو التنظيم المتطرف قسماً من آثارها المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو). كما نفذوا إعدامات، طال أبرزها مدير الاثار في المدينة خالد الأسعد (82 عاما).
وجرى خلال السنوات الماضية العثور لمرات عدة على عدد من المقابر الجماعية في مناطق كانت تخضع سابقاً لسيطرة التنظيم المتطرف، أبرزها في مدينة الرقة، معقله السابق في سوريا، وفي محافظة دير الزور (شرق).
ولم تغيّر عشر سنوات من الحرب وجه سوريا عبر تدمير حاضرها وتهديد مستقبل شعبها فحسب، بل أتت على معالم أثرية عريقة وقضت على تراث رمزي ثمين من دون رجعة.
وفي 2015 احتل تنظيم الدولة الإسلامية تدمر التي تضم آثارا رومانية وتدرجها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على قائمتها لمواقع التراث العالمي.
ومثلما حدث في مناطق أخرى من سوريا والعراق ضمها التنظيم لما أسماها "دولة الخلافة" تم تدمير الكثير من الآثار والمباني علنا باعتبارها أوثانا بينما انتفع التنظيم سرا من بيع قطع أخرى بشكل غير مشروع.
وفي أغسطس/آب من العام نفسه أعدم التنظيم مدير الآثار خالد الأسعد الذي كان يبلغ من العمر 82 عاما وعلق جثمانه على عمود أثري.
وانضمت مجموعة من النحاتين الإيطاليين إلى مشروع كبير لتترميم آثار مدينة تدمر السورية التي لحقت بها أضرار كبيرة على أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.