مقتل اثنين في هجوم على ناقلة نفط إسرائيلية قبالة عمان

الهجوم على الناقلة الإسرائيلية لم يكن استثناء في خضم تصعيد متبادل بين إسرائيل وإيران وتوترات لم تهدأ بينهما منذ تولى جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة.
مسؤول إسرائيلي يتهم إيران بمهاجمة الناقلة ميرسر ستريت بطائرة مسيرة
حرب الناقلات تستعر بين إيران وإسرائيل في بحر عمان
إيران وإسرائيل تتبادلان الاتهامات في هجمات باتت تهدد أمن الملاحة البحرية

لندن - أعلنت شركة زودياك ماريتايم المملوكة لإسرائيليين اليوم الجمعة أن هجوما على ناقلة تديرها في بحر العرب قبالة ساحل عُمان أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم هما بريطاني والآخر روماني، في هجوم قال عنه مسؤول إسرائيلي كبير، إنه من تدبير إيران وانه تم بطائرة مسيرة، مضيفا أن "ما حدث هو عمل إرهابي أقدمت عليه إيران"، وفق ما نقلت عنه القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها ناقلة إسرائيلية في بحر عمان لهجمات في سياق توترات لم تهدأ بين إسرائيل وإيران.

ويقع خليج عمان بين إيران وسلطنة عمان عند منفذ مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر عبره جزء كبير من إمدادات النفط للعالم وتجوب مياهه سفن تابعة لتحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وكانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق أن الناقلة ميرسر ستريت وهي مملوكة لشركة يابانية كانت تحمل منتجات بترولية حين تعرضت أمس الخميس لهجوم في بحر العرب، واصفة الحادث بأنه عملية قرصنة محتملة.

لكن هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية التي توفر معلومات عن الأمن البحري، قالت في إنه لم يكن عملا من أعمال القرصنة، في إشار على ما يبدو إلى أنه هجوم منظم في سياق التوترات بين إسرائيل وإيران.

وزودياك ماريتايم مملوكة لعائلة عوفر الإسرائيلية حسبما يوضح موقعها الالكتروني، فيما ذكرت الهيئة البريطانية في رسالة بالبريد الإلكتروني أن السفينة كانت على بعد نحو 152 ميلا بحريا (280 كيلومترا) شمال شرقي ميناء الدقم العماني عندما وقع الهجوم. ولم تقدم الهيئة تفاصيل أخرى عن نوع السفينة أو شحنتها أو مالكها أو احتمال أن يكون الهجوم قد أسفر عن مصابين أو قتلى.

ووفقا لبيانات من خدمة تتبع حركة السفن من إيكون، فميرسر ستريت ناقلة من الحجم المتوسط وكانت متجهة لميناء الفجيرة في الإمارات قادمة من دار السلام في تنزانيا.

وقد أفادت مجموعة 'ذا يو كيه ماريتيم تريد أوبريشنز' للأمن البحري بوقوع هجومين في خليج عمان أمس الخميس، أحدهما لم يكن هجوم قراصنة، بينما لم يتضخ بعد ما إذا كان هناك أي علاقة بين الهجومين.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية "نحن على علم بتقارير تتحدث عن وقوع هجوم على سفينة تجارية قبالة سواحل عمان".

وشهدت المنطقة هجمات متكررة على سفن إسرائيلية وإيرانية منذ فبراير/شباط الماضي، بينما يلقي كل طرف منهما بالمسؤولية في تلك الهجمات على الأخر، في حين ينفي كل منهما مسؤوليته.

وكانت تقارير إعلامية ومصادر إسرائيلية قد تحدثت في مارس/اذار وأبريل/نيسان عن تعرض سفينتين إسرائيليتين لهجوم صاروخي وبألغام بحرية.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها بنيامين نتنياهو بالردّ على ذلك الهجوم، محملا إيران المسؤولية.

وقال نتنياهو وقتها "من الواضح أن هذا عمل إيراني. إيران هي العدو الأكبر لإسرائيل وسنضربها في كل أنحاء المنطقة "، بينما كانت سفينة شحن السيارات 'ام في هيليوس راي' الإسرائيلية متّوجهة على ما يبدو من الدمام في السعودية إلى سنغافورة عندما تعرّضت لانفجار في شمال غرب خليج عمان.

وفي ابريل/نيسان تعرضت سفينة تجارية إيرانية لانفجار بالقرب من ساحل جيبوتي في البحر الأحمر،  في هجوم رجحت صحيفة نيويورك تايمز أنه من تدبير إسرائيل.

وفي مارس/آذار الماضي تضررت سفينة حاويات إيرانية بعد تعرضها لهجوم في البحر المتوسط وذلك بعد أسبوعين من تعرض سفينة إسرائيلية لانفجار في خليج عمان.

وتصاعدت الحوادث البحرية التي وصفتها الصحافة الإسرائيلية بـ"حرب السفن"، منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي وإعلانه العزم على العودة للاتفاق النووي للعام 2015 الذي تحلل منه سلفه الجمهوري دونالد ترامب في مايو/ايار 2018 وأعاد بموجب ذلك تفعيل حزمة العقوبات الأميركية المفروضة على طهران واتخذ كذلك عشرات الإجراءات العقابية بحق الجمهورية الإسلامية.