مقتل العشرات باشتباكات بين جيش النظام وجهاديين في إدلب

أكثر من 80 مقاتلا لقوا حتفهم خلال الساعات القليلة الماضية في أكثر الاشتباكات عنفا منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في أغسطس الماضي.
سكان من إدلب يفرون إلى الحدود التركية السورية بعيدا عن مواطن القصف
قوات نظام الأسد تستعيد السيطرة على أربع قرى جنوب شرق إدلب

إدلب (سوريا) - أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 70 مقاتلا لقوا حتفهم في الساعات الـ24 الأخيرة في اشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل جهادية وأخرى معارضة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.

وقال المرصد إنّ الاشتباكات أسفرت عن مقتل 36 عنصرا من قوات النظام و33 من الفصائل المسلحة.

وأعلن مدير المرصد رامي عبدالرحمن أنها "الاشتباكات الأكثر عنفا في محافظة إدلب منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ" والذي أعلنه النظام وحليفه الروسي.

وفر سكان القرى المتضررة إلى المناطق الشمالية، لينضموا إلى مئات الآلاف الذين خرجوا من المحافظة التي تعاني من العنف منذ اندلاعه في وقت سابق من العام.

وقال شخص يدعى حافظ فر من المنطقة مع زوجته وأطفاله الثلاثة قبل يومين "نزحت إلى الحدود التركية السورية خوفا على الأطفال من الطيران الذي يقصف القرى والبلدات في ريف إدلب الشرقي وارتفاع وتيرة القصف العشوائي.. لا أتحمل أن أرى أطفالي تحت الأنقاض".

وتصاعدت صباح الأحد أعمدة الدخان في سماء معرة النعمان، حيث كانت طائرات تنفذ غارات على مواقع لجهاديين ومقاتلين معارضين.

وقدر المرصد الأحد عدد القتلى جراء القتال بـ69 مقاتلا منذ اندلاع المعارك في اليوم السابق. كما قتل 36 على الأقل من جنود النظام السوري.

وقال المرصد إن هجوما قاده مقاتلو هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) على عدة مواقع تابعة للنظام أدى إلى اندلاع القتال.

وتابع أنّ "قوات النظام شنت هجوما مضادا على أربع قرى في جنوب شرق إدلب، كانت الفصائل المقاتلة والجهادية سيطرت عليها"، مضيفا "تمكنت من استعادة هذه القرى بأكملها". وأفاد المرصد بأنّ "الاشتباكات مستمرة"

وشُنت غارات بعد ظهر الأحد على مناطق يسيطر عليه الجهاديون على بعد عشرات الكيلومترات من الجبهة الرئيسية، ما يشير إلى احتمال تصاعد القتال، بحسب مصادر إعلامية في سوريا.

ويهيمن مقاتلو هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على محافظة إدلب.

ولا تزال غالبية هذه المنطقة كما مناطق محاذية في محافظات حلب وحماه واللاذقية، خارج سيطرة النظام.

وتضم هذه المناطق عدة جماعات جهادية، بالإضافة إلى فصائل مسلحة أخرى رغم تقلص تقلّص نفوذها.

وتعتبر هذه المنطقة واحدة من آخر معاقل المسلحين الذين يقاتلون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يسيطر على أكثر من  70 بالمئة من البلاد، بحسب المرصد.

وقام الرئيس السوري بشار الأسد في 22 أكتوبر/تشرين الأول بزيارته الأولى إلى المنطقة منذ بداية الحرب 2011، واعتبر أن معركة إدلب هي الأساس لحسم الحرب في سوريا.

وبين نهاية أبريل/نيسان ونهاية أغسطس/آب، شهدت هذه المنطقة أعمال قصف نفذها الجيش السوري، بمساندة المقاتلات الروسية. وقتل أكثر من ألف مدني، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما نزح نحو 400 ألف بحسب الأمم المتحدة.

ورغم الهدنة المعلنة في 31 أغسطس/آب، فإنّ المعارك والقصف تكثّفا في الأسابيع الأخيرة.

وبحسب المرصد فقد قتل أكثر من 160 مدنيا وما يزيد على 460 مقاتلا بينهم من قوات النظام، منذ بدء الهدنة.

وأسفر النزاع في سوريا منذ اندلاعه عن مقتل أكثر من 370 ألف شخص ونزوح الملايين.