مقتل العشرات في معارك دامية بين طالبان والقوات الأفغانية

المواجهات الدامية بين مسلحي الحركة المتشددة والقوات الحكومية الأفغانية تعتبر أول إشارات سلبية تعقب الانسحاب الأميركي وسط مخاوف من حرب أهلية واستغلال المتشددين للفراغات الأمنية عقب انسحاب القوات الأجنبية.
صوت الرصاص في أفغانستان يعلو على صوت محادثات سلام متعثرة
واشنطن وجهت ضربة 'دقيقة' لطالبان بعد استهداف قاعدتها في مطار قندهار

كابول - أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية الأحد أن معارك بين القوات الحكومية الأفغانية ومتمردي طالبان أدت إلى مقتل أكثر من 100 مقاتل من الحركة المتطرفة خلال الـ24 ساعة الماضية، في الوقت الذي واصل فيه الجيش الأميركي سحب قواته.

وهذه أول إشارات سلبية تعقب قرار الانسحاب الأميركي وبدء حلف شمال الأطلسي (الناتو) سحب قواته، وسط مخاوف وتحذيرات من حرب أهلية واستغلال المتشددين للفراغات الأمنية وضعف القوات الحكومية.

وجرت مواجهات بين طالبان والقوات الحكومية في ولايات عدة، بينها معقل طالبان السابق قندهار، حيث نفذ الجيش الأميركي "ضربة دقيقة" أمس السبت مع بدء الانسحاب الرسمي لجنوده.

وقالت الوزارة في بيان إن 52 من مقاتلي طالبان أصيبوا في الاشتباكات، بدون أن تعطي تفاصيل عن وقوع أي خسائر في صفوف القوات الحكومية.

ولم تعلق طالبان على هذه الأنباء، علما أن كلا من الجيش الأفغاني وطالبان يبالغ عادة بتقدير خسائر الطرف الآخر.

وشهدت الأشهر الأخيرة استمرارا للمعارك في أفغانستان مع تعثر جهود السلام الرامية إلى إنهاء الصراع المستمر هناك منذ 20 عاما.

وبدأ الجيش الأميركي رسميا سحب ما تبقى من جنوده البالغ عددهم 2500 جندي على الأراضي الأفغانية السبت، بناء على أوامر الرئيس جو بايدن الشهر الماضي.

وقال مسؤولون أميركيون في الميدان إن الانسحاب بدأ قبل أيام قليلة من بداية مايو/ايار، الموعد النهائي المتفق عليه بين واشنطن وطالبان العام الماضي ضمن اتفاق الدوحة لاستكمال الانسحاب.

وسينتهي انسحاب جميع القوات الأميركية مع حلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/ايلول، وفق ما أعلن بايدن.

وقال الجيش الأميركي السبت إنه نفذ "ضربة دقيقة" بعد تعرض مطار في قندهار فيه قاعدة أميركية لنيران غير مباشرة لم تسبب أضرارا.

وجاء الهجوم على القاعدة الذي لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عنه مع تحذير طالبان من أن عدم إنهاء الجيش الأميركي سحب قواته في الأول من مايو/ايار يعني أنه انتهك الاتفاق الموقع بينهما العام الماضي في الدوحة.

وقال المتحدث باسم طالبان محمد نعيم "هذا من حيث المبدأ يمهد الطريق أمام مجاهدينا لاتخاذ الإجراءات المناسبة ضد القوات الغازية"، مضيفا أن الحركة تنتظر أوامر من قادتها حول مسار عملها في المستقبل.

ومنذ إبرام اتفاق الانسحاب الأميركي لم تشتبك طالبان مباشرة مع القوات الأجنبية، لكنها هاجمت بشراسة القوات الحكومية في الريف والمدن.

وقال مسؤولون أفغان إن جميع القوات الأجنبية سوف تنقل إلى قاعدة باغرام الأميركية الأكبر في أفغانستان، قبل أن تغادر إلى بلدانها.