مقتل العشرات من نخبة الجيش السوري في كمين لداعش بدير الزور

حافلة تحمل جنودا بالجيش السوري في طريق العودة لمنازلهم تتعرض لأحد أكثر الهجمات الإرهابية دموية، ما أسفر عن مقتل 37 عسكريا وإصابة 13 آخرين.

بيروت - قُتل 37 عنصرا بارزا في قوات النظام السوري الأربعاء في هجوم استهدف حافلة كانوا يستقلونها عائدين إلى منازلهم في مأذونية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ناسبا الهجوم الى تنظيم الدولة الإسلامية.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان حافلة تعرضت "لهجوم ارهابي" في محافظة دير الزور (شرق)، ما أسفر عن مقتل "25 مواطنا" وإصابة 13 آخرين.

وقال قائد عسكري كبير منشق في المنطقة إن المركبة كانت تقل جنودا ومسلحين مؤيدين للحكومة عائدين من عطلة في طريقهم لقاعدتهم في المنطقة المقفرة قليلة السكان.

وقال مصدر آخر إن 30 جنديا على الأقل قتلوا، أغلبهم من الفيلق الرابع، نخبة الجيش، الذي له تواجد قوي في المحافظة الغنية بالنفط منذ طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منها نهاية 2017.

وأشارت الوكالة السورية إلى "خلايا إرهابية" من بقايا تنظيم الدولة الإسلامية تنتشر في المنطقة.

وعلى الرغم من هزيمته في مارس/آذار 2019، لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يشن هجمات دورية في سوريا، خصوصا في منطقة البادية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق حيث تنشط مجموعات جهادية.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لفرانس برس "انه من الهجمات الأكثر دموية منذ القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية في مارس/آذار 2019".

وأضاف ان الهجوم وقع في المحافظة المذكورة قرب قرية الشولا، لافتا الى ان الجهاديين نصبوا "كمينا" للعسكريين عبر إطلاق رصاص وتفجير قنابل.

وفي حصيلة محدثة أفاد مدير المرصد بمقتل 37 عسكريا بينهم ثمانية ضباط وجرح نحو عشرة إصابات بعضهم "حرجة". وكان قد أفاد سابقا بمقتل 30 عسكريا.

وأكد المرصد ان حافلتين أخريين كانتا تقلان جنودا تمكنتا من الفرار.

ولم يتبن تنظيم الدولة الإسلامية حتى الآن الهجوم عبر قنواته المعتادة على تلغرام.

ورغم تجريده من مناطق سيطرته في شرق سوريا قبل عام، لا يزال التنظيم ينتشر في البادية السورية المترامية المساحة والتي تمتد من ريف حمص الشرقي وصولا إلى الحدود العراقية.

هجمات إرهابية متوالية في سوريا تثير مخاوف من عودة داعش
هجمات إرهابية متوالية في سوريا تثير مخاوف من عودة داعش

معارك في البادية

وبعدما كان قد أعلن في العام 2014 إقامة "الخلافة" في مناطق سيطر عليها في سوريا والعراق، تكبّد تنظيم الدولة الإسلامية خسائر متتالية في البلدين قبل أن تنهار "خلافته" في مارس/آذار 2019 في سوريا.

لكن التنظيم عاود هجماته وانخرط في حرب استنزاف ضد الجيش السوري والمقاتلين الموالين له والقوات الكردية التي حظيت بدعم واشنطن في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية.

وفي أبريل/نيسان قضى 27 عنصرا في قوات النظام في هجوم للتنظيم المتطرف في محيط مدينة السخنة الصحراوية (وسط) التي يسيطر عليها الجيش السوري.

وفي الأشهر الأخيرة أصبحت البادية مسرحا لمعارك منتظمة بين الجهاديين والقوات السورية المدعومة من سلاح الجو الروسي.

ومنذ مارس/آذار 2019 أسفرت هذه المعارك عن مقتل أكثر من 1300 شخص بين عسكريين سوريين ومقاتلين موالين لإيران كما وأكثر من 600 جهادي، وفق حصيلة للمرصد.

لكن حدة المعارك تراجعت بشكل كبير في العام 2020 في ظل وقف إطلاق نار دخل حيّز التنفيذ في مارس/آذار الماضي في شمال غرب البلاد ومع استمرار الجهود الرامية إلى مكافحة تفشي وباء كوفيد-19.

وبعدما خرجت مناطق كثيرة عن سيطرة النظام في بداية النزاع، تمكنت دمشق بدعم من روسيا وإيران من تحقيق انتصارات ميدانية متتالية خلال السنوات الثلاث الأخيرة وباتت تسيطر اليوم على أكثر من 70 بالمئة من البلاد.

والمناطق التي لا تزال خارجة عن سيطرتها هي إدلب (شمال غرب) التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة ومناطق سيطرة القوات التركية وفصائل موالية لها على طول الحدود الشمالية ومناطق سيطرة القوات الكردية في شمال شرق البلاد.

وأسفر النزاع المستمر في سوريا منذ العام 2011 عن أكثر من 387 الف قتيل، وأحصت الأمم المتحدة 6.7 ملايين نازح سوري و5.5 ملايين لاجئ.

قالت وسائل إعلام رسمية سورية الأربعاء إن 28 قتلوا في هجوم "إرهابي" استهدف حافلة على طريق سريع رئيسي في محافظة دير الزور المتاخمة للعراق. وقال سكان ومنشقون إنه كان كمينا لمركبة عسكرية.

ولم يرد مزيد من التفاصيل بشأن الحادث، الذي وقع في منطقة تنتشر فيها بشكل أساسي قوات الجيش السوري وفصائل مسلحة تدعمها إيران، بالقرب من مدينة تدمر التاريخية.