مقتل العقل المدبر لمحاولة الانقلاب في إثيوبيا

محاولة الانقلاب الفاشلة أدت إلى مقتل خمسة مسؤولين كبار من بينهم رئيس أركان الجيش الإثيوبي ومدعي عام ولاية أمهرة.

أديس أبابا - قالت وسائل إعلام رسمية في إثيوبيا اليوم الاثنين إن العقل المدبر لمحاولة الانقلاب في ولاية أمهرة اعتُقل وقُتل.

وأسفرت أعمال العنف يوم السبت عن مقتل خمسة مسؤولين كبار من بينهم رئيس أركان الجيش الإثيوبي في أديس أبابا وحاكم ولاية أمهرة وأحد مستشاريه.

وصباح اليوم الاثنين، توفي مدعي عام الولاية ميغبارو كيبيديه متأثراً بجروح تعرض لها السبت في الاعتداء، وفق ما أعلن التلفزيون المقرب من السلطة "إي بي سي".

وقال مكتب رئيس الوزراء أبي أحمد إن الجنرال أسامنيو تسيجي رئيس جهاز الأمن في ولاية أمهرة هو العقل المدبر لهجمات الانقلاب الفاشل.

وتم تنكيس الأعلام في إثيوبيا الاثنين وقالت الحكومة إن هذه الاعتداءات جاءت في سياق "محاولة انقلاب" ضدّ الحكومة المحلية في أمهرة.

وقال رئيس البرلمان الإثيوبي تاغيس شافو الذي تلي بيانه على التلفزيون الرسمي ليل الأحد "إنه يوم حزين للبلد بأكمله، فقدنا أشخاصًا وطنيين".

وأكد وزير الدفاع ليما ميغيرسا في خطاب متلفز الأحد أن الأحداث الأخيرة تركت ثاني أكبر بلد إفريقي لجهة عدد السكان "في وضع صعب".

ولا تزال خدمة الانترنت مقطوعة بشكل كامل في أرجاء البلاد لليوم الثالث على التوالي بعدما شهدت انقطاعًا معظم الأسبوع السابق بدون تفسير.

وتولى أبي أحمد السلطة قبل أكثر من عام وقام بإصلاحات لم يسبق لها مثيل في إثيوبيا ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان وأحد أسرع اقتصادات القارة نموا.

لكن التغييرات التي أجراها في صفوف الجيش وأجهزة المخابرات أكسبته أعداء أقوياء بينما تكافح حكومته للسيطرة على الشخصيات القوية في المجموعات العرقية الكثيرة في إثيوبيا والتي تقاتل الحكومة الاتحادية فضلا عن اقتتالها على النفوذ والموارد.

وقال تيبور ناجي مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية، الأحد، إن من المحتمل أن يكون دافع الهجومين وصول أبي إلى السلطة وإصلاحاته الشاملة.

وقال ناجي للصحفيين في بريتوريا بجنوب أفريقيا "هناك بقايا للنظام القديم في السلطة. بعض النخب مستاءة للغاية من الإصلاحات... التي يجريها أبي لأسباب عديدة منها، وأنا متأكد من ذلك، بعض المكاسب غير المشروعة".

وأضاف ناجي، وهو سفير سابق للولايات المتحدة في إثيوبيا، "من المؤكد أن إحرازه تقدما غير واضح من الآن فصاعدا. أمامه عدد لا يصدق من القضايا التي عليه أن يتعامل معها".

وقال مسؤول يعمل انطلاقا من العاصمة أديس أبابا إن إطلاق النار في بحر دار عاصمة ولاية أمهرة وقع بينما كان مسؤولون اتحاديون مجتمعين برئيس الولاية، وهو حليف لأبي، لمناقشة سبل التصدي لقيام أسامنيو بتجنيد ميليشيات عرقية على الملأ.

وكان أسامنيو قد توجه بالحديث إلى أبناء العرق الأمهري، أحد أكبر الجماعات العرقية في إثيوبيا، في تسجيل مصور انتشر على فيسبوك قبل أسبوع ونصحهم بتسليح أنفسهم.

ومنذ توليه السلطة، أفرج أبي عن السجناء السياسيين ورفع الحظر عن الأحزاب السياسية وحاكم مسؤولين متهمين بارتكاب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان لكن حكومته تواجه أعمال عنف عرقية كان للقبضة الحديدية للسلطات الفضل في كبح جماحها في الماضي.

وهناك نزاعات الآن بين بعض الجماعات العرقية على حدود الولايات التسع التي تتكون منها الدولة أو تطالب بأن تكون لها حكومات إقليمية وهو ما يهدد هيمنة جماعات أخرى.

وتسكن أمهرة ثاني أكبر جماعة عرقية في أثيوبيا وهي الجماعة التي تحمل نفس الاسم ولغتها الأم، وهي الأمهرية هي اللغة الرسمية للبلاد.

وكانت الاحتجاجات التي استمرت ثلاث سنوات وأجبرت رئيس الوزراء السابق هيلا مريام ديسالين على الاستقالة في آخر الأمر عام 2018 قد بدأت في ولاية أوروميا المجاورة لكن سرعان ما امتدت إلى أمهرة.

وكان المتظاهرون غاضبين من مظالم تتعلق بحقوق في الأراضي والتهميش السياسي والاقتصادي وهي قضايا يسابق أبي الزمن الآن لحلها.

ومن المقرر أن تجري إثيوبيا انتخابات برلمانية عامة العام المقبل. ودعا عدد من جماعات المعارضة إلى إجراء الانتخابات في موعدها وسط مخاوف من إرجائها بسبب الصراعات العرقية.