مقتل جنديين تركيين في إدلب ينذر بنسف اتفاق بوتين-أردوغان

فصائل متشددة تستهدف بعبوات ناسفة رتل عسكري للقوات التركية على طريق "إم4" الدولي غرب إدلب، يسفر عن مقتل جنديين تركيين وجرح آخرين.

إدلب (سوريا) - آعلنت آنقرة اليوم الخميس، عن مقتل جنديين تركيين في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا٫ فيما جرح آخرون في تصعيد ينذر بفشل الاتفاق الذي وقعه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو لوقف إطلاق النار في المنطقة والذي تعارضه فصائل سورية مدعومة من أنقرة.

وأفاد كل من حزب العدالة والتنمية الحاكم ومحافظة سيواس (وسط)، التي يتحدر منها أحد الجنديين، عن مقتل الجنديين في إدلب، وذلك على حسابهما على موقع تويتر.

ولم توضح السلطات التركية ظروف مقتل الجنديين. إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد عن "إنفجار عبوتين ناسفتين انفجرتا في رتل عسكري للقوات التركية أثناء مروره على الطريق الدولي إم -4" في ريف إدلب الغربي.

وهذه ألو خسارة في صفوف الجيش التركي بعد توقيع تركيا، التي تدعم جماعات مسلحة معارضة للرئيس السوري بشار الأسد، على وقف إطلاق النار مع روسيا في السادس من مارس/آذار الجاري بعد أن تسببت اشتباكات لعدة أشهر في نزوح مليون شخص في إدلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق الخميس إن عبوتين ناسفتين انفجرتا برتل عسكري للقوات التركية على طريق "إم4" الدولي بالقرب من قرية محمبل في سهل الروج غرب إدلب، وأسفر الاستهداف عن وقوع عدد من الجرحى في صفوف الجنود الأتراك وأنباء عن مقتل عنصر".

وأضاف أن أرتال عسكرية تابعة لفصائل "الجبهة الوطنية” للتحرير و”هيئة تحرير الشام” توجهت بعد الانفجار إلى مكان الاستهداف الذي تعرض له الجنود الأتراك على طريق حلب–اللاذقية الدولي تزامنا مع قيام قوات الجيش التركي بتمشيط المنطقة، مشيرا إلى أن "الاتهامات وجهت لتنظيم حراس الدين الموالي للقاعدة بتنفيذ الهجوم".

والاثنين الماضي، حذرت روسيا التي تدعم قوات الجيش السوري النظامي منذ بداية الحرب في البلاد، المسلحين والإرهابيين في إدلب من محاولة إفشال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع تركيا بعد يوم من إعلانها منح وقت إضافي للجانب التركي حتى يتمكن من وضع حد لاستفزازات الفصائل المسلحة التي حاولت منع الدوريات المشتركة من بدأ مهامها على الطريق الدولي "إم 4" يوم الأحد الماضي.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن المسلحين في منطقة إدلب لا يلتزمون بوقف إطلاق النار، متوعدة بمحاسبتهم.

وأضافت أن "تشكيلات مسلحة كبيرة تابعة لتنظيمات إسلامية مختلفة بينها هيئة تحرير الشام وحراس الدين، تحتشد في إدلب لخفض التصعيد ويواصلون استخدام المبادئ الإديولوجية والأساليب الإرهابية لتنظيم القاعدة".

وأشارت إلى أن "التنظيمين المذكورين أعلاه رفضا الاعتراف بالاتفاقات الروسية التركية الأخيرة حول إعلان نظام وقف إطلاق النار في هذه الأراضي".

وأضافت الخارجية الروسية أن "صفوف الجهاديين المتمركزين هناك تضم كثيرا من الدواعش، بينهم هؤلاء الذين تم إجلاؤهم في حينه عبر ما يسمى بالممرات الآمنة من مناطق أخرى في سوريا".

والثلاثاء، قُتل أربعة عناصر تابعين لقوات النظام السوري ومقاتل من الفصائل المسلّحة المعارضة في اشتباكات عنيفة في شمال غرب سوريا على الرغم من هدنة تم التوصل إليها وبدأ تنفيذها في السادس من اذار/مارس، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبحسب المرصد "قتل أربعة من عناصر النظام ومقاتل من الفصائل" في اشتباكات في الريف الجنوبي لإدلب الواقع على أطراف آخر معاقل المعارضة في شمال غرب سوريا، والمشمول باتفاق وقف إطلاق النار.

وعلى الرغم من اعتراض بعض الفصائل على الاتفاق الروسي التركي وتسجيل اشتباكات في الساعات الأولى من الهدنة أوقعت ستة قتلى في صفوف قوات النظام وتسعة جهاديين، إلا أن القوات المشتركة فرضت هدوء واضحا في المحافظة التي شهدت طوال أشهر قصفا عنيفاً لطائرات قوات دمشق وموسكو تسبّب بكارثة إنسانية.

ويتضمن الاتفاق تسيير دوريات مشتركة للقوات الروسية والتركية، اعتبارا من 15 آذار/مارس، على جزء كبير من الطريق السريع "ام 4".

كما ينصّ الاتفاق على إنشاء "ممر آمن" بعمق ستة كلم على جانبي هذا الطريق السريع.

لكن مع تصعيد بعض الفصائل الجهادية يبدو ان هذا الهدوء النسبي لن يستمر، حيث قالت وكالة الأنباء التركية الرسمية الخميس إن الناتو حلف شمال الأطلسي يدرس سبل تعزيز الدعم لتركيا عقب الهجمات في إدلب.

وأوردت الأناضول عن الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، قوله إن تركيا من أكثر أعضاء الحلف تأثراً من النزاع القائم في سوريا، وأنها تعرضت للعديد من الهجمات الإرهابية (...) ندرس سبل تعزيز الدعم لها عقب هجمات إدلب".
وبيّن ستولتنبرغ الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحفي للكشف عن التقرير السنوي لـ "ناتو"، حول عام 2019، أن الحلف يواصل دعمه لتركيا بطرق مختلفة، منها تعزيز أنظمة الدفاع الجوي.
يذكر أن تركيا استنجدت بالولايات المتحدة لتزويدها بصواريخ باتريوت الأميركية بعد مقتل العشرات من جنودها الشهر الماضي قرب الحدود السورية، لكن واشنطن ربطت مساعدتها بضرورة تخلي أنقرة عن منظومة الدفاع الروسية إس-400 التي كانت أصلال سببا في توتر العلاقات بين البلدين.