مقتل جندي سوداني في تصعيد إثيوبي جديد على الحدود

قوات إثيوبية تهاجم بالأسلحة الثقيلة إحدى الدوريات العسكرية للجيش السوداني بمنطقة "الفشقة" الحدودية وتقتل جندي سوداني وتصيب 4 آخرين في ثالث هجوم من نوعه هذا العام.
هجمات متتالية تتزامن مع سير مفاوضات ترسيم الحدود بين السودان وإثيوبيا
تصعيد إثيوبي يهدف للحصول على موقف سوداني مساند لسد النهضة

الخرطوم - قتل جندي سوداني وأصيب 4 آخرون، الثلاثاء، في هجوم جديد لميليشيات إثيوبية على منطقة "الفشقة" الحدودية، بولاية القضارف شرقي البلاد، في توتر جديد ينذر بتصعيد خطير تفادته الخرطوم في الفترة الأخيرة على إثر الاستفزازات من جانب أديب أبابا.

وقال ضابط كبير بالجيش السوداني إن ميليشيات إثيوبية هاجمت بالأسلحة الثقيلة إحدى الدوريات العسكرية للجيش السوداني بالمنطقة.
وأضاف الضابط، وهو برتبة عقيد، طالبا عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، أن الهجوم أسفر عن مقتل جندي سوداني وإصابة 4 آخرين.
وأوضح أن قوات الجيش السوداني المتواجدة بـ"الفشقة"، تصدت للهجوم الإثيوبي المسلح، ولاحقت القوات المعتدية.
والإثنين، أعلن الجيش السوداني، تصديه لاعتداء من قوات إثيوبية، بالمنطقة ذاتها، وتكبيده تلك القوات "خسائر كبيرة".

ويعتبر هذا ثالث هجوم تتعرض له قوات سودانية في موقع حدودي بعد ذلك الذي تعرضت له في مايو/أيار وقتل فيه ضابط سوداني برتبة نقيب في اشتباك مع "مليشيا إثيوبية". وحملت الخرطوم حينها الحكومة الإثيوبية المسؤولية عن الاعتداء.

كما يأتي هذا التوتر بعد يوم فقط من زيارة قام بها محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني إلى إثيوبيا، وبحث فيها مع المسؤولين في أديس أبابا القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها قضيتا الحدود وسد النهضة، وفق مصادر إعلامية سودانية.

وفي تصريحات صحفية، السبت، قال حميدتي، عقب زيارته لأديس أبابا التي استغرقت 3 أيام، إنه بحث مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قضايا بينها التوتر الحدودي بين البلدين.‎
وتشتبك القوات السودانية بين الفينة والأخرى مع ميليشيات إثيوبية في الفشقة وهي منطقة حدودية زراعية نائية تتبع لولاية القضارف (شرق).  وتتّهم الحكومة السودانية مواطنين إثيوبيين بزراعة أراض داخل حدودها.

وكان الجيش السوداني قد أوضح في حديثه عن هجوم مايو/أيار أنّ الاشتباكات استمرّت بصورة متقطعة و"استَخدمت فيها القوّات الإثيوبية الرشاشات والبنادق القناصة ومدافع الآر بي جي ونتجت عن ذلك إصابة 3 مواطنين ووفاة طفل".

وأشار إلى أنّ الجيش "يمد حبال الصبر لإكمال العملية التفاوضية الرامية لوضع حدّ لهذه الأعمال العدائية".

hg

وفي 8 يونيو/ حزيران الجاري، قال آبي أحمد، أمام برلمان بلاده، إن الحدود لن تكون سببا في تأزم العلاقات مع السودان في خطوة لامتصاص غضب الخرطوم.

وإذ أوضح الجيش في بيانه الاثنين أنّ "القيادات العسكرية في البلدين تواصلتا واتّفقتا على ضرورة مواصلة الحوار وضبط النفس"، شدّد على أنّ "القوات المسلّحة تؤكّد حقّها في الدفاع عن أرضها بكل الوسائل المشروعة".

وكانت الخرطوم أعلنت في مايو/أيار الماضي أنّها اتّفقت مع أديس أبابا على ترسيم الحدود بين البلدين للحدّ من دخول المزارعين الإثيوبيين إلى أراضيها.

وقال يومها وزير الدولة السوداني عمر قمر الدين "اتّفقنا مع الاثيوبيين على أن تبدأ اللجنة المشتركة بوضع العلامات المحدّدة للحدود في اكتوبر/تشرين الأول القادم، على أن تنتهي من عملها في مارس/اذار 2021".

وتأتي هذه التوترات تزامنا مع الخلافات بين السودان ومصر واثيوبيا بخصوص سد النهضة حيث أعلنت الخرطوم إلى جانب القاهرة موافقتهما من استئناف التفاوض مع اديس أبابا حول السد الذي يشكل مصدر تصعيد في المنطقة بين دولة المنبع ودولتي المصبّ.

وتشهد منطقة الفشقة البالغ مساحتها 251 كيلومترا أحداث عنف بين مزارعين من الجانبين خصوصا في موسم المطر يسقط خلالها قتلى وجرحى، غير أن الاشتباكات في الآونة الأخيرة بدأت تطرأ عليها تغيرات، أبرزها أن العصابات تتوغل في الأراضي السودانية بكثافة، وتأتي مدعومة من قوات نظامية تستخدم سلاحها في مهاجمة المواطنين، ثم تطور الأمر إلى توجيهه إلى عناصر عسكرية سودانية، في إشارة تريد منها الابتعاد عن هذه المنطقة.

ويقول مراقبون أن هذه الخطوة تشير إلى ضغوط تريد إثيوبيا ممارستها على السودان بهدف تغيير مواقفه في ملفات أخرى أهمها قضية سد النهضة.