مقتل خمسة محتجين في اضطرابات البصرة

البصرة تشهد واحدا من أعنف الاحتجاجات في حين ينتظر العراقيون حل عقدة تشكيل الحكومة والبدء بحل المشاكل الاقتصادية المزمنة وعودة الخدمات ومحاربة الفساد.

 

البصرة (العراق) - قالت مصادر محلية بأجهزة الصحة والأمن إن خمسة محتجين قتلوا كما أصيب 16 آخرون خلال ثاني يوم من الاشتباكات مع قوات الأمن في مدينة البصرة بجنوب العراق.
وأضافت المصادر أن 22 من أفراد الأمن أصيبوا أيضا، بعضهم بقنبلة يدوية، في بعض من أعنف الاضطرابات التي تحدثت عنها الأنباء خلال الاحتجاجات التي تجتاح منذ شهور المنطقة الجنوبية التي تعاني من الإهمال منذ فترة طويلة ومعقل الشيعة الذي يمثلون أغلبية في العراق.
ويشعر المحتجون بغضب بسبب انقطاع الكهرباء خلال شهور الصيف الحارة وعدم توافر فرص العمل والافتقار للخدمات الحكومية الملائمة فضلا عن استشراء الفساد.
وألقى المحتجون قنابل بنزين (مولوتوف) وحجارة على مبنى الإدارة المحلية بالمحافظة لليلة الثانية وكانوا يحاولون قطع الطرق المؤدية إلى المبنى. وذكرت مصادر محلية أن قوات الأمن أطلقت الذخيرة الحية في الهواء وكذلك قنابل الغاز المسيل للدموع.
وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من محيط المبنى، حيث تجمع عدد كبير من المحتجين حدادا على المحتج ياسر مكي الذي توفي الليلة الماضية.
الحجارة والمولوتوف مقابل الذخيرة الحية وقنابل الغاز
الحجارة والمولوتوف مقابل الذخيرة الحية وقنابل الغاز

وتزايد الغضب الشعبي في وقت يجد فيه الساسة صعوبة في تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة في مايو/أيار. وعبر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني عن تأييده للاحتجاجات.
وفي وقت سابق الثلاثاء، حمل المشيعون جثمان مكي بالقرب من الموقع وهتفوا "دم ياسر لن يضيع".
وألحق المتظاهرون أضرارا ببوابة مقر الإدارة المحلية، لكن قوات الأمن فرقتهم باستخدام الغاز المسيل للدموع قبل أن يتمكنوا من دخول المبنى.
ومع استمرار الاشتباكات حتى مساء الثلاثاء، أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي بإجراء تحقيق في مقتل مكي.
وقال العبادي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي الذي نقله التلفزيون العراقي "نأسف لوقوع شهيد من المتظاهرين في البصرة وأمرت بإجراء تحقيق للكشف عمن يحاول الايقاع بين المواطنين والقوات الامنية. أوامرنا واضحة بمنع اطلاق الرصاص الحي في التظاهرات".
وفي الشهر الماضي، أوقف رئيس الوزراء حيدر العبادي وزير الكهرباء عن العمل. وقال الأسبوع الماضي إن حكومته بدأت في معاقبة المسؤولين عن ضعف الخدمات في البصرة، ثاني كبرى مدن العراق.