مقتل قائد قوات الدعم السريع بدارفور في معارك الفاشر

قوات الدعم تعمل على استعادة بعض المواقع التي خسرتها في مدينة أم درمان خلال الأشهر والأسابيع الماضية من قوات الجيش.
القتال المستمر في الفاشر يثير مخاوف غربية وأممية
الولايات المتحدة تكثف مساعداتها للسودان وتحذّر من مجاعة تاريخية

الخرطوم - قال الجيش السوداني اليوم الجمعة إنه قتل علي يعقوب جبريل قائد قطاع وسط دارفور بقوات الدعم السريع خلال معركة في الفاشر فيما وصف أنه انتصار معنوي لن يغير شيئا على الارض حيث تشير كل المصادر ان المدينة باتت قريبة من السقوط في قبضة الدعم السريع بعد أسابيع من القتال.

وكان جبريل خاضعا لعقوبات أميركية وكان له دور كبير في الكثير من المعارك الحاسمة في العديد من المواجهات خاصة في اقليم دارفور.

من جانب اخر قالت قوات الدعم أنها ستعمل على تحقيق الحسم العسكري في مواجهة الجيش السوداني الذي استخدم سلاح الطيران بشكل كبير في الفترة الأخيرة ما أوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
واضافت في تغريدة على حسابها بموقع اكس الخميس "الأشاوس من أم درمان: الحرب فرضت علينا وسنجعلها كـ "صلاة العصر لا شفع فيها ولا وتر".

وفي مارس/اذار الماضي أعلن الجيش السوداني دخول قواته إلى مقر الإذاعة والتلفزيون في مدينة أم درمان، بعد أن كان المقر يخضع لسيطرة قوات الدعم السريع حيث حاول رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان استغلال هذا التقدم في الدعاية لقواته التي تكبدت خلال الأشهر الماضية خسائر في العديد من الجبهات.
وكانت قوات الدعم قد سيطرت على مقر الإذاعة والتلفزيون بأم درمان في الساعات الأولى للمعارك التي اندلعت في 15 أبريل/نيسان 2023. وتعتبر المدينة استراتيجية للسيطرة على كامل العاصمة الخرطوم حيث يفصلها نهر النيل عن العاصمة.
وكان الجيش السوداني نفذ خلال الأشهر الماضية هجمات بالمدفعية والطيران لتحقيق تقدم لكنه تسبب في قتل الكثير من المدنيين فيما تمكنت قوات الدعم بسبب تحصيناتها من افشال محاولات عديدة لقوات البرهان.
واكد مراقبون ان تحقيق الجيش في الفترة الماضية بعض التقدم في المدنية كان بسبب الدعم الإيراني حيث تلقت القوات السودانية شحنات من طائرة "مهاجر 6" وهو ما أكدته فيما بعد تقارير غربية وأميركية.
وفي غضون ذلك يسعى البرهان لاستغلال قرار مجلس الأمن الدولي الخميس برفع الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع شبه العسكرية على مدينة الفاشر التي يسكنها 1.8 مليون نسمة وتقع في ولاية شمال دارفور بالسودان، وبالوقف الفوري للقتال في المنطقة.
وتبنى المجلس المؤلف من 15 عضوا قرارا صاغته بريطانيا يدعو أيضا إلى انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة المدنيين وأمنهم في الفاشر، آخر مدينة كبيرة في إقليم دارفور الشاسع بغرب السودان لا تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.

ودعا مجلس الأمن الدولي الطرفين المتحاربين إلى السماح للمدنيين بالانتقال إلى أماكن أكثر أمنا داخل الفاشر وخارجها.
وحث الدولَ على الامتناع عن التدخل بما يؤجج الصراع وحالة عدم الاستقرار، وذكّر جميع الأطراف والدول الأعضاء التي تسهل نقل الأسلحة والمواد العسكرية إلى دارفور بضرورة الامتثال لتدابير حظر الأسلحة.
وفي سياق متصل أعلنت الولايات المتحدة اليوم الجمعة عن مساعدات طارئة بقيمة 315 مليون دولار للسودانيين، محذّرة من احتمال حدوث مجاعة ذات أبعاد تاريخية، وحملت طرفي النزاع مسؤولية الكارثة الإنسانية.

وتشمل المساعدة الغذاء ومياه الشرب بالإضافة إلى فحوص لحالات سوء التغذية وعلاج الأطفال في حالات الطوارئ. ويأتي ذلك فيما تشير التقديرات إلى أن خمسة ملايين شخص داخل السودان يعانون الجوع الشديد، مع نقص الغذاء أيضا في دول الجوار التي لجأ إليها مليونا سوداني.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للصحافيين "نريد أن يستيقظ العالم على الكارثة التي تحدث أمام أعيننا".

وأضافت "لقد رأينا توقعات للوفيات تقدر أن ما يزيد على 2.5 مليون شخص - حوالى 15في المئة من السكان - في دارفور وكردفان، المناطق الأكثر تضررا، يمكن أن يموتوا بحلول نهاية سبتمبر/أيلول".

وشددت المسؤولة الأميركية على أن هذه "أكبر أزمة إنسانية على وجه الكوكب، ومع ذلك فهي قابلة بطريقة ما للتفاقم مع اقتراب موسم الأمطار".

ولم يجمع النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة من أجل السودان سوى 16 في المئة من هدفه، مع تركّز الكثير من الاهتمام العالمي على غزة، حيث تحذر منظمات الإغاثة أيضا من مخاطر المجاعة.

وقالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور إن السودان قد يكون في وضع أسوأ من الصومال في عام 2011 عندما توفي حوالي 250 ألف شخص بعد ثلاثة مواسم متتالية بدون هطول أمطار كافية في بلد على شفا الفوضى.

وأضافت باور أن "السيناريو الأكثر إثارة للقلق هو أن السودان سوف يعيش المجاعة الأكثر فتكا منذ إثيوبيا في أوائل الثمانينات"، عندما مات ما يصل إلى 1.2 مليون شخص.

واندلعت الحرب في السودان في أبريل/نيسان من العام الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم. وحذر كبار مسؤولي الأمم المتحدة من أن تفاقم أعمال العنف في أنحاء الفاشر يهدد "بإطلاق العنان لصراع عرقي دموي في جميع أنحاء دارفور".