مقتل قيادي في طالبان يلقي بظلال ثقيلة على محادثات السلام

السلطات الأفغانية تعلن مقتل قيادي في الحركة المتشددة دبّر هجوما دمويا على قاعدة لمديرية الأمن في جهاز المخابرات الأفغاني فيما تدفع واشنطن لتسوية سياسية تنهي الصراع.

التوترات الأمنية تدفع جهود السلام للانهيار
طالبان، يد للتفاوض وأخرى على الزناد
ضجيج العنف أعلى من صوت الحوار في أفغانستان

كابول/بيشاور (باكستان) - قالت المديرية الوطنية للأمن وهي جهاز المخابرات الرئيسي في أفغانستان، اليوم الأربعاء إنها قتلت قياديا بحركة طالبان دبر هجوما مميتا على قاعدة تابعة لها هذا الأسبوع، وتعهدت بملاحقة وقتل الضالعين في الهجوم.

وقالت المديرية إن القيادي الذي اكتفت بالإشارة إليه باسم نعمان، قتل في غارة جوية مساء الثلاثاء.

وأضافت أن نعمان هو العقل المدبر لهجوم يوم الاثنين على قاعدة لها في إقليم ميدان وردك غربي كابول والذي قالت إنه أدى لمقتل 36 شخصا وإصابة 58 آخرين. وقال مسؤولون آخرون إن عدد الضحايا أكبر من ذلك.

وقالت المديرية في بيان "جرى استهداف نعمان مع سبعة آخرين بعد أن تعرفت قوات من المديرية عليهم خلال مهمة. ستلاحق المديرية الجماعة الإرهابية وستقتل كل أفرادها".

ونفت حركة طالبان في بيان مقتل القيادي. والهجوم الذي شنته الحركة المتمردة في ميدان وردك هو أحدث هجوم يلحق خسائر كبيرة في صفوف القوات الحكومية وسلط الضوء على الضغوط الشديدة التي تواجهها بسبب تصعيد مقاتلي طالبان أعمال العنف، رغم الجهود الدبلوماسية الجارية لإنهاء الصراع.

ولم يتبين بعد ما إذا كانت الضربة الجوية التي أودت بحياة المسلحين مدعومة من القوات الأميركية، لكن اذا صحّت الرواية الأفغانية فإن مقتل القيادي في طالبان أو اي هجمات أميركية على الحركة المتشددة من شأنه أن يشوّش على جهود السلام التي تسعى واشنطن لإحيائها على أمل إنهاء الصراع.

وجاءت حوادث العنف هذا الأسبوع بينما اجتمع قادة من الحركة الإسلامية المتشددة مع مسؤولين أميركيين لإجراء محادثات في محاولة للاتفاق على طريقة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاما.

والتقى مسؤولون من الجانبين أربع مرات على الأقل خلال الشهور القليلة الماضية، لكن المسلحين يرفضون إجراء محادثات مع حكومة كابول المدعومة من الولايات المتحدة.

وذكر مسؤولون في طالبان مطلعون على محادثات السلام أن المسؤولين الأميركيين المشاركين فيها قلقون من التدهور الأمني ويخشون أن يؤدي انسحاب القوات الأميركية إلى سيطرة "جماعات إرهابية" على أفغانستان.

وقال مسؤول كبير في طالبان مشترطا عدم نشر اسمه "أوضح وفدنا أنهم (الحركة) لن يسمحوا أبدا باستخدام أفغانستان ضد أي بلد آخر في المستقبل".

وفي هجوم يوم الاثنين، فجر مقاتلو طالبان سيارة هامفي بعد الاستيلاء عليها من القوات الأفغانية وتلغيمها.

وقال بعض المسؤولين الأفغان إن عدد الضحايا أكبر من الذي أعلنته المديرية الوطنية للأمن.

وكان مصدر كبير بوزارة الدفاع قال، إن 126 من قوات الأمن الأفغانية لقوا حتفهم. وقال مسؤولان أمنيان كبيران في العاصمة كابول إن 72 شخصا على الأقل تدربهم المديرية الوطنية للأمن قتلوا وأصيب 38 آخرون بإصابات خطيرة. وقالت طالبان إن 190 شخصا قتلوا في هجومها.

وتستهدف القوات الأفغانية قادة طالبان بدعم من ضربات جوية أميركية، لكن أثيرت تساؤلات بشأن مستقبل التدخل الأميركي بسبب تقارير تفيد بأن الرئيس دونالد ترامب يرغب في إعادة حوالي نصف القوات الأميركية المؤلفة من 14 ألف جندي إلى بلدهم.