مقتل متظاهرين عراقيين على وقع احتجاجات لا تهدأ

أحد المحتجين توفي في الحال إثر اصطدام عبوة غاز مسيل للدموع برأسه فيما توفي الآخر في المستشفى متأثرا بجروح من قنبلة صوت أطلقتها قوات الأمن.

بغداد - قالت مصادر بالشرطة العراقية وفي القطاع الطبي إن قوات الأمن قتلت اثنين من المحتجين وأصابت 35 آخرين بجروح في بغداد الخميس في حين يواصل آلاف العراقيين موجة احتجاجات مناهضة للحكومة.
وقالت المصادر إن أحد المحتجين توفي في الحال إثر اصطدام عبوة غاز مسيل للدموع برأسه وإن الآخر توفي في المستشفى متأثرا بجروح من قنبلة صوت أطلقتها قوات الأمن.

وياتي سقوط الضحايا رغم الدعوات التي اطلقتها منظمات حقوقية ودولية بضرورة التوقف عن استعمال عبوات الغاز المسيل للدموع نظرا لتسببها في مقتل عدد من المحتجين.

وقالت منظمة العفو الدولية قبل اسبوعين في بيان لها ان هذه القنابل المصنوعة ببلغاريا وصربيا هي من "نوع غير مسبوق" و"تهدف الى قتل وليس الى تفريق" المتظاهرين.
ودخلت المظاهرات والاعتصامات الاحتجاجية في بغداد وتسع محافظات عراقية اخرى يومها الـ 21 للمطالبة بإعادة تشكيل العملية السياسية بعد أن أخفقت في تلبية مطالب العراقيين منذ عام 2003 وحتى الآن. 
وتشهد ساحات التظاهر في ساحة التحرير ببغداد وساحات التظاهر في محافظات البصرة والناصرية وميسان وواسط والسماوة والديوانية وكربلاء والنجف وبابل تدفقا بشريا منذ ساعات الصباح الأولى للانضمام إلى آلاف المتظاهرين والمعتصمين داخل سرادق وخيم تم نصبها منذ انطلاق المظاهرات في الخامس والعشرين من الشهر الماضي . 
وذكر شهود عيان أن العشرات من المتظاهرين انسحبوا من الطريق المؤدية إلى مجمع حقل مجنون النفطي شمال شرقي البصرة بعد ساعات من الاعتصام الليلة الماضية ، فيما شهدت الليلة الماضية اضطرابات أمنية خطيرة على خلفية قيام متظاهرين بإحراق منازل نواب وموظفين كبار في مناطق متفرقة في محافظة ذي قار مما أجبر القوات الأمنية على استخدام الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. 

المتظاهرون في العراق
انتشار قوات الامن في الساحات لم يمنع المتظاهرين من الاستمرار في تحركاتهم

وتشهد جميع ساحات التظاهر والمدن المتظاهرة في ساعات الصباح الاولى هدوء وانتشارا كثيفا من قبل القوات الأمنية حيث أغلقت وبشكل كامل ساحة الخلاني أمام حركة المتظاهرين باتجاه ساحة التحرير ووضعت كتل اسمنتية لمنع تسلل المتظاهرين والاصطدام بالقوات الأمنية المنتشرة قرب جسر السنك. 
وذكر مغردون على شبكات التواصل الاجتماعي أن ساحات التظاهر ستشهد تدفق آلاف الموظفين للإعلان عن الإضراب العام لمدة يوم واحد تضامنا مع مطالب المتظاهرين. 
وتشهد ساحات التظاهر في ساعات الصباح فعاليات فنية متنوعة أبرزها إقامة جلسات غنائية وجلسات شعرية ، فيما يواصل العشرات من الرسامين تخليد أيام التظاهر بجداريات داخل نفق ساحة التحرير وفي عمارة المطعم التركي الذي يتحصن فيه المتظاهرون ويطل على نهر دجلة قبالة المنطقة الخضراء الحكومية. وتسعى الحكومة العراقية إلى البحث عن خيارات للتوصل إلى نقاط التقاء مع مطالب المتظاهرين الذين مازالوا يصرون على إقالة الحكومة وحل البرلمان الأمر الذي ترفضه الحكومة جملة وتفصيلا. 
ومن المنتظر أن يعقد البرلمان جلسة اعتيادية لمناقشة مشاريع قوانين مدرجة في جدول أعمال غالبيتها تتعلق بمحاربة الفساد . 
ومازالت السلطات العراقية في بغداد تغلق جسري الجمهورية والسنك على نهر دجلة أمام حركة السيارات ، فيما أعادت افتتاح جسور الأحرار والشهداء و14رمضان أمام حركة السيارات للحد من الاختناقات المرورية التي تشهدها بغداد . 
وقتل أكثر من 300 شخص منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول مع إطلاق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على حشود المتظاهرين.

رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي
عبدالمهدي دائما ما يتهم مخربين باستهداف قوات الامن

ودافع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الثلاثاء عن حكومته التي تواجه ضغوطا شديدة على وقع الاحتجاجات الشعبية والضغوط الدولية مؤكدا أن الحكومة ستستمر في أداء واجبها.
واتهم رئيس الحكومة من وصفهم بالمخربين بالتورط في استهداف قوات الامن نافيا التعرض للمحتجين السلميين.
ويتعرض رئيس الوزراء العراقي إلى جانب الضغوط الداخلية إلى أخرى خارجية وسط تنديد دولي بحملة القمع الواسعة التي يتعرض له المحتجون والتي سقط فيها عشرات القتلى بنيران قوات الأمن.
وحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء عبدالمهدي على الاستجابة لمطالب المتظاهرين، وفق بيان صادر عن الخارجية الأميركية.
وكان البيت الأبيض قد دعا في بيان الاثنين إلى إجراء انتخابات مبكرة في العراق لنزع فتيل أزمة الاحتجاجات.